المقايس لقيمة الاعمال في التشريعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    المقايس لقيمة الاعمال في التشريعة

    أنزل الله عز وجل شريعة الإسلام ليبيّن للناس التعاليم التي ينبغي أن تكون مُعتمَدة من قبلهم في تقييم الأمور ومعرفة الحق من الباطل أو العمل المقبول من غير المقبول، أو معرفة العمل الأفضل من العمل المفضول.
    فالمعيار الذي يسير عليه الناس هو أن من يقدّم أكثر هو صاحب الفضل الأكبر، ملاحظين في ذلك مجرد قضية أنه أكثر بذلاً أو أكثر عطاء، ولكنّ القرآن الكريم يرفض ذلك، مؤكداً خطأ هذا المعيار، وهذا هو المستفاد من الآيات المباركة المذكورة في هذا الدرس.

    كما وردت الروايات العديدة التي تؤكد على أن العمل الأفضل عند الله عز وجل لا يرتبط بالكثرة فقط، بل يخضع لمعايير أخرى في التقييم.
    العمل الأفضل عند اللهحتى يوصف العمل بأنّه أفضل وموجباً للتقرب أكثر من الله عز وجل، لا بد وأن تجتمع فيه صفات عدّة:

    أ- الإخلاص:
    الإخلاص في العمل شرط في القبول وشرط في الوصول إلى الغاية الرئيسية التي يريدها الإنسان من العمل وهي التقرّب إلى الله عز وجل. وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: الإخلاص غاية الدين.
    كما ورد في الروايات بيان أن الاخلاص هو الموجب لكون العمل أفضل عند الله عز وجل، ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بالإخلاص تتفاضل مراتب المؤمنين .
    بل لعل الصورة الظاهرية التي تبدو للناس أن النجاحات والانتصارات التي يكتبها الله عز وجل تنحصر العلة فيها بما يعدّه الإنسان بحسب الظاهر سبباً لذلك، ولكن الروايات وردت بأن بعض ما لا يراه الناس ولا يعدّونه سبباً للانتصارات هو السبب الحقيقي ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنما نصر الله هذه الأمة بضعفائها ودعوتهم وإخلاصهم وصلاتهم.
    ب- العمل الصحيح:
    إذا كان المطلوب من العمل هو الوصول إلى غاية وهدف محدد، فإن العمل الذي يكون موصلاً إلى ذلك هو العمل الصحيح، لا العمل الكثير، فما على الإنسان أن يسعى إليه وأن ينظر إليه هو أن يكون عمله صائباً لا أن ينظر إلى الكثرة فقط، وهذا مضافاً إلى شهادة فطرة الإنسان ووجدانه بذلك، وردت به الروايات، فعن الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً): ليس يعني أكثركم عملاً، ولكن أصوبكم عملاً، وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة.
    ج- العمل مع العلم:
    من الأسباب التي ينبغي أن تلحظ في الحكم على العمل بأنّه أفضل عند الله عز وجل هو أن يصدر العمل عن علم، أي أن يكون العامل مدركاً لما يقوم به ولما يترتب على عمله من آثار ونتائج، ففي الرواية عن الإمام الكاظم عليه السلام: قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف، وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود.
    وهذا يرجع إلى نفس ما ذكرناه سابقاً، فإن الغاية لما لم تكن هي مجرد العمل، بل الوصول من خلال العمل إلى نيل مقام القرب من الله عز وجل والوصول إلى غاية مراد المريدين فإن العلم هو من أهم أسباب الوصول إلى ذلك ولذا ورد في الروايات وبألسنة متعددة بيان فضل العامل عن علم عن العامل عن جهل، بل وبيان أن القليل مع العلم أفضل وخير من الكثير مع الجهل ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ركعتان يصليهما العالم أفضل من ألف ركعة يصليها العابد.
    ورد في رواية أخرى تفضيل العمل القليل على الكثير إن كان الأول قرينا لليقين فعن الإمام الصادق عليه السلام: العمل الدائم القليل على اليقين، أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين.
    وعن الإمام الصادق عليه السلام: يأتي صاحب العلم قدام العابد بربوة مسيرة خمسمائة عام.
    وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ساعة من عالم يتكئ على فراشه ينظر في عمله، خير من عبادة العابد سبعين عاماً.
    د- المداومة على العمل:
    من أسباب التفضيل بين الأعمال، المداومة على العمل وإن كان قليلاً، ففي الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام: أحب الأعمال إلى الله عز وجل ما داوم عليه العبد، وإن قل.
    وفي رواية أخرى عن الإمام الباقر عليه السلام كان يقول : إني أحب أن أدوم على العمل إذا عودتني نفسي، وإن فاتني من الليل قضيته من النهار، وإن فاتني من النهار قضيته بالليل، وإن أحب الأعمال إلى الله ما ديم عليها.
    هـ- العمل الذي لا يلحقه الأذى:
    قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾.
    ذكر في تفسير الأمثل: (تبين هذه الآية منطق الإسلام في قيمة الأشخاص الاجتماعية وكرامتهم، وترى أن أعمال الذين يسعون في حفظ رؤوس الأموال الإنسانية، ويعاملون المحتاجين باللطف ويقدمون لهم التوجيه اللازم، ولا يفشون أسراًرهم، أفضل وأرفع من إنفاق أولئك الأنانيين ذوي النظرة الضيقة الذين إذا قدموا عوناً صغيراً يتبعونه تجريح الناس المحترمين وتحطيم شخصياتهم).
    فالعمل قد يصدر عن نية خالصة ويكون مستجمعاً لشروط القبول عند الله، ولكن الإنسان يُلحقه بما يُبطله وقد ورد في الرواية الإمام الباقر عليه السلام: الإبقاء على العمل أشد من العمل، قال الراوي : وما الإبقاء على العمل؟ قال: يصل الرجل بصلة وينفق نفقة لله وحده لا شريك له فكتب له سراً، ثم يذكرها فتمحى فتكتب له علانيةً، ثم يذكرها فتمحى وتكتب له رياءً
  • الـدمـع حـبـر العـيـون
    • Apr 2011
    • 21803

    #2
    بارك الله فيك مجهود اكثر من رائع
    دمتي بالف صحه وعافيه
    تقبلي مروري

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3
      يسلموووع المرورالطيب
      تقبلي تحياتي

      تعليق

      • غربتي طالت
        • Feb 2012
        • 2981

        #4
        بارك الله بكِ على الطرح القيم
        حياكِ الله

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5
          يسلمووووع المرورالطيب
          تقبلي تحياتي

          تعليق

          • محـب الحسين

            • Nov 2008
            • 46763

            #6
            جزاكِ الله خير الجزاء

            تعليق

            • دمعة الكرار
              • Oct 2011
              • 21333

              #7
              يسلموووع المرور العطر
              تقبل تحياتي

              تعليق

              يعمل...
              X