معاييرُ ربح الإنسان وخسارتِه في الموازينِ الإلهية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    معاييرُ ربح الإنسان وخسارتِه في الموازينِ الإلهية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    معاييرُ ربح الإنسان وخسارتِه في الموازينِ الإلهية

    يقولُ الإمام أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في كلمة له: مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ، وَمَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ، وَمَنْ خَافَ أَمِنَ، وَمَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَر، وَمَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ، وَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ .
    إن الإنسان يوفق أتم التوفيق؛ إذا كان له واعظ من نفسه، مثلما يحتاج أن يحاسبها، ويجلس معها ساعة أو ساعات، من أجل ملاحظة تصرفاته، وجوارحه، ماذا اكتسب؟ ومن أين جاءت بهذا الفعل؟ ومن أين لها هذا المال؟ ولماذا ؟ ولماذا؟
    لكي يبدأ بعملية الحساب والمحاسبة وكما جاء في الفقرة:
    (من حاسب نفسه ربح).
    فالذي يحاسب نفسه بهذه الطريقة لغرض إيجاد حالة من حالات الإصلاح بعد الاعوجاج؛ فانه سيكون من الرابحين ..أما في الدنيا فيربح انه يحاول أن يذوّب كل المشاكل التي حصلت بفعله، وأما في الآخرة، فيذهب بلا تبعات بني آدم، ولا تبعات أعمال الشيطان - والعياذ بالله- ويذهب وهو مؤهل في أن يدخل في رحمة الله تعالى وجنته.
    ثم يقول (عليه السلام) ومن غفل عنها خسر )
    وما أكثر حالات الغفلة عندنا، لعل المشكلة تكمن فيها، حقيقة فإن مساحة الغفلة التي يتحرك فيها الناس ?
    للأسف- أوسع من مساحة الحساب، فالناس الغافلون أكثر من الناس الذين يحاسبون أنفسهم .. وبالتالي فإن الغفلة تأتي من مواطن كثيرة جداً..نحن لا نعلم في أي ساعة يحلّ بنا الأجل؟ لكن الإنسان عليه أن يكون مستعدا له، حينما نرى الموت يحلّ بالوليد الجديد، ويحل بالصبي، ويحل بالشاب وبالكهل والشيخ .. بالنتيجة الموت يدركنا - لا محالة - والإنسان يغفل حينما يأتي الشيطان ويقول له: لا زلت شاباً؛ فتمتع من زخرف الدنيا، وبعد ذلك تُب إلى الله! فالإنسان في غفلة ولا يعرف كيف يربح الدنيا والآخرة؟ وفي زعمه إنه سيربح الدنيا والآخرة، وهو بالنتيجة لا يربح الدنيا ولا الآخرة. أما الدنيا فيستحيل على الإنسان أن يحصل عليها جميعها، وأما الآخرة فمن النادر أن تجتمع مع الدنيا، حيث إن الإنسان إذا خسرَ نفسه؛ من الذي يعزيه وينقذه من حالة الخسران هذه ؟!
    ثم يقول(عليه السلام):( ومن خاف أمِن )
    هنا خافَ ممن؟ أكيد انه خاف من الله أو من عاقبته، والإنسان يخاف الله تعالى، ويخاف من هذا الوجود الإلهي، والله تعالى حدد حدوداً فلا تعتدوها، وهذا التعدي في مقابله نار جهنم، فالإنسان يخاف وهو يخاف من جهة فعلا ً، وتولّد عنده الخوف، وهذه المسألة تتفاوت عند الناس، فكلما ازداد الإنسان إيماناً كلما كان خوفه أشدّ.. لان بصيرته تتعامل مع حقائق، وكلما ابتعد الإنسان عن الله تعالى كان خوفه ضعيفا جداً، بل الله تعالى يبتليه بخوف من جهة لا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً. إن الذي يخاف الله تعالى يجعل في قلبه السكينة والاطمئنان والأمان، فهو في الدنيا لا يرى شيئا إلا الله تعالى، وكل هذه الأشياء مصيرها إلى زوال .. وأما الآخرة فانه اعدّ لتلك اللحظات الرهيبة عملا ً صالحا ً، وبالتجربة وبالعلم تجد إن المؤمن أكثر استقراراً في الدنيا، يعرف إن هذه قنطرة إلى شيء آخر.
    ثم يكمل بقوله (عليه السلام)ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم)
    ويمكن ملاحظة هذه الأشياء مرتبة، كأن مسألة العلم مطلوبة بنفسها، أما لأن العلم كمال الإنسان أو لأن العلم طريق للعمل، والإنسان يعمل بعلم، فهذا هو المطلوب، أما الإنسان يعمل بلا علم؛ فانه يرتطم بالشبهات وبالمحرمات والى آخره ِ.
    كيف الإنسان يعتبر؟ إن القرآن دائماً يشجّع الإنسان على أن يفكر، وينتبه، وان لا تمر الحوادث أمامه بلا مراجعة وفهم، ويجب على الإنسان أن يعتبر، ومن جملة الاعتبار هو(الموت ) فالموت هو الحقيقة الوجدانية التي لابد أن نستشعرها دائماً، والإنسان إذا لم يعتبر بالموت فمساحة الاعتبار عنه ستقل..والإنسان إذا اعتبر؛ فانه يبصر وإذا أبصر، اما بعين اليقين في قلبه أو ببصره مثلا ً، أقول إذا أبصر فانه يفهم، ومن فهم فانه علم، وما بعد العلم شيء ..فالإنسان إذا انكشفت له الأمور والحقائق لا يحتاج بعد ذلك إلى العمل.
    أخيراً فإن الإمام (عليه السلام) يقول: العلم هو المطلب، ومن جملة ما يحصل الإنسان من العلم، هو الاعتبار، والاعتبار يولد البصيرة، والبصيرة تولّد الفهم، والفهم يولد العلم..هذه الحقائق الغرض منها هو تحصين الإنسان، وان يحصن نفسه من البلاء، وان يهيئ نفسه بالعمل، وهذا العمل يستوجب إن الله تعالى أن يشمله برحمته، والعبرة هو في تنفيذ هذا الكلام وان يوجد استعداد نفسي حقيقي على تنفيذه.


    "عاشقة النور"
  • نور البتول الطاهرة
    • Aug 2010
    • 3064

    #2
    أحسنتي أختي على الطرح القيم
    إختيار موفق
    يعطيك العافية

    تعليق

    • غربتي طالت
      • Feb 2012
      • 2981

      #3
      بارك الله بكِ
      موفقة بأذن الله

      تعليق

      • محـب الحسين

        • Nov 2008
        • 46763

        #4
        جزاكِ الله خير الجزاء

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5
          الله يعطيكي العافية خيتو ع الطرح القيم
          تقبلي تحياتي

          تعليق

          • محب الرسول

            • Dec 2008
            • 28579

            #6
            سلمت يمناك واناملك
            على ماخطت من كلمات راااائعه
            ادامك الله بخير

            ونترقب جديدك
            بكل ود

            تعليق

            يعمل...
            X