ي كلِّ أمَّة ، وفي كلّ عصرٍ وزمان ، كان للعلمِ والتَّعليم بالغ الأثر في قيام الحضارات ونهوضها ، الحضارة الفرعونيَّة والإغريقيَّة وغيرها من الحضارات كانت تهتمّ بالعلم ، فعلم الرّياضيَّات قد أُكتُشِف قبل آلاف السّنوات ، المصريّون القدماء يُعتبرون روَّاداً في علمِ الهندسة وقد استخدموا كذلكَ النّظام العشري ، والأمر الذي قد لا يعرفه الكثير هو أنَّ نظام السَّاعات والثواني والدّقائق الذي إلى الآن نستخدمه في حساب الوقت ومعرفة الوقت قد جاء من خلالِ تطويرِ البابليُّين للنّظام السّتيني .
حينما كانَ الإسلامُ قويًّا في فترةٍ ماضية ، وكانت الدَّوْلة الإسلاميَّة في أوجِّ نشاطها وقوّتها ، كانَ للعلمِ أشدَّ التّأثير في في بُروز الدَّوْلةِ السلاميَّة كقوَّة في العالم ، حينما يكونُ للدَّولة مجموعة من العلماء المميَّزين ممّن يعزّزون من مكانةِ الدَّولة ، ويكونُ لهم أثر في قوّتها العسكريَّة والعلميَّة فنحنُ نتحدَّث عن دولة عظيمة ، استفادت من علمائها .
نحنُ الآن نعيشُ في مرحلةِ ضعْفٍ علمي ، بالرُّغمِ من كميَّةِ ما يُصرَف على قطاعِ التّعليم ، إلاّ أنّنا لا نرى علماء يزيدون من قوَّة العرب والإسلام .
للأسف العلْم لا يتصدَّر مكاناً كبيراً في السِّياسةِ العربيَّة ، ويعتقدُ البعض بأنَّ العلْم يُعتبرُ أمراً ثانويًّا لا فائدة منه في السّياسة ، بيْنما الحقيقة هيَ أنَّ العلْم أمر رئيسي في قوّةِ ونهوضِ أيّ أُمَّة .
حينما ترى الغرب وقوّتهم ، فهذا يعودُ للعلْم ، فهانحنُ الآن نستوْردُ منهم كلّ شيء ، الواقع يقول بأنّنا نحن في أشدِّ الحاجة للغرب ، فنحنُ لا نستطيع الإعتماد على أنفسِنا على تصنيعِ ما نحتاجه ، وهذا يعودُ لضعْفِ العلمِ والتَّعليمِ عندَنا ، ما يعيشُهُ الغرْب الآن من قوَّة فهذا ناتجٌ عن العلْم .
نحنُ الآن نمتلك ثروة عظيمة هيَ النّفْط ، لكنّنا في الحقيقة لا نستفيد منها إلاّ إذا استوْردَها الآخرون منَّا ، وهذا دليلُ على أنَّنا في حاجةٍ للغرْب كثيراً وكثيراً ، لابُدَّ أن نُفكِّرَ الآن في المُستقبل ، النّفط سيَفنى عاجلاً أو آجلاً ، لذلكَ سلاحُنا الآن هو العلْم إن كُنَّا نُريدُ أن نكونَ قُوَّةً في العالم .
نحنُ بحاجة إلى الأُنثى والذّكر ، فالعلْم ليْسَ مقصوراً على ذكَر فقط ، فكثيرٌ من الإناث وهبهنُّ اللهُ ذكاءً ومقدرة وحبٌّ للعلْمِ والتعلُّمِ ، فتهميشهُم يُعتبرُ فقداننا لمصدرٍ من مصادرِ قوّتنا ، بل الأدهى والأمرّ من التّهميش أنَّ هُنالكَ من يعتبر من الأُنثى عوْرةً له ، فيُضيِّقْ عليْها ويسومَها سوء العذاب ويجعلُ منها إنسانة بلا روح ، فتعيش حياة قاسية مريرة ممّا يجعلها تلجأ لأيِّ طرفٍ تعتقد بأنَّهُ سيُساعدها وبالتّالي قد يكون ذلكَ الطَّرف الذي وثقت فيه إنساناً فاسداً وبالتَّالي تنحرِف أو تسوء حياتها إلى الأسوأ بالرُّغمِ من أنَّها لو أُعطيَت فُرصة لكانَ لها شأناً عظيماً ، وبذلك نكون فقدنا مصدر قوَّة .
نحتاجُ أن ننوِّعَ من اهتماماتِ شبابنا وشابّاتنا في مُختلفِ العُلوم ، فالعلْم ليْسَ مُجرَّد طبّ وهندسة ، العلْم أوسَع من ذلكَ بكثير .
المُشكلة أنَّنا الآن نُفكِّر في مُستقبلِنا المهنيّ ، والأمم النّاجحة هيَ من تُفكِّرُ في مُستقبلِها لا مُستقبلِ الفرْد .
التطوُّر في العلْم يبدأ من المدرسة ، فحينما تكونُ بيئة المدرسة مُحفِّزة على العلْم والتعلُّم فنحنُ سنقطف ثمارَ هذا الحُبّ في المُستقبل ، البيئة ليْسَت مُجرَّد تجهيزات لمدرسة ، بل الأهمّ من ذلكَ هيَ الكوادِر الموجودة في المدرسة ، كثيرٌ من مدارسِنا امتلأت بأصحابِ الفكْرِ العقيم ، الذي ولّى عليِ الزّمن ، مُعلِّم في سنِّ الخمسينَ عاماً كيْفَ لهُ أن يتأقلَمَ مع طُلاّبٍ في سنّ الخمسةَ عشرَ عاماً فالإهتمامات تختلف المُعلّم المعلِّم ذو الخمسينَ عاماً كما أنَّ حماسَ المُعلِّم للتَّعليم يقلّ وفي المُقابل هُنالكَ آلاف الشَّباب العاطلينَ عن العمل ، والمُشكلة الأُخرى تكونُ في نوعيَّةِ المُعلّمينَ الرَّاغبينَ في التَّعليم فمُعظمهم لا يمتلك مُقوِّمات المُربّي وقد أجبرَتهُ الظُّروف بأن يتّجه إلى السِّلْكِ التّعليمي ، العقليَّات الواعية النَّاجحة التي نُعوِّل عليْها كثيراً لا تتّجه إلى التّعليم بل تتّجه إلى سوق العمل وهذِهِ مُشكلة تتطلَّبُ حلاًّ لأنَّ المعلِّم هوَ مُربّي قبل أن يكونَ مُعلِّماً .
الكلام والتّنظير والتَّحليل سهل ، لكن الأكثر صعوبة هوَ أن يُنفَّذَ ذلكَ ، لأنّنا لا نستطيع أن نتحكَّمَ في الآخرينَ ولا نستطيع أن نملكهم ، لأجلِ ذلك يقع على المدرسة حملٌ كبير قبل الأُسرة ، لأنَّ الاُسرة قد تكون مغلوبةٌ على أمرِها ، أو تكون غير مُتفهّمة لواقع الحياة الجديد ، لذلكَ نحنُ الآن بحاجة لتغييرِ الفكْر والثقافة ، الفكْر القديم الذي تشبَّعْنا به لم يعد يُفيد وولَّى عليهِ الزَّمن .
التَّغيير يحتاج وقت كبير ، فنحنُ لا نتحدَّث عن تغيير سلوكي ، بل نتحدَّث عن تغيير فكري ، فيجبُ أن نبدأَ من الآن من خلالِنا نحن آباء وأمُّهات المُستقبل .
حينما كانَ الإسلامُ قويًّا في فترةٍ ماضية ، وكانت الدَّوْلة الإسلاميَّة في أوجِّ نشاطها وقوّتها ، كانَ للعلمِ أشدَّ التّأثير في في بُروز الدَّوْلةِ السلاميَّة كقوَّة في العالم ، حينما يكونُ للدَّولة مجموعة من العلماء المميَّزين ممّن يعزّزون من مكانةِ الدَّولة ، ويكونُ لهم أثر في قوّتها العسكريَّة والعلميَّة فنحنُ نتحدَّث عن دولة عظيمة ، استفادت من علمائها .
نحنُ الآن نعيشُ في مرحلةِ ضعْفٍ علمي ، بالرُّغمِ من كميَّةِ ما يُصرَف على قطاعِ التّعليم ، إلاّ أنّنا لا نرى علماء يزيدون من قوَّة العرب والإسلام .
للأسف العلْم لا يتصدَّر مكاناً كبيراً في السِّياسةِ العربيَّة ، ويعتقدُ البعض بأنَّ العلْم يُعتبرُ أمراً ثانويًّا لا فائدة منه في السّياسة ، بيْنما الحقيقة هيَ أنَّ العلْم أمر رئيسي في قوّةِ ونهوضِ أيّ أُمَّة .
حينما ترى الغرب وقوّتهم ، فهذا يعودُ للعلْم ، فهانحنُ الآن نستوْردُ منهم كلّ شيء ، الواقع يقول بأنّنا نحن في أشدِّ الحاجة للغرب ، فنحنُ لا نستطيع الإعتماد على أنفسِنا على تصنيعِ ما نحتاجه ، وهذا يعودُ لضعْفِ العلمِ والتَّعليمِ عندَنا ، ما يعيشُهُ الغرْب الآن من قوَّة فهذا ناتجٌ عن العلْم .
نحنُ الآن نمتلك ثروة عظيمة هيَ النّفْط ، لكنّنا في الحقيقة لا نستفيد منها إلاّ إذا استوْردَها الآخرون منَّا ، وهذا دليلُ على أنَّنا في حاجةٍ للغرْب كثيراً وكثيراً ، لابُدَّ أن نُفكِّرَ الآن في المُستقبل ، النّفط سيَفنى عاجلاً أو آجلاً ، لذلكَ سلاحُنا الآن هو العلْم إن كُنَّا نُريدُ أن نكونَ قُوَّةً في العالم .
نحنُ بحاجة إلى الأُنثى والذّكر ، فالعلْم ليْسَ مقصوراً على ذكَر فقط ، فكثيرٌ من الإناث وهبهنُّ اللهُ ذكاءً ومقدرة وحبٌّ للعلْمِ والتعلُّمِ ، فتهميشهُم يُعتبرُ فقداننا لمصدرٍ من مصادرِ قوّتنا ، بل الأدهى والأمرّ من التّهميش أنَّ هُنالكَ من يعتبر من الأُنثى عوْرةً له ، فيُضيِّقْ عليْها ويسومَها سوء العذاب ويجعلُ منها إنسانة بلا روح ، فتعيش حياة قاسية مريرة ممّا يجعلها تلجأ لأيِّ طرفٍ تعتقد بأنَّهُ سيُساعدها وبالتّالي قد يكون ذلكَ الطَّرف الذي وثقت فيه إنساناً فاسداً وبالتَّالي تنحرِف أو تسوء حياتها إلى الأسوأ بالرُّغمِ من أنَّها لو أُعطيَت فُرصة لكانَ لها شأناً عظيماً ، وبذلك نكون فقدنا مصدر قوَّة .
نحتاجُ أن ننوِّعَ من اهتماماتِ شبابنا وشابّاتنا في مُختلفِ العُلوم ، فالعلْم ليْسَ مُجرَّد طبّ وهندسة ، العلْم أوسَع من ذلكَ بكثير .
المُشكلة أنَّنا الآن نُفكِّر في مُستقبلِنا المهنيّ ، والأمم النّاجحة هيَ من تُفكِّرُ في مُستقبلِها لا مُستقبلِ الفرْد .
التطوُّر في العلْم يبدأ من المدرسة ، فحينما تكونُ بيئة المدرسة مُحفِّزة على العلْم والتعلُّم فنحنُ سنقطف ثمارَ هذا الحُبّ في المُستقبل ، البيئة ليْسَت مُجرَّد تجهيزات لمدرسة ، بل الأهمّ من ذلكَ هيَ الكوادِر الموجودة في المدرسة ، كثيرٌ من مدارسِنا امتلأت بأصحابِ الفكْرِ العقيم ، الذي ولّى عليِ الزّمن ، مُعلِّم في سنِّ الخمسينَ عاماً كيْفَ لهُ أن يتأقلَمَ مع طُلاّبٍ في سنّ الخمسةَ عشرَ عاماً فالإهتمامات تختلف المُعلّم المعلِّم ذو الخمسينَ عاماً كما أنَّ حماسَ المُعلِّم للتَّعليم يقلّ وفي المُقابل هُنالكَ آلاف الشَّباب العاطلينَ عن العمل ، والمُشكلة الأُخرى تكونُ في نوعيَّةِ المُعلّمينَ الرَّاغبينَ في التَّعليم فمُعظمهم لا يمتلك مُقوِّمات المُربّي وقد أجبرَتهُ الظُّروف بأن يتّجه إلى السِّلْكِ التّعليمي ، العقليَّات الواعية النَّاجحة التي نُعوِّل عليْها كثيراً لا تتّجه إلى التّعليم بل تتّجه إلى سوق العمل وهذِهِ مُشكلة تتطلَّبُ حلاًّ لأنَّ المعلِّم هوَ مُربّي قبل أن يكونَ مُعلِّماً .
الكلام والتّنظير والتَّحليل سهل ، لكن الأكثر صعوبة هوَ أن يُنفَّذَ ذلكَ ، لأنّنا لا نستطيع أن نتحكَّمَ في الآخرينَ ولا نستطيع أن نملكهم ، لأجلِ ذلك يقع على المدرسة حملٌ كبير قبل الأُسرة ، لأنَّ الاُسرة قد تكون مغلوبةٌ على أمرِها ، أو تكون غير مُتفهّمة لواقع الحياة الجديد ، لذلكَ نحنُ الآن بحاجة لتغييرِ الفكْر والثقافة ، الفكْر القديم الذي تشبَّعْنا به لم يعد يُفيد وولَّى عليهِ الزَّمن .
التَّغيير يحتاج وقت كبير ، فنحنُ لا نتحدَّث عن تغيير سلوكي ، بل نتحدَّث عن تغيير فكري ، فيجبُ أن نبدأَ من الآن من خلالِنا نحن آباء وأمُّهات المُستقبل .
تعليق