التكافل الإجتماعي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التكافل الإجتماعي
التكافل الإجتماعي
إن المجتمع المتماسك بشكل عام لا يمكن أن يقوم إلا بالتعاون بين أفراده والتكافل الاجتماعي بما يتضمن من المعاني الأخلاقية السامية الذي من مصاديقه معونة الثلة المجاهدة، وتكفل أيتام الشهداء، وسوف نتحدث هاهنا عن هاتين المسألتين موضحين النظرة الإسلامية الرشيدة لهما.
دعم المجاهدين
إن الدعم للمجاهدين بغضّ النظر عما له من الأجر والثواب عند الله تعالى، هو من الأمور التي يمليها علينا الضمير الإنساني الحي، لأن من يقدم لك معروفا صغيرا فإنك تحتار كيف تكافئه عليه فكيف بك بمن يحمل روحه على كفه دفاعا عن أرضك وعرضك وشرفك وكرامتك تاركا وراءه كل ما يراه من الزخارف الدنيوية ساعياً نحو
الكرامة الإلهية طالبا إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة ويكون دعم المجاهد بنحوين مادي ومعنوي:
1- مادياً
وذلك بتجهيزهم بالسلاح والذخيرة وكل ما يحتاجونه في جهادهم ضد أعداء الإنسانية، ومهما كانت المساعدة صغيرة فإن أول البحر نقطة، وأولى الناس بدعم المجاهدين القادرون على تأمين حاجاتهم الكبيرة منها والصغيرة، وليُعلم أن الله سبحانه وتعالى جعل لمن يجهز مجاهدا ولو بالشيء القليل أجر جهاد المجاهد، فعن رسول الله الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "من جهز غازيا بسلك أو إبرة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر"1.
وبذلك يكون المجتمع بأكمله قد شارك في الجهاد في سبيل الله وكل فرد منه بحسبه، حتى الجبان الذي يخاف من الحرب يكون قد جاهد في سبيل الله بدعمه للمجاهدين وتجهيزهم بذلك، وقد تقدم معنا أنه لا ينبغي للجبان أن يكون في الحرب كي لا يحبط العزائم، ففي الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام: "الجبان لا يحل له أن يغزو لأن الجبان ينهزم سريعاً، ولكن ينظر من كان يريد أن يغزو به فليجهز به غيره، فإن له مثل أجره في كل شيء ولا ينقص من أجره شيئاً"2.
2- معنوياً
ويكون حفظهم معنوياً بأن لا يخلفوا بخلافة السوء في أهلهم ومالهم بل يحافظ عليهم من تقلب الأيام وضيق المعاش والدفاع عنهم إذا اغتابهم أحد من الناس ونصرة قضيتهم لأن أذية المجاهد من دواعي سخط الباري عز وجل، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من اغتاب غازياً أو آذاه أو خلفه في أهله بخلافة سوء نصب الله له يوم القيامة علم فيستفرغ بحسناته ويركس في النار"3.
فليس من شيم الكرام أن تكافئ من فداك وأهلك ومالك، ورهن روحه لله تعالى وكل ما يملك، أن تكافئه بخلافة سوء في أهله وماله.
الدعاء للمجاهدين
وهو أقل التضامن معهم، فإن الدعاء ولو لدقائق قليلة من الزمن يقدر عليها كل إنسان منا وقد تؤدى في قنوت الصلاة الواجبة، وسنذكر في آخر الكتاب نبذة من أدعية الجهاد لتكون محاولة متواضعة لمكافأة هؤلاء القلة الذين أعزوا أمتنا وأعادوا الدم الإيماني إلى شريانها.
هوامش
2- ميزان الحكمة، الحديث 2693. 3- بحار الأنوار ج 97، ص57.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التكافل الإجتماعي
التكافل الإجتماعي
إن المجتمع المتماسك بشكل عام لا يمكن أن يقوم إلا بالتعاون بين أفراده والتكافل الاجتماعي بما يتضمن من المعاني الأخلاقية السامية الذي من مصاديقه معونة الثلة المجاهدة، وتكفل أيتام الشهداء، وسوف نتحدث هاهنا عن هاتين المسألتين موضحين النظرة الإسلامية الرشيدة لهما.
دعم المجاهدين
إن الدعم للمجاهدين بغضّ النظر عما له من الأجر والثواب عند الله تعالى، هو من الأمور التي يمليها علينا الضمير الإنساني الحي، لأن من يقدم لك معروفا صغيرا فإنك تحتار كيف تكافئه عليه فكيف بك بمن يحمل روحه على كفه دفاعا عن أرضك وعرضك وشرفك وكرامتك تاركا وراءه كل ما يراه من الزخارف الدنيوية ساعياً نحو
الكرامة الإلهية طالبا إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة ويكون دعم المجاهد بنحوين مادي ومعنوي:
1- مادياً
وذلك بتجهيزهم بالسلاح والذخيرة وكل ما يحتاجونه في جهادهم ضد أعداء الإنسانية، ومهما كانت المساعدة صغيرة فإن أول البحر نقطة، وأولى الناس بدعم المجاهدين القادرون على تأمين حاجاتهم الكبيرة منها والصغيرة، وليُعلم أن الله سبحانه وتعالى جعل لمن يجهز مجاهدا ولو بالشيء القليل أجر جهاد المجاهد، فعن رسول الله الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "من جهز غازيا بسلك أو إبرة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر"1.
وبذلك يكون المجتمع بأكمله قد شارك في الجهاد في سبيل الله وكل فرد منه بحسبه، حتى الجبان الذي يخاف من الحرب يكون قد جاهد في سبيل الله بدعمه للمجاهدين وتجهيزهم بذلك، وقد تقدم معنا أنه لا ينبغي للجبان أن يكون في الحرب كي لا يحبط العزائم، ففي الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام: "الجبان لا يحل له أن يغزو لأن الجبان ينهزم سريعاً، ولكن ينظر من كان يريد أن يغزو به فليجهز به غيره، فإن له مثل أجره في كل شيء ولا ينقص من أجره شيئاً"2.
2- معنوياً
ويكون حفظهم معنوياً بأن لا يخلفوا بخلافة السوء في أهلهم ومالهم بل يحافظ عليهم من تقلب الأيام وضيق المعاش والدفاع عنهم إذا اغتابهم أحد من الناس ونصرة قضيتهم لأن أذية المجاهد من دواعي سخط الباري عز وجل، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من اغتاب غازياً أو آذاه أو خلفه في أهله بخلافة سوء نصب الله له يوم القيامة علم فيستفرغ بحسناته ويركس في النار"3.
فليس من شيم الكرام أن تكافئ من فداك وأهلك ومالك، ورهن روحه لله تعالى وكل ما يملك، أن تكافئه بخلافة سوء في أهله وماله.
الدعاء للمجاهدين
وهو أقل التضامن معهم، فإن الدعاء ولو لدقائق قليلة من الزمن يقدر عليها كل إنسان منا وقد تؤدى في قنوت الصلاة الواجبة، وسنذكر في آخر الكتاب نبذة من أدعية الجهاد لتكون محاولة متواضعة لمكافأة هؤلاء القلة الذين أعزوا أمتنا وأعادوا الدم الإيماني إلى شريانها.
هوامش
2- ميزان الحكمة، الحديث 2693. 3- بحار الأنوار ج 97، ص57.
تعليق