بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

يقابل العجب نكران الذات
وانقساماته أيضاً،
كالعجب على ثلاثة اعتباراتٍ أو جهات:
الجهة الأولى: فيمن يحصل نكران الذات تجاهه. وهو أمران:
الأمر الأول: الله سبحانه وتعالى، حيث يشعر الفرد بعدم أهمية ذاته تجاه الله سبحانه وعظمته ورحمته.
الأمر الثاني: المخلوق، حيث يشعر الفرد بعدم أهمية ذاته تجاه من هو أبرز منه بدرجةٍ عالية، في المال تارةً، وفي السلطة أخرى، وفي الإيمان ثالثة، وفي العلم رابعة. وكلُّ ذلك حاصلٌ في مختلف الأفراد. غير أنَّ التواضع أو إنكار الذات تجاه الخل، إن كان من أجل الخالق نفسه، كان هو المطلوب حقيقةً. وأما إنكار الذات تجاه المخلوق كما مثلنا لمجرد الشعور بأهمية الآخر، فهو من الضعة الذاتية أولاً، والشرك الخفيِّ ثانياً.
الجهة الثانية: فيما يحصل نكران الذات به. وهو أمور:
الأمر الأول: الذات نفسها. ومفهوم نكران الذات يعني ذلك لغةً وحقيقةً. وهو الشعور بتفاهتها أو زوالها تجاه من يشعر بأهميته وعظمته ممن عرفناه في الجهة الأولى.
الأمر الثاني: الصفات. كالعلم والكرم والشجاعة وغيرها، حيث يشعر الفرد بتفاهتها أو انعدامها تجاه الصفة المهمة لدى الغير، كعلم العلماء أو شجاعة الشجعان أو عظمة الله سبحانه، وهو الأهمّ.
الأمر الثالث: الأعمال. فإنَّ الفرد إما أن يشعر بتفاهة عمله تجاه عمل الآخرين، أو يشعر بعمق ذنبه، أو يشعر بتفاهة عمله تجاه استحقاق الغير، من الشكر على النعمة ونحوه. وهذا هو الموقف الأحسن تجاه الله سبحانه.
الجهة الثالثة: في أقسام نكران الذات من حيث الدرجات:
الدرجة الأولى: الشعور بقلة الأهمية.
الدرجة الثانية: الشعور بزوال الأهمية وعدمها إطلاقاً.
الدرجة الثالثة: الفناء في الغير فناءاً كاملاً، بحيث لا يكون له وجود استقلاليٌّ بالمرة. وهذا هو الموقف الذي يراه العارفون تجاه الله سبحانه وتعالى.
فإذا عرفنا هذه الإنقسامات لنكران الذات كانت الإحتمالات 3×3×2=18 احتمالاً، ونذكر فيما يلي بعض النماذج منها كأمثلة، وقد عرفنا أنه ليس كلُّ أنواع نكران الذات ذا فضلٍ حقيقيٍّ أو منتجٍ لنتيجةٍ أخرويةٍ صالحة، إلا ما كان تجاه الله سبحانه وأوليائه.
الأنموذج الأول: الشعور بتفاهة الحال والمال، في حالة الفقير الذي لا أمل له في المستقبل، تجاه ذوي المال والنفوذ.
الأنموذج الثاني: الشعور بتفاهة الحال والضعة تجاه السلطان وذوي السلطة في المجتمع. وخاصةً إذا كانت تحت تصرفه الفعلي، كالعامل لديه، أو المحجوز في سجونه.
الأنموذج الثالث: الشعور بتفاهة الإيمان والعمل الصالح، تجاه الإيمان والعمل الصالح الذي يتصف به المعصومون سلام الله عليهم.
الأنموذج الرابع: الشعور بتفاهة العمل الصالح تجاه الله سبحانه، بما له من استحقاقٍ كبيرٍ لشكر النعمة ودفع النقمة والبدء بالعطاء وغير ذلك.
الأنموذج الخامس: الشعور بالفناء التامِّ تجاه عظمة الله سبحانه وتعالى، من حيث العمل ومن حيث الذات والصفات كلِّها.
للسيد الشهيد محمد الصدر

اللهم صل على محمد وال محمد

يقابل العجب نكران الذات
وانقساماته أيضاً،
كالعجب على ثلاثة اعتباراتٍ أو جهات:
الجهة الأولى: فيمن يحصل نكران الذات تجاهه. وهو أمران:
الأمر الأول: الله سبحانه وتعالى، حيث يشعر الفرد بعدم أهمية ذاته تجاه الله سبحانه وعظمته ورحمته.
الأمر الثاني: المخلوق، حيث يشعر الفرد بعدم أهمية ذاته تجاه من هو أبرز منه بدرجةٍ عالية، في المال تارةً، وفي السلطة أخرى، وفي الإيمان ثالثة، وفي العلم رابعة. وكلُّ ذلك حاصلٌ في مختلف الأفراد. غير أنَّ التواضع أو إنكار الذات تجاه الخل، إن كان من أجل الخالق نفسه، كان هو المطلوب حقيقةً. وأما إنكار الذات تجاه المخلوق كما مثلنا لمجرد الشعور بأهمية الآخر، فهو من الضعة الذاتية أولاً، والشرك الخفيِّ ثانياً.
الجهة الثانية: فيما يحصل نكران الذات به. وهو أمور:
الأمر الأول: الذات نفسها. ومفهوم نكران الذات يعني ذلك لغةً وحقيقةً. وهو الشعور بتفاهتها أو زوالها تجاه من يشعر بأهميته وعظمته ممن عرفناه في الجهة الأولى.
الأمر الثاني: الصفات. كالعلم والكرم والشجاعة وغيرها، حيث يشعر الفرد بتفاهتها أو انعدامها تجاه الصفة المهمة لدى الغير، كعلم العلماء أو شجاعة الشجعان أو عظمة الله سبحانه، وهو الأهمّ.
الأمر الثالث: الأعمال. فإنَّ الفرد إما أن يشعر بتفاهة عمله تجاه عمل الآخرين، أو يشعر بعمق ذنبه، أو يشعر بتفاهة عمله تجاه استحقاق الغير، من الشكر على النعمة ونحوه. وهذا هو الموقف الأحسن تجاه الله سبحانه.
الجهة الثالثة: في أقسام نكران الذات من حيث الدرجات:
الدرجة الأولى: الشعور بقلة الأهمية.
الدرجة الثانية: الشعور بزوال الأهمية وعدمها إطلاقاً.
الدرجة الثالثة: الفناء في الغير فناءاً كاملاً، بحيث لا يكون له وجود استقلاليٌّ بالمرة. وهذا هو الموقف الذي يراه العارفون تجاه الله سبحانه وتعالى.
فإذا عرفنا هذه الإنقسامات لنكران الذات كانت الإحتمالات 3×3×2=18 احتمالاً، ونذكر فيما يلي بعض النماذج منها كأمثلة، وقد عرفنا أنه ليس كلُّ أنواع نكران الذات ذا فضلٍ حقيقيٍّ أو منتجٍ لنتيجةٍ أخرويةٍ صالحة، إلا ما كان تجاه الله سبحانه وأوليائه.
الأنموذج الأول: الشعور بتفاهة الحال والمال، في حالة الفقير الذي لا أمل له في المستقبل، تجاه ذوي المال والنفوذ.
الأنموذج الثاني: الشعور بتفاهة الحال والضعة تجاه السلطان وذوي السلطة في المجتمع. وخاصةً إذا كانت تحت تصرفه الفعلي، كالعامل لديه، أو المحجوز في سجونه.
الأنموذج الثالث: الشعور بتفاهة الإيمان والعمل الصالح، تجاه الإيمان والعمل الصالح الذي يتصف به المعصومون سلام الله عليهم.
الأنموذج الرابع: الشعور بتفاهة العمل الصالح تجاه الله سبحانه، بما له من استحقاقٍ كبيرٍ لشكر النعمة ودفع النقمة والبدء بالعطاء وغير ذلك.
الأنموذج الخامس: الشعور بالفناء التامِّ تجاه عظمة الله سبحانه وتعالى، من حيث العمل ومن حيث الذات والصفات كلِّها.
للسيد الشهيد محمد الصدر

تعليق