كانت الليلة ممطرة ، وكانت إنارة خافثة تصدر من بعض المصابح التي سلمت من التخريب ، وتـُلقي على الحيطان المُبلـّلة ،
ظِلّ المارّة المتسرعين.
كان ظلٌّ من بينهم يتتبـّعني جارّا خُطواته الثقيلة ، وكلّ ما تهاطل المطر أكثر ، كلّ ما تسارعت خطاهم وتـثاقلت خطاي ،
حتى بقيت وحيدا في طرقات معفـّنة بالبـِرَك والأوحال.
وحيدا ، ليس تماما . كانت تطاردني على بُعدِ أمتار بعض الكلاب الضالـّة، كأنّي غريم لها في السلطة على أزبال ذلك الحيّ التعيس ،
في مدينة الصفيح المنسيـّة من خريطة الوطن، وضمير رُعاته.
وعند رُكن إنبعث شبحٌ من ظلمةٍ : "أتريد حبـًّا؟... تعال أمتـّعك فـكوخي قريب".
كانت ملابسي الرثـّة مبلـّلةً حتّى عظامي، والجوع يُـقطـّع أمعائي وقِـواي تخونني، قلت ونفـَسي يتقطـّع:
"لا أريد حبّا ، أريد قشرة خبز".
ردّت غاضبة "إبتعد أيـّها الكلب المجراب، أنا لست فرن خبز، أنا حضن حنان".
تركت حضن الحنان ، و واصلت جرَّ آلامي ، ومطر السخط يسقيني وصقيع التشرّد يـُدوّي داخلي...
حـتّى مشارف المقبرة.
تخطـّيْـت بصعوبة مساري، بين القبور، والأشباح تدور حولي في موكب مسرحي لم يعدْ يـُرْهبني ،
وصلت مكان إقامتي تحت الشجرة العجوز، ألقيت بجسمي الهزيل الموجَع على "كراطني" المبلـّلة وأنفاسي تـُلـْفظ ،
ثمّ أحسست الأرض تبتلعني.
علمت حينها أنّ شبح النهاية لحِـق بي .
ظِلّ المارّة المتسرعين.
كان ظلٌّ من بينهم يتتبـّعني جارّا خُطواته الثقيلة ، وكلّ ما تهاطل المطر أكثر ، كلّ ما تسارعت خطاهم وتـثاقلت خطاي ،
حتى بقيت وحيدا في طرقات معفـّنة بالبـِرَك والأوحال.
وحيدا ، ليس تماما . كانت تطاردني على بُعدِ أمتار بعض الكلاب الضالـّة، كأنّي غريم لها في السلطة على أزبال ذلك الحيّ التعيس ،
في مدينة الصفيح المنسيـّة من خريطة الوطن، وضمير رُعاته.
وعند رُكن إنبعث شبحٌ من ظلمةٍ : "أتريد حبـًّا؟... تعال أمتـّعك فـكوخي قريب".
كانت ملابسي الرثـّة مبلـّلةً حتّى عظامي، والجوع يُـقطـّع أمعائي وقِـواي تخونني، قلت ونفـَسي يتقطـّع:
"لا أريد حبّا ، أريد قشرة خبز".
ردّت غاضبة "إبتعد أيـّها الكلب المجراب، أنا لست فرن خبز، أنا حضن حنان".
تركت حضن الحنان ، و واصلت جرَّ آلامي ، ومطر السخط يسقيني وصقيع التشرّد يـُدوّي داخلي...
حـتّى مشارف المقبرة.
تخطـّيْـت بصعوبة مساري، بين القبور، والأشباح تدور حولي في موكب مسرحي لم يعدْ يـُرْهبني ،
وصلت مكان إقامتي تحت الشجرة العجوز، ألقيت بجسمي الهزيل الموجَع على "كراطني" المبلـّلة وأنفاسي تـُلـْفظ ،
ثمّ أحسست الأرض تبتلعني.
علمت حينها أنّ شبح النهاية لحِـق بي .
تعليق