وسواس الشيطان ومخاطره..
من محاضرة لسماحة العلامة المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
قد وردت عدة أحاديث في الوسوسة، كما لو يأتي الشيطان للإنسان فيقول له: من قال إن هناك حالة بعث من الموت {وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم* قُل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم[يَس:78 ـ79]. وهذه الأسئلة من قبيل من قال إن هناك جنة أو ناراً ...؟
فهذه خواطر تخطر على نفس الإنسان وعقله، وعليه أن يواجه هذه الحالة بأن يرفض هذه التساؤلات حتى يركّز إيمانه في العمق، ثم إذا بقي منها شيء في نفسه فعليه أن يرجع إلى أهل الذكر {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}[النحل:43]، لأن على الإنسان ـ كي يركّز عقيدته وقناعاته ـ أن لا يترك سؤالاً بدون جواب، لأنه إذا تركه فسوف يتعمّق في نفسه ويخلق له حيرة، وهذه هي حجّة الله على الإنسان، حيث يقال إنه "يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له: لمَ لمْ تعمل؟ فيقول: لم أعلم. فيقال له: هلاّ تعلّمت". وقد كان طريق العلم مفتوحاً أمامك. فلنقرأ أحاديث أهل البيت(ع) ثم ننطلق إلى الجانب الثاني وهو الخواطر التي تمسّ الجانب الأخلاقي.
فعن محمد بن حمران، قال: "سألت أبا عبد الله(ع) عن الوسوسة وإن كثرت فقال: لا شيء فيها". أي لست مسؤولاً عنها لأنها ليست اختيارية، والإنسان يسأل عمّا هو مختار. أمّا هذه الأفكار والوسوسات فإنها تهجم عنوة فلا تحاسب عليها، "تقول: لا إله إلا الله".
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبد الله(ع) "قال: قلت له إنه يقع في قلبي أمر عظيم". كما لو ينكر وجود الله أو ينكر الرسالة، لا إنكاراً فعلياً وإنما من خلال خطرات تخطر في ذهنه بنحو سريع عابر. "فقال: قل لا إله إلا الله. قال جميل: فكلما وقع في قلبي شيء قلت:لا إله إلا الله، فيذهب عني". فكأن الإنسان يستنفر هذا الإيمان العظيم المركوز في داخل شخصيته فيطرد هذه الأفكار الطارئة.
وعن علي بن مهزيار، قال: "كتب رجل إلى أبي جعفر(ع) يشكو إليه لمماً ـ أي صغار الذنوب ـ يخطر على باله، فأجابه في بعض كلامه: "إن الله عزّ وجل إن شاء ثبتّك فلا يجعل لإبليس عليك طريقاً، وقد شكا قوم إلى النبي(ص) لمماً يعرض لهم، لأن تهوي بهم الريح أو يقطّعوا أحبّ إليهم من أن يتكّلموا به، فقال رسول الله(ص): أتجدون ذلك؟ قالوا: نعم، فقال: والذي نفسي بيده، إن ذلك لصريح الإيمان، فإذا وجدتموه فقولوا: آمنا بالله ورسوله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله".
من محاضرة لسماحة العلامة المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
قد وردت عدة أحاديث في الوسوسة، كما لو يأتي الشيطان للإنسان فيقول له: من قال إن هناك حالة بعث من الموت {وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم* قُل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم[يَس:78 ـ79]. وهذه الأسئلة من قبيل من قال إن هناك جنة أو ناراً ...؟
فهذه خواطر تخطر على نفس الإنسان وعقله، وعليه أن يواجه هذه الحالة بأن يرفض هذه التساؤلات حتى يركّز إيمانه في العمق، ثم إذا بقي منها شيء في نفسه فعليه أن يرجع إلى أهل الذكر {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}[النحل:43]، لأن على الإنسان ـ كي يركّز عقيدته وقناعاته ـ أن لا يترك سؤالاً بدون جواب، لأنه إذا تركه فسوف يتعمّق في نفسه ويخلق له حيرة، وهذه هي حجّة الله على الإنسان، حيث يقال إنه "يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له: لمَ لمْ تعمل؟ فيقول: لم أعلم. فيقال له: هلاّ تعلّمت". وقد كان طريق العلم مفتوحاً أمامك. فلنقرأ أحاديث أهل البيت(ع) ثم ننطلق إلى الجانب الثاني وهو الخواطر التي تمسّ الجانب الأخلاقي.
فعن محمد بن حمران، قال: "سألت أبا عبد الله(ع) عن الوسوسة وإن كثرت فقال: لا شيء فيها". أي لست مسؤولاً عنها لأنها ليست اختيارية، والإنسان يسأل عمّا هو مختار. أمّا هذه الأفكار والوسوسات فإنها تهجم عنوة فلا تحاسب عليها، "تقول: لا إله إلا الله".
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبد الله(ع) "قال: قلت له إنه يقع في قلبي أمر عظيم". كما لو ينكر وجود الله أو ينكر الرسالة، لا إنكاراً فعلياً وإنما من خلال خطرات تخطر في ذهنه بنحو سريع عابر. "فقال: قل لا إله إلا الله. قال جميل: فكلما وقع في قلبي شيء قلت:لا إله إلا الله، فيذهب عني". فكأن الإنسان يستنفر هذا الإيمان العظيم المركوز في داخل شخصيته فيطرد هذه الأفكار الطارئة.
وعن علي بن مهزيار، قال: "كتب رجل إلى أبي جعفر(ع) يشكو إليه لمماً ـ أي صغار الذنوب ـ يخطر على باله، فأجابه في بعض كلامه: "إن الله عزّ وجل إن شاء ثبتّك فلا يجعل لإبليس عليك طريقاً، وقد شكا قوم إلى النبي(ص) لمماً يعرض لهم، لأن تهوي بهم الريح أو يقطّعوا أحبّ إليهم من أن يتكّلموا به، فقال رسول الله(ص): أتجدون ذلك؟ قالوا: نعم، فقال: والذي نفسي بيده، إن ذلك لصريح الإيمان، فإذا وجدتموه فقولوا: آمنا بالله ورسوله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله".
تعليق