بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فاطمة ( عليها السلام) أحب الناس إلى الرسول الكريم ( ص )
الحب والعشق ، أقوى ما يربط بين موجودين .
يفيد قانون الجاذبية الذي يحكم عالم المادة ، أنّ قوة الجذب تتناسب طردياً مع حاصل ضرب الكتلتين ، وعكسياً مع مربع المسافة بينهما .
ويسري حكم هذا القانون في العالم المعنوي والعشق الإلهي أيضاً ، فكلما سمت قيمة الأشخاص وتقاربت نفوسها ، زادت علاقة الحب والعشق بينها !
مع وجود اختلاف بسيط يختص به عالم المادة ، فأحياناً يولّد الاختلاف والتضاد تجاذباً بين الجسمين ( كما في التجاذب الحاصل بين الشحنتين الموجبة والسالبة ) ، على خلاف ما يحدث في عالم الأرواح ، حيث تقوى رابطة الجذب كلما زاد الشبه فيما بينها ، وتضعف إذا ما وُجد التضاد والاختلاف .
نتجه بعد هذه المقدمة القصيرة صوب عالم الأحاديث ؛ لنتعرّف على مدى علاقة الرسول الكريم ( صلّى الله عليه وآله ) بابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ،
وإلى أيِّ مقدار كان يحبها ؟
10 - يُروى عن عائشة أنّها قالت :
( ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ،
الصفحة50 وكانت إذا دخلت عليه رحّب بها ، وقام إليها ، فأخذ بيدها فقبّلها ، وأجلسها في مجلسه ) (1) .
11- وجاء في رواية أخرى .
( كان كثيراً ما يقبّل عرف فاطمة ) (2) .
12- وتنص رواية ثالثة على :
( كان كثيراً ما يقبّلها في فمها ) (3) .
13- لقد كان الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) يظهر الكثير من محبته لفاطمة ( عليها السلام ) ، حتى أثار ذلك حفيظة عائشة ، حيث قالت لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) .
يا رسول الله ، ما لكَ إذا جاءت فاطمة قبّلتها ، حتى تجعل لسانك في فيها كله ، كأنّك تريد أن تطعمها عسلاً ؟!
قال ( صلّى الله عليه وآله ) : نعم يا عائشة ، إنّي لمّا أُسري بي إلى السماء ... وقصَّ عليها قصة ثمار الجنة التي تناولها ) (4) .
14- وجاء في صحيح أبي داوود
( كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة ( عليها السلام ) ، وأَوّل مَن يدخل عليه إذا قَدم فاطمة ( عليها السلام ) ) (5) .
كما نقل ( أحمد بن حنبل ) هذه الرواية في مسنده (6) .
لكن نعلم أنّ للحب والحنان الواقعيين طرفين ، فالحنان المطلق له
الصفحة 51
جانب سلبي ، ويكون سطحياً عديم القيمة ، وكما أسلفنا فإنّ العشق الواقعي دليل على التشابه ، وعندما يحصل التشابه ستتولّد الجاذبية بين الطرفين .
لذا فإنّ الروايات الإسلامية تعكس حقيقةً مهمةً ، أَلا وهي أنّ العلاقة التي كانت تربط الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) بابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، كانت علاقة متبادلة وبنفس الشدة ، وإليك شواهد ما أشرنا إليه :
15- جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي ، بينما رسول الله يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحابه له جلوس ، وقد نُحرت جزور بالأمس فقال أبو جهل : أيّكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد ، فانبعث أشقى القوم فأخذه ، فلمّا سجد النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، وضعه بين كتفيه ، قال فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل إلى بعض ، وأنا قائم أنظر لو كانت لي مِنعة طرحته عن ظهر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، والنبي ( صلّى الله عليه وآله ) ساجد ما يرفع رأسه ، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت ، وهي جويرية فطرحته عنه ، ثمّ أقبلت عليهم تشتمهم ، فلمّا قضى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) صلاته ، رفع صوته ثمّ دعا عليهم ، وكان إذا دعا دعا ثلاثاً ، وإذا سأل سأل ثلاثاً ، ثمّ قال : ( اللَّهمَّ عليك بقريش ، ثلاث مرات ، فلمّا سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك ، وخافوا دعوته ثمّ قال : اللّهمَّ عليك بأبي جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وأميّة بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط ) ، فو الذي بعث محمداً ( صلّى الله عليه وآله ) بالحق ، لقد رأيت الذي سمّى صرعى يوم بدر ، ثمّ سُحبوا إلى القليب قليب بدر (1)
الصفحة 52
نعم ، لقد كانت الزهراء ( عليها السلام ) منذ صغرها خليطاً من ( المحبة ) و ( الشجاعة ) ، وهي دائماً على أُهبة الاستعداد في الدفاع عن أبيها ( صلّى الله عليه وآله ) .
16- ونطالع أيضاً في نفس المصدر السابق عن أحداث غزوة أحد ما يأتي :
( قال سهل بن سعد : جُرح وجه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وكُسرت رباعيته ، وهُشمت البيضة على رأسه ، فكانت فاطمة بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) تغسل الدم ، وكان عليُّ بن أبي طالب يسكب عليها بالمِجَن ، فلمّا رأت فاطمة أنّ الماء لا يزيد الدم إلاّ كثرةً ، أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رماداً ، ثمّ ألصقته بالجرح فاستمسك الدم ) (1) .
17- نقل ( أبو نعيم الأصفهاني ) في ( حلية الأولياء ) ، عن عليّ بن محمد بن إسماعيل ، عن ...عن أبي ثعلبة الخشني أنّه قال : قَدم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من غزاة له ، فدخل المسجد فصلّى فيه ركعتين ـ وكان يعجبه إذا قدم أن يدخل المسجد فيصلي فيه ركعتين ـ ثمّ خرج فأتى فاطمة فبدأ بها قبل بيوت أزواجه ، فاستقبلته فاطمة ( عليها السلام ) ، وجعلت تقبّل وجهه وعينيه وتبكي .
فقال لها رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( ما يبكيك ؟ قالت : أراك قد شحب لونك ، فقال لها : يافاطمة إنّ الله عزّ وجلّ بعث أباك بأمر ، لم يبقَ على ظهر الأرض بيت مدر ولا شعر إلاّ أدخله به عزاً أو ذُلاً ، يبلغ حيث بلغ الليل ) (2) .
18- وروي فيما روي عن أحداث الخندق عن عليٍّ ( عليه السلام ) في حفر
الصفحة 53
الخندق ، إذ جاءته فاطمة بكسرة من خبز فرفعتها إليه ، فقال : ما هذه يافاطمة ؟ قالت : من قرص اختبزته لابنيَّ جئتك منه بهذه الكسرة ، فقال : يا بنية ، أَما إنّها لأوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث (1) .
ما أعظم قوى الجذب التي تربط بين هذا الأب وابنته ؟
جاذبية متأصلة في أعماق روحيهما ، ومحبة قد ارتشفت من منبع وجودهما ، وعلاقة عشق تمخض عنها اتحاد روح الأب بروح ابنته في الملكوت الأعلى .
فهل هناك أفضل من هذا الافتخار لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ؟ .
فخر وفضيلة لم تكن لأي أحد عبر تاريخ الإسلام ، سوى لمعلمها علي ابن أبي طالب ( عليه السلام )
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فاطمة ( عليها السلام) أحب الناس إلى الرسول الكريم ( ص )
الحب والعشق ، أقوى ما يربط بين موجودين .
يفيد قانون الجاذبية الذي يحكم عالم المادة ، أنّ قوة الجذب تتناسب طردياً مع حاصل ضرب الكتلتين ، وعكسياً مع مربع المسافة بينهما .
ويسري حكم هذا القانون في العالم المعنوي والعشق الإلهي أيضاً ، فكلما سمت قيمة الأشخاص وتقاربت نفوسها ، زادت علاقة الحب والعشق بينها !
مع وجود اختلاف بسيط يختص به عالم المادة ، فأحياناً يولّد الاختلاف والتضاد تجاذباً بين الجسمين ( كما في التجاذب الحاصل بين الشحنتين الموجبة والسالبة ) ، على خلاف ما يحدث في عالم الأرواح ، حيث تقوى رابطة الجذب كلما زاد الشبه فيما بينها ، وتضعف إذا ما وُجد التضاد والاختلاف .
نتجه بعد هذه المقدمة القصيرة صوب عالم الأحاديث ؛ لنتعرّف على مدى علاقة الرسول الكريم ( صلّى الله عليه وآله ) بابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ،
وإلى أيِّ مقدار كان يحبها ؟
10 - يُروى عن عائشة أنّها قالت :
( ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ،
الصفحة50 وكانت إذا دخلت عليه رحّب بها ، وقام إليها ، فأخذ بيدها فقبّلها ، وأجلسها في مجلسه ) (1) .
11- وجاء في رواية أخرى .
( كان كثيراً ما يقبّل عرف فاطمة ) (2) .
12- وتنص رواية ثالثة على :
( كان كثيراً ما يقبّلها في فمها ) (3) .
13- لقد كان الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) يظهر الكثير من محبته لفاطمة ( عليها السلام ) ، حتى أثار ذلك حفيظة عائشة ، حيث قالت لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) .
يا رسول الله ، ما لكَ إذا جاءت فاطمة قبّلتها ، حتى تجعل لسانك في فيها كله ، كأنّك تريد أن تطعمها عسلاً ؟!
قال ( صلّى الله عليه وآله ) : نعم يا عائشة ، إنّي لمّا أُسري بي إلى السماء ... وقصَّ عليها قصة ثمار الجنة التي تناولها ) (4) .
14- وجاء في صحيح أبي داوود
( كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة ( عليها السلام ) ، وأَوّل مَن يدخل عليه إذا قَدم فاطمة ( عليها السلام ) ) (5) .
كما نقل ( أحمد بن حنبل ) هذه الرواية في مسنده (6) .
لكن نعلم أنّ للحب والحنان الواقعيين طرفين ، فالحنان المطلق له
الصفحة 51
جانب سلبي ، ويكون سطحياً عديم القيمة ، وكما أسلفنا فإنّ العشق الواقعي دليل على التشابه ، وعندما يحصل التشابه ستتولّد الجاذبية بين الطرفين .
لذا فإنّ الروايات الإسلامية تعكس حقيقةً مهمةً ، أَلا وهي أنّ العلاقة التي كانت تربط الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) بابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، كانت علاقة متبادلة وبنفس الشدة ، وإليك شواهد ما أشرنا إليه :
15- جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي ، بينما رسول الله يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحابه له جلوس ، وقد نُحرت جزور بالأمس فقال أبو جهل : أيّكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد ، فانبعث أشقى القوم فأخذه ، فلمّا سجد النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، وضعه بين كتفيه ، قال فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل إلى بعض ، وأنا قائم أنظر لو كانت لي مِنعة طرحته عن ظهر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، والنبي ( صلّى الله عليه وآله ) ساجد ما يرفع رأسه ، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت ، وهي جويرية فطرحته عنه ، ثمّ أقبلت عليهم تشتمهم ، فلمّا قضى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) صلاته ، رفع صوته ثمّ دعا عليهم ، وكان إذا دعا دعا ثلاثاً ، وإذا سأل سأل ثلاثاً ، ثمّ قال : ( اللَّهمَّ عليك بقريش ، ثلاث مرات ، فلمّا سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك ، وخافوا دعوته ثمّ قال : اللّهمَّ عليك بأبي جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وأميّة بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط ) ، فو الذي بعث محمداً ( صلّى الله عليه وآله ) بالحق ، لقد رأيت الذي سمّى صرعى يوم بدر ، ثمّ سُحبوا إلى القليب قليب بدر (1)
الصفحة 52
نعم ، لقد كانت الزهراء ( عليها السلام ) منذ صغرها خليطاً من ( المحبة ) و ( الشجاعة ) ، وهي دائماً على أُهبة الاستعداد في الدفاع عن أبيها ( صلّى الله عليه وآله ) .
16- ونطالع أيضاً في نفس المصدر السابق عن أحداث غزوة أحد ما يأتي :
( قال سهل بن سعد : جُرح وجه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وكُسرت رباعيته ، وهُشمت البيضة على رأسه ، فكانت فاطمة بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) تغسل الدم ، وكان عليُّ بن أبي طالب يسكب عليها بالمِجَن ، فلمّا رأت فاطمة أنّ الماء لا يزيد الدم إلاّ كثرةً ، أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رماداً ، ثمّ ألصقته بالجرح فاستمسك الدم ) (1) .
17- نقل ( أبو نعيم الأصفهاني ) في ( حلية الأولياء ) ، عن عليّ بن محمد بن إسماعيل ، عن ...عن أبي ثعلبة الخشني أنّه قال : قَدم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من غزاة له ، فدخل المسجد فصلّى فيه ركعتين ـ وكان يعجبه إذا قدم أن يدخل المسجد فيصلي فيه ركعتين ـ ثمّ خرج فأتى فاطمة فبدأ بها قبل بيوت أزواجه ، فاستقبلته فاطمة ( عليها السلام ) ، وجعلت تقبّل وجهه وعينيه وتبكي .
فقال لها رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( ما يبكيك ؟ قالت : أراك قد شحب لونك ، فقال لها : يافاطمة إنّ الله عزّ وجلّ بعث أباك بأمر ، لم يبقَ على ظهر الأرض بيت مدر ولا شعر إلاّ أدخله به عزاً أو ذُلاً ، يبلغ حيث بلغ الليل ) (2) .
18- وروي فيما روي عن أحداث الخندق عن عليٍّ ( عليه السلام ) في حفر
الصفحة 53
الخندق ، إذ جاءته فاطمة بكسرة من خبز فرفعتها إليه ، فقال : ما هذه يافاطمة ؟ قالت : من قرص اختبزته لابنيَّ جئتك منه بهذه الكسرة ، فقال : يا بنية ، أَما إنّها لأوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث (1) .
ما أعظم قوى الجذب التي تربط بين هذا الأب وابنته ؟
جاذبية متأصلة في أعماق روحيهما ، ومحبة قد ارتشفت من منبع وجودهما ، وعلاقة عشق تمخض عنها اتحاد روح الأب بروح ابنته في الملكوت الأعلى .
فهل هناك أفضل من هذا الافتخار لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ؟ .
فخر وفضيلة لم تكن لأي أحد عبر تاريخ الإسلام ، سوى لمعلمها علي ابن أبي طالب ( عليه السلام )
تعليق