بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركائه
اللهم صلي على محمد وال محمد
يحث الإسلام المسلمين على الزواج و يوليه إهتماماً كبيراً و يعتبره بناءً مقدساً و مباركاً يقوم الزوجان بتشييده بهدف بناء الأسرة الكريمة و إبتغاء الذرية الصالحة .
فقد روي عن أبي جعفرٍ ( عليه السّلام ) أنّه قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : " ما بني بناءٌ في الأسلام أحبّ إلى اللّه تعالى من التّزويج " .
و روي عن صفوان بن مهران ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) أنّه قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : " تزوّجوا و زوّجوا ، ألا فمن حظّ امرئٍ مسلمٍ إنفاق قيمة أيّمةٍ، و ما من شيءٍ أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من بيتٍ يعمر في الأسلام بالنّكاح ، و ما من شيءٍ أبغض إلى اللّه عزّ و جلّ من بيتٍ يخرب في الأسلام بالفرقة يعني الطّلاق " .
و عن ابن القدّاح ، قال : قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : " ركعتان يصلّيهما المتزوّج أفضل من سبعين ركعةً يصلّيها أعزب " .
و لقد حرص الإسلام على أن يكون البيت الإسلامي الذي رغّب في تأسيسه حصناً منيعاً يحمي الزوجين من الإنحرافات الخلقية و المفاسد الأخلاقية ، و أن يكون بيتاً تتوفّر فيه ما تتطلبه الحياة الهادئة و الآمنة و السعيدة من الأجواء التي تمكّن الرجل و المرأة من القيام بدورهما و أداء مسؤولياتهما .
لهذا فإننا نجد أن الله عزّ و جلّ قد وضع القوانين الحكيمة و سنّ السنن القويمة الكفيلة بإسعاد الزوجين و تسهيل بلوغهما الى الأهداف المبتغاة من تأسيس الأسرة .
ثم إن هذه القوانين و السنن تشمل جوانب عديدة من قضايا الأسرة نشير إلى أهمها فيما يلي :
ما يُستحب فعله للمُقدمين على الزواج :
1. المبادرة إلى الزواج :
لقد حث الإسلام المسلمين على المبادرة إلى إختيار شريك الحياة و بناء الأسرة و ترك العزوبة ، فرغب في الزواج و أثاب عليه ، و ذم العزوبة و العزوف عن الزواج :
قال الله عز و جل : ﴿ وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسعٌ عليمٌ ﴾ .
و قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " من تزوج أحرز نصف دينه " .
و قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تزوجوا فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : " من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج " .
و روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : " رذال موتاكم العزاب " .
و عن ابن القداح قال : جاء رجلٌ إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال له : هل لك من زوجةٍ ؟
فقال : لا .
فقال أبي : و ما أحب أن لي الدنيا و ما فيها و أني بت ليلةً و ليست لي زوجةٌ .
ثم قال : " الركعتان يصليهما رجلٌ متزوجٌ أفضل من رجلٍ أعزب يقوم ليله و يصوم نهاره " .
ثم أعطاه أبي سبعة دنانير ، ثم قال له تزوج بهذه .
ثم قال أبي : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " اتخذوا الأهل فإنه أرزق لكم ".
2. إحترام قوانين الزواج و الإعتراف بها :
فلقد ورد أنه يستحب لمن أراد الزواج أن يقول : " أقررت بالميثاق الذي أخذ الله إمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسانٍ " .
3. صلاة ركعتين :
فقد روي عن أبي بصيرٍ أنه قال : قال لي أبو جعفرٍ ( عليه السلام ) : " إذا تزوج أحدكم كيف يصنع ؟ " .
قلت لا أدري .
قال : " إذا هم بذلك فليصل ركعتين ، و ليحمد الله عز و جل ".
4. الدعاء بعد الصلاة :
فقد ورد أنه يستحب لمن أراد الزواج أن يقول : " اللهم إني أريد أن أتزوج فقدر لي من النساء أعفهن فرجاً و أحفظهن لي في نفسها و مالي و أوسعهن رزقاً و أعظمهن بركةً و قدر لي ولداً طيباً تجعله خلفاً صالحاً في حياتي و بعد موتي " .
آداب عقد الزواج و سُنَنِه :
1. الخطبة :
تستحب الخطبة قبل إجراء العقد ، و يستحب ان تشتمل على حمد الله و الثناء عليه و الوصية بالتقوى .
و ينبغي ان تكون الخطبة جامعة للوصايا و الإرشادات التي يحتاج إليها الزوجان و الذين يحضرون مجلس العقد .
فعن معاوية بن حكيمٍ قال : خطب الرضا ( عليه السلام ) هذه الخطبة :
" الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه ، و افتتح بالحمد كتابه ، و جعل الحمد أول جزاء محل نعمته و آخر دعوى أهل جنته ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً أخلصها له و أدخرها عنده ، و صلى الله على محمدٍ خاتم النبوة و خير البرية ، و على آله آل الرحمة و شجرة النعمة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة ، و الحمد لله الذي كان في علمه السابق و كتابه الناطق و بيانه الصادق أن أحق الأسباب بالصلة و الأثرة و أولى الأمور بالرغبة فيه سببٌ أوجب سبباً و أمرٌ أعقب غنًى ، فقال جل و عز : و هو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً و صهراً و كان ربك قديراً ، و قال : و أنكحوا الأيامى منكم و الصالحين من عبادكم و إمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله و الله واسعٌ عليمٌ ، و لو لم يكن في المناكحة و المصاهرة آيةٌ محكمةٌ و لا سنةٌ متبعةٌ و لا أثرٌ مستفيضٌ لكان فيما جعل الله من بر القريب و تقريب البعيد و تأليف القلوب و تشبيك الحقوق و تكثير العدد و توفير الولد لنوائب الدهر و حوادث الأمور ما يرغب في دونه العاقل اللبيب و يسارع إليه الموفق المصيب و يحرص عليه الأديب الأريب ، فأولى الناس بالله من اتبع أمره و أنفذ حكمه و أمضى قضاءه و رجا جزاءه ، و فلان بن فلانٍ من قد عرفتم حاله و جلاله دعاه رضا نفسه و أتاكم إيثاراً لكم و اختياراً لخطبة فلانة بنت فلانٍ كريمتكم و بذل لها من الصداق كذا و كذا فتلقوه بالأجابة و أجيبوه بالرغبة و استخيروا الله في أموركم يعزم لكم على رشدكم إن شاء الله ، نسأل الله أن يلحم ما بينكم بالبر و التقوى و يؤلفه بالمحبة و الهوى و يختمه بالموافقة و الرضا إنه سميع الدعاء لطيفٌ لما يشاء.
2. الإشهاد على الزواج :
يستحب الإشهاد على الزواج من أجل اثبات النسب و الميراث ، و لعل هذه الحكمة تنسحب إلى كل ما ينفع حفظ النسب و الميراث و يقطع الخلاف مثل التسجيل في المحكمة او ما اشبه .
3. مراعاة المعايير الإسلامية في إختيار الزوج و الزوجة :
فقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : " اختاروا لنطفكم فإن الخال أحد الضجيعين " .
و قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " أنكحوا الأكفاء و انكحوا فيهم و اختاروا لنطفكم " .
آداب الزفاف و مستحباته :
1. الإطعام :
يستحب الاطعام في الزواج بغير سرف و لا رياء او سمعه ، و من ذلك اطعام الفقراء و عدم تحديده بالاغنياء و الوجهاء ، و منه عدم جعل الزواج مناسبة للاستعلاء على الناس و ما يوجب وقوع الطبقات المستضعفة و المتوسطة في الإحراج لعدم قدرتهم على مجاراة الاغنياء .
فقد روي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " إن من سنن المرسلين الأطعام عند التزويج " .
و عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنه قال : " الوليمة يومٌ ، و يومان مكرمةٌ ، و ثلاثة أيام رياءٌ و سمعةٌ " .
و عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " الوليمة أول يوم حقٌ و الثاني معروفٌ و ما زاد رياءٌ و سمعةٌ " .
هذا و يستحب أن يكون الإطعام نهاراً ، فقد روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : " زفوا عرائسكم ليلا و أطعموا ضحًى ".
2. الزفاف ليلاً :
يستحب أن يكون التزويج و الزفاف ليلاً ، للحديث السابق : " زفوا عرائسكم ليلا ... " ، و لما روي عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول في التزويج ، قال : " من السنة التزويج بالليل لان الله جعل الليل سكناً و النساء إنما هن سكنٌ " .
3. الوضوء :
يستحب أن يكون الزوجان على وضوء و طهارة ، فقد روي عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) في حديث أنه قال : " ... إذا دخلت فمرها قبل أن تصل إليك أن تكون متوضئةً ، ثم أنت لا تصل إليها حتى توضأ ... " .
4. صلاة ركعتين :
يستحب أن يصلي الزوجان ركعتين ، فقد روي عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) في حديث أنه قال : " ... و صل ركعتين ... ".
5. الصلاة على محمد و آل محمد :
يستحب للزوجين أن يصليا على النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) و على آله ( عليهم السلام ) ، فقد روي عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) في حديث أنه قال : " ... إذا دخلت ... و صل على محمد و آل محمد ... " .
6. الدعاء بالمأثور :
يستحب أن يدعو الزوج بالدعاء التالي : فعن أبي بصير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : " إذا دخلت بأهلك فخذ بناصيتها و استقبل القبلة و قل : اللهم بأمانتك أخذتها و بكلماتك استحللتها ، فإن قضيت لي منها ولداً فاجعله مباركاً تقياً من شيعة آل محمد و لا تجعل للشيطان فيه شركاً و لا نصيباً ".
مكروهات و مستحبات
مكروهات الجماع :
هناك مجموعة من المكروهات ينبغي إجتنابها و التنبه لها لدى المباشرة و الجماع ذكرها النبي المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) للإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) نذكرها بنصها في ما يلي :
روي عن أبي سعيد الخدري قال أوصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال :
" ... يا علي : لا تجامع امرأتك في أول الشهر و وسطه و آخره ، فإن الجنون و الجذام و الخبل ليسرع إليها و إلى ولدها .
يا علي : لا تجامع امرأتك بعد الظهر ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ في ذلك الوقت يكون أحول ، و الشيطان يفرح بالحول في الأنسان .
يا علي : لا تتكلم عند الجماع فإنه إن قضي بينكما ولدٌ لا يؤمن أن يكون أخرس ، و لا ينظرن أحدٌ إلى فرج امرأته ، و ليغض بصره عند الجماع ، فإن النظر إلى الفرج يورث العمى في الولد .
يا علي : لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك ، فإني أخشى إن قضي بينكما ولدٌ أن يكون مخنثاً أو مؤنثاً مخبلا .
يا علي : من كان جنباً في الفراش مع امرأته فلا يقرأ القرآن فإني أخشى أن تنزل عليهما نارٌ من السماء فتحرقهما .
يا علي : لا تجامع امرأتك إلا و معك خرقةٌ و مع أهلك خرقةٌ ، و لا تمسحا بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة فإن ذلك يعقب العداوة بينكما ثم يؤديكما إلى الفرقة و الطلاق .
يا علي : لا تجامع امرأتك من قيام فإن ذلك من فعل الحمير ، فإن قضي بينكما ولدٌ كان بوالا في الفراش كالحمير البوالة في كل مكان .
يا علي : لا تجامع امرأتك في ليلة الأضحى ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون له ست أصابع أو أربع أصابع .
يا علي : لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون جلاداً قتالا أو عريفاً .
يا علي : لا تجامع امرأتك في وجه الشمس و تلالئها إلا أن ترخي ستراً فيستركما ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ لا يزال في بؤس و فقر حتى يموت .
يا علي : لا تجامع امرأتك بين الأذان و الأقامة ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون حريصاً على إهراق الدماء .
يا علي : إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا و أنت على وضوء ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون أعمى القلب بخيل اليد .
يا علي : لا تجامع أهلك في النصف من شعبان ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون مشئوماً ذا شامة في وجهه .
يا علي : لا تجامع أهلك في آخر درجة منه إذا بقي يومان فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون عشاراً أو عوناً للظالمين ، و يكون هلاك فئام من الناس على يديه .
يا علي : لا تجامع أهلك على سقوف البنيان ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون منافقاً مرائياً مبتدعاً .
يا علي : إذا خرجت في سفر فلا تجامع أهلك من تلك الليلة ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ ينفق ماله في غير حق ، ـ و قرأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين .
يا علي : لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى سفر مسيرة ثلاثة أيام و لياليهن ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون عوناً لكل ظالم عليك ".
وهناك الكثير من المستحبات والمكروهات
نسألــــكمـ الدعــــــــاء
السلام عليكم ورحمه الله وبركائه
اللهم صلي على محمد وال محمد
يحث الإسلام المسلمين على الزواج و يوليه إهتماماً كبيراً و يعتبره بناءً مقدساً و مباركاً يقوم الزوجان بتشييده بهدف بناء الأسرة الكريمة و إبتغاء الذرية الصالحة .
فقد روي عن أبي جعفرٍ ( عليه السّلام ) أنّه قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : " ما بني بناءٌ في الأسلام أحبّ إلى اللّه تعالى من التّزويج " .
و روي عن صفوان بن مهران ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) أنّه قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : " تزوّجوا و زوّجوا ، ألا فمن حظّ امرئٍ مسلمٍ إنفاق قيمة أيّمةٍ، و ما من شيءٍ أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من بيتٍ يعمر في الأسلام بالنّكاح ، و ما من شيءٍ أبغض إلى اللّه عزّ و جلّ من بيتٍ يخرب في الأسلام بالفرقة يعني الطّلاق " .
و عن ابن القدّاح ، قال : قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : " ركعتان يصلّيهما المتزوّج أفضل من سبعين ركعةً يصلّيها أعزب " .
و لقد حرص الإسلام على أن يكون البيت الإسلامي الذي رغّب في تأسيسه حصناً منيعاً يحمي الزوجين من الإنحرافات الخلقية و المفاسد الأخلاقية ، و أن يكون بيتاً تتوفّر فيه ما تتطلبه الحياة الهادئة و الآمنة و السعيدة من الأجواء التي تمكّن الرجل و المرأة من القيام بدورهما و أداء مسؤولياتهما .
لهذا فإننا نجد أن الله عزّ و جلّ قد وضع القوانين الحكيمة و سنّ السنن القويمة الكفيلة بإسعاد الزوجين و تسهيل بلوغهما الى الأهداف المبتغاة من تأسيس الأسرة .
ثم إن هذه القوانين و السنن تشمل جوانب عديدة من قضايا الأسرة نشير إلى أهمها فيما يلي :
ما يُستحب فعله للمُقدمين على الزواج :
1. المبادرة إلى الزواج :
لقد حث الإسلام المسلمين على المبادرة إلى إختيار شريك الحياة و بناء الأسرة و ترك العزوبة ، فرغب في الزواج و أثاب عليه ، و ذم العزوبة و العزوف عن الزواج :
قال الله عز و جل : ﴿ وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسعٌ عليمٌ ﴾ .
و قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " من تزوج أحرز نصف دينه " .
و قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تزوجوا فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : " من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج " .
و روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : " رذال موتاكم العزاب " .
و عن ابن القداح قال : جاء رجلٌ إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال له : هل لك من زوجةٍ ؟
فقال : لا .
فقال أبي : و ما أحب أن لي الدنيا و ما فيها و أني بت ليلةً و ليست لي زوجةٌ .
ثم قال : " الركعتان يصليهما رجلٌ متزوجٌ أفضل من رجلٍ أعزب يقوم ليله و يصوم نهاره " .
ثم أعطاه أبي سبعة دنانير ، ثم قال له تزوج بهذه .
ثم قال أبي : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " اتخذوا الأهل فإنه أرزق لكم ".
2. إحترام قوانين الزواج و الإعتراف بها :
فلقد ورد أنه يستحب لمن أراد الزواج أن يقول : " أقررت بالميثاق الذي أخذ الله إمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسانٍ " .
3. صلاة ركعتين :
فقد روي عن أبي بصيرٍ أنه قال : قال لي أبو جعفرٍ ( عليه السلام ) : " إذا تزوج أحدكم كيف يصنع ؟ " .
قلت لا أدري .
قال : " إذا هم بذلك فليصل ركعتين ، و ليحمد الله عز و جل ".
4. الدعاء بعد الصلاة :
فقد ورد أنه يستحب لمن أراد الزواج أن يقول : " اللهم إني أريد أن أتزوج فقدر لي من النساء أعفهن فرجاً و أحفظهن لي في نفسها و مالي و أوسعهن رزقاً و أعظمهن بركةً و قدر لي ولداً طيباً تجعله خلفاً صالحاً في حياتي و بعد موتي " .
آداب عقد الزواج و سُنَنِه :
1. الخطبة :
تستحب الخطبة قبل إجراء العقد ، و يستحب ان تشتمل على حمد الله و الثناء عليه و الوصية بالتقوى .
و ينبغي ان تكون الخطبة جامعة للوصايا و الإرشادات التي يحتاج إليها الزوجان و الذين يحضرون مجلس العقد .
فعن معاوية بن حكيمٍ قال : خطب الرضا ( عليه السلام ) هذه الخطبة :
" الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه ، و افتتح بالحمد كتابه ، و جعل الحمد أول جزاء محل نعمته و آخر دعوى أهل جنته ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً أخلصها له و أدخرها عنده ، و صلى الله على محمدٍ خاتم النبوة و خير البرية ، و على آله آل الرحمة و شجرة النعمة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة ، و الحمد لله الذي كان في علمه السابق و كتابه الناطق و بيانه الصادق أن أحق الأسباب بالصلة و الأثرة و أولى الأمور بالرغبة فيه سببٌ أوجب سبباً و أمرٌ أعقب غنًى ، فقال جل و عز : و هو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً و صهراً و كان ربك قديراً ، و قال : و أنكحوا الأيامى منكم و الصالحين من عبادكم و إمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله و الله واسعٌ عليمٌ ، و لو لم يكن في المناكحة و المصاهرة آيةٌ محكمةٌ و لا سنةٌ متبعةٌ و لا أثرٌ مستفيضٌ لكان فيما جعل الله من بر القريب و تقريب البعيد و تأليف القلوب و تشبيك الحقوق و تكثير العدد و توفير الولد لنوائب الدهر و حوادث الأمور ما يرغب في دونه العاقل اللبيب و يسارع إليه الموفق المصيب و يحرص عليه الأديب الأريب ، فأولى الناس بالله من اتبع أمره و أنفذ حكمه و أمضى قضاءه و رجا جزاءه ، و فلان بن فلانٍ من قد عرفتم حاله و جلاله دعاه رضا نفسه و أتاكم إيثاراً لكم و اختياراً لخطبة فلانة بنت فلانٍ كريمتكم و بذل لها من الصداق كذا و كذا فتلقوه بالأجابة و أجيبوه بالرغبة و استخيروا الله في أموركم يعزم لكم على رشدكم إن شاء الله ، نسأل الله أن يلحم ما بينكم بالبر و التقوى و يؤلفه بالمحبة و الهوى و يختمه بالموافقة و الرضا إنه سميع الدعاء لطيفٌ لما يشاء.
2. الإشهاد على الزواج :
يستحب الإشهاد على الزواج من أجل اثبات النسب و الميراث ، و لعل هذه الحكمة تنسحب إلى كل ما ينفع حفظ النسب و الميراث و يقطع الخلاف مثل التسجيل في المحكمة او ما اشبه .
3. مراعاة المعايير الإسلامية في إختيار الزوج و الزوجة :
فقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : " اختاروا لنطفكم فإن الخال أحد الضجيعين " .
و قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " أنكحوا الأكفاء و انكحوا فيهم و اختاروا لنطفكم " .
آداب الزفاف و مستحباته :
1. الإطعام :
يستحب الاطعام في الزواج بغير سرف و لا رياء او سمعه ، و من ذلك اطعام الفقراء و عدم تحديده بالاغنياء و الوجهاء ، و منه عدم جعل الزواج مناسبة للاستعلاء على الناس و ما يوجب وقوع الطبقات المستضعفة و المتوسطة في الإحراج لعدم قدرتهم على مجاراة الاغنياء .
فقد روي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " إن من سنن المرسلين الأطعام عند التزويج " .
و عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنه قال : " الوليمة يومٌ ، و يومان مكرمةٌ ، و ثلاثة أيام رياءٌ و سمعةٌ " .
و عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " الوليمة أول يوم حقٌ و الثاني معروفٌ و ما زاد رياءٌ و سمعةٌ " .
هذا و يستحب أن يكون الإطعام نهاراً ، فقد روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : " زفوا عرائسكم ليلا و أطعموا ضحًى ".
2. الزفاف ليلاً :
يستحب أن يكون التزويج و الزفاف ليلاً ، للحديث السابق : " زفوا عرائسكم ليلا ... " ، و لما روي عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول في التزويج ، قال : " من السنة التزويج بالليل لان الله جعل الليل سكناً و النساء إنما هن سكنٌ " .
3. الوضوء :
يستحب أن يكون الزوجان على وضوء و طهارة ، فقد روي عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) في حديث أنه قال : " ... إذا دخلت فمرها قبل أن تصل إليك أن تكون متوضئةً ، ثم أنت لا تصل إليها حتى توضأ ... " .
4. صلاة ركعتين :
يستحب أن يصلي الزوجان ركعتين ، فقد روي عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) في حديث أنه قال : " ... و صل ركعتين ... ".
5. الصلاة على محمد و آل محمد :
يستحب للزوجين أن يصليا على النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) و على آله ( عليهم السلام ) ، فقد روي عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) في حديث أنه قال : " ... إذا دخلت ... و صل على محمد و آل محمد ... " .
6. الدعاء بالمأثور :
يستحب أن يدعو الزوج بالدعاء التالي : فعن أبي بصير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : " إذا دخلت بأهلك فخذ بناصيتها و استقبل القبلة و قل : اللهم بأمانتك أخذتها و بكلماتك استحللتها ، فإن قضيت لي منها ولداً فاجعله مباركاً تقياً من شيعة آل محمد و لا تجعل للشيطان فيه شركاً و لا نصيباً ".
مكروهات و مستحبات
مكروهات الجماع :
هناك مجموعة من المكروهات ينبغي إجتنابها و التنبه لها لدى المباشرة و الجماع ذكرها النبي المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) للإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) نذكرها بنصها في ما يلي :
روي عن أبي سعيد الخدري قال أوصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال :
" ... يا علي : لا تجامع امرأتك في أول الشهر و وسطه و آخره ، فإن الجنون و الجذام و الخبل ليسرع إليها و إلى ولدها .
يا علي : لا تجامع امرأتك بعد الظهر ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ في ذلك الوقت يكون أحول ، و الشيطان يفرح بالحول في الأنسان .
يا علي : لا تتكلم عند الجماع فإنه إن قضي بينكما ولدٌ لا يؤمن أن يكون أخرس ، و لا ينظرن أحدٌ إلى فرج امرأته ، و ليغض بصره عند الجماع ، فإن النظر إلى الفرج يورث العمى في الولد .
يا علي : لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك ، فإني أخشى إن قضي بينكما ولدٌ أن يكون مخنثاً أو مؤنثاً مخبلا .
يا علي : من كان جنباً في الفراش مع امرأته فلا يقرأ القرآن فإني أخشى أن تنزل عليهما نارٌ من السماء فتحرقهما .
يا علي : لا تجامع امرأتك إلا و معك خرقةٌ و مع أهلك خرقةٌ ، و لا تمسحا بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة فإن ذلك يعقب العداوة بينكما ثم يؤديكما إلى الفرقة و الطلاق .
يا علي : لا تجامع امرأتك من قيام فإن ذلك من فعل الحمير ، فإن قضي بينكما ولدٌ كان بوالا في الفراش كالحمير البوالة في كل مكان .
يا علي : لا تجامع امرأتك في ليلة الأضحى ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون له ست أصابع أو أربع أصابع .
يا علي : لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون جلاداً قتالا أو عريفاً .
يا علي : لا تجامع امرأتك في وجه الشمس و تلالئها إلا أن ترخي ستراً فيستركما ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ لا يزال في بؤس و فقر حتى يموت .
يا علي : لا تجامع امرأتك بين الأذان و الأقامة ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون حريصاً على إهراق الدماء .
يا علي : إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا و أنت على وضوء ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون أعمى القلب بخيل اليد .
يا علي : لا تجامع أهلك في النصف من شعبان ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون مشئوماً ذا شامة في وجهه .
يا علي : لا تجامع أهلك في آخر درجة منه إذا بقي يومان فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون عشاراً أو عوناً للظالمين ، و يكون هلاك فئام من الناس على يديه .
يا علي : لا تجامع أهلك على سقوف البنيان ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون منافقاً مرائياً مبتدعاً .
يا علي : إذا خرجت في سفر فلا تجامع أهلك من تلك الليلة ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ ينفق ماله في غير حق ، ـ و قرأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين .
يا علي : لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى سفر مسيرة ثلاثة أيام و لياليهن ، فإنه إن قضي بينكما ولدٌ يكون عوناً لكل ظالم عليك ".
وهناك الكثير من المستحبات والمكروهات
نسألــــكمـ الدعــــــــاء
تعليق