كيف يكون الادب مع الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    كيف يكون الادب مع الله


    كيف يكون الأدب مع الله

    أدبوا النفس أيها الأصحاب ............. طريق العــشـق كــلـهـا أداب

    ينقسم الأدب إلى ثلاث مقامات: (أدب الشريعة - أدب الخدمة - أدب الحق)
    أولا - أدب الشريعة :
    هو تعلم أحكام الشريعة واتباع الأوامر الإلهية (( والحافظون لحدود الله)) وهو الادب الإلهي الذي يتولى الله تعليمه بالوحي والإلهام ، به أدّب الله نبيه (ص) وبه أدّبنا نبيه (ص) ومنها أداب الأعراض وهو ما يتعلق بافعال المكلفين من وجوب وندب وحظر وكراهة وغيرها ، وأداب زمانية مثل أوقات العبادات ومنها ما يضيق وقته وما يتسع ، وأداب مكانية كمواضع العبادات مثل بيوت الله الذي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، ومنها أدب الإضافة فمثل قول الخضر (ع) فأردت أن أعيبها وقوله فأردنا أن يبدلهما الله للإشتراك بين ما يحمد ويذم وقوله فأراد ربك لتخليص المحمدة لله وحده ، والأدب في الأحوال كحال السفر في الطاعة أو المعصية .
    وأما أجلّ مصاديق الأدب وأكمله فهو النبي الأمي محمد (ص) الذي عظّمَ شأنه الله عز وجلّ فقال (( وإنك لعلى خلق عظيم )) وقال عليه السلام " أدبني ربي فأحسن تأديبي " ، وتميّز أمير المؤمنين بأدبه مع استاذه فحين سئل (ع) أفنبيٌ انت ؟ قال(ع) " إنما عبد من عبيد محمد" ، والأنبياء مصاديق مثلى في الأدب البارع وحسن معاملة الحق فنجد آدم عليه السلام يقول (( ربنا ظلمنا أنفسنا )) في مقابل سوء أدب ابليس الذي قال (( فبما أغويتني لأقعدن لهم على صراطك المستقيم)) ، أما أيوب (ع) (( وايوب إذ نادى ربه أني مسّني الضر وانت أرحم الراحمين )) ولم يقل ربي ارحمني ، وقول عيسى (ع) (( إن كنت قلته فقد علمته)) ولم يقل " لم أقل " ، وكما قال الخضر في العيب (( فاردت أن أعيبها )) ولكن في الخير قال ((فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ))، أما ما قاله موسى (ع) للخضر (ع) (( هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا ))

    فهي جملة من الأدب بين المتعلم والمعلم يظهر بها:::
    1- الإستئذان بكلمة هل 2- التبعية بكلمة اتبعك 3- الإعتراف بالجهل (على أن تعلمن)
    4- الإعتراف بعظيم نعمة الله على الخضر (مما عُلمتَ) 5- طلب تعلم بعض ما علم بكلمة (مما)
    6- طلب العلم للعلم والرشد وليس المال والجاه (رشدا) !!!
    مقولات رائعة :
    قال رسول الله (ص): من لم يصبر على ذلّ التعلم ساعة بقي في ذلّ الجهل ابدا"
    قال أحد العلماء من كانت إحاطته بالعلوم أكثر كانت بهجته بتلقي العلم أكثر فيشتد طلبه
    لما كان الله سبحانه وتعالى هو المعلم الأول للإنسان كما عرّف نفسه ((علّم الإنسان ما لم يعلم)) فالجلوس على المائدة العلمية للإستاذ والمعلم وتغذية الروح بعلومه أنما هو جلوس على مائدة علم رب العالمين .


    ثانيا – أداب الخدمة
    ان يسَخّرَ السالك بدنه وعمره في خدمة إخوانه من المؤمنين بحيث لا يكون الباعث عليها تأمل القبول والتقدير من المخدوم بل لوجه الله تعالى

    ثالثا – أداب الحق
    أدب الحق هو الأدب مع الحق وهو العمل بالحق الذي به خلق الله تعالى عالم الوجود وبه يحكم (( وما خلق السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق)) وإذا كان الإنسان يشعر بالهيبة في محضر الإستاذ العالم ويراعي حسن الأدب في مجلسه فكيف بالجلوس في محضر العليم الخبير وهو رب الارباب والملك الوهاب فعلى السالك إلى الله معرفة أدب الحق حق الأدب حتى يعلو بكمال أدبه إلى الكمال المطلق لرب الأرباب عز وجلّ.
    وآفة هذا المقام هو السكوت عن مشتهيات النفس وعلاجها، عن نبينا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا محمد (ص) حين سأله رجل اسمه مجاشع كيف الطريق إلى موافقة الحق ؟ فقال (ص) " مخالفة النفس"

    مقولة جميلة :قال الميرزا حسن الشيرازي (رض) اجعل في كل يوم وليلة ساعة واحدة على الأقل خلوة بينك وبين الله أدبا للحق .

    أما الميرزا على القاضي الطبطبائي كانت وصيته لتلميذه العلامة الطبطبائي (إذا كنت في محضر الحق تبارك وتعالى فعليك في اي حال من الأحوال او أي مقام من المقامات أن تكون بكل وجودك وعقلك وروحك وجوارحك متوجها إلى الحق ولا شيء سو الحق مراعاة لأدب الحق) ، فإذا كان للبيت أداب وللمسجد أداب وللسوق أداب فكيف إذا كان المحضر محضر المولى عز وجلّ وهل حينما تبدأ صلاتك بتكبيرة الإحرام التي هي بمثابة إذن دخول في حرم الله سبحانه وتعالى تراعي الأدب والإجلال في محضر رب العالمين ، لأن إنصراف القلب إلى غير الله تعالى من أسوأ الأداب معه ، فعليك بمعرفة مقامات الأدب وتطبيقها في عباداتك ودعائك ظاهريا وباطنيا لأن حضور القلب إجلالا لمحضره وتعظيما لشأنه حتى تشملك فيوضات وأنوار رب العالمين وهو الغني عن العالمين .


    منقول من كتاب نفحات الرحمن في منازل العرفان للسيد أبو القاسم الديباجي (دام ظله)
    المنزل الخامس (الأدب عند المحب )


  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    #2
    أحسنتٍ الاختيار واجدتٍ الطرح
    فبارك بكٍ المولى


    "عاشقة النور"

    تعليق

    • محـب الحسين

      • Nov 2008
      • 46763

      #3
      جزاكِ الله خير الجزاء

      تعليق

      • دمعة الكرار
        • Oct 2011
        • 21333

        #4
        عطرتم موضوعي بمروركم العطر
        تقبلوووو تحياتي

        تعليق

        • الـدمـع حـبـر العـيـون
          • Apr 2011
          • 21803

          #5
          في ميزان حسناتكـ يارب
          ربي يعطيكـ الف ع ـآإآفية
          مودتي وتقديري

          تعليق

          • دمعة الكرار
            • Oct 2011
            • 21333

            #6
            يسلمووووع المرورالعطر
            تقبلي تحيااااتي

            تعليق

            • غربتي طالت
              • Feb 2012
              • 2981

              #7
              بارك الله بكِ على الطرح المفيد

              موفقة انشاء الله

              تعليق

              • دمعة الكرار
                • Oct 2011
                • 21333

                #8
                يسلمووووع المرور الطيب
                تقبلي تحياتي

                تعليق

                يعمل...
                X