تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
التاريخ مليء بالقصص المضحكة والمواقف الطريفة والتي روادها أناس يحسبون أنهم يملكون من الذكاء ما لم يملكه غيرهم ليجمعوا بغطرستهم بين تملك الرقاب وتملك العقول ليجيزوا لأنفسهم فيما بعد أن يتفوهوا بما تفوه به فرعون حينما وجد الدنيا مقبلة عليه بزخارفها وزبرجها ليصاب بالخيلاء وينطق بكلمة الكفر قائلاً أنا ربكم الأعلى
ومن بين أولئك الفراعنة الذين تلبسوا بلباس الدين وتسلطوا على رقاب المسلمين وتسموا بخلفاء خير المرسلين أبو جعفر المنصور ذلك الطاغية الذي سفك الدماء باسم الدين وفتكَ بالعلويين ولم يكتفِ بذلك بل تعداه إلى تحدي العقول مستغلاً سرعة الحفظ لديه ليُبدي للآخرين بأنه مطلع على ما تحويه الأفكار
مستعيناً بغلام وجارية يعملان عنده لديهم ما لديه من سرعة الحفظ ، ليضحك بما من الله عليه من نعمة على الذقون ويستهين من خلالها بالعقول والأفكار
ليعلن عن مسابقة عجيبة يريد من خلالها أن يمتع نفسه وحاشيته من ناحية ومن ناحية أخرى يستهين بعقل من يدخل في غمار هذه المسابقة ليستسلم منسحباً ويترك المجال الذي تميز فيه منهزماً ومتعجباً من معرفة الخليفة لما يدور في نفسه وما قد صاغه فكره في خلوة من الناس
ليعلن على الملأ مسابقة شعرية لعدد من الشعراء مشترطاً على كل واحد منهم أن يأتي بقصيدة لم يطلع عليها أحد ليثبت بها أن القصيدة من تأليفه وقد نظمت خلال ساعات مضت ومن يتمكن من ذلك يحصل على جائزة قيمة
ليشغل بهذه المسابقة عقول الشعراء بتفكير يأخذ منهم الليل بأكمله لينظموا قصيدة يلقوها على مسامعه في صبيحة اليوم التالي ، متأملاً كل واحد منهم بأن يحظى هو بجائزة الخليفة ، إلا أن آماله تتبخر حينما يصعق بسماع القصيدة التي تعب على تأليفها ساهراً الليل كله من قبل الخليفة نفسه أو من غلامه وجاريته ، ليعود بخيبة الأمل قد ضاعت الجائزة منه وراوده الشك من أمره
ولما يئسوا جميعاً من الحصول على الجائزة المعلنة تجمعوا في مكان يواسون فيه بعضهم وفي الأثناء يدخل عليهم الأصمعي فيراهم مكتئبين فيسألهم عن السبب فيخبروه بأمر المسابقة وما آلت عليه أمورهم من ضياع الجائزة والتعجب من معرفة المنصور لما يدور في أفكارهم
قال لهم الأصمعي اتركوه علي فأنا من سيتمكن من هزيمته
ألف الأصمعي قصيدة تحوي مواضيع متعددة وكلمات يصعب حفظها ، وتنكر بزي الأعراب حتى لا يعرف ، قد ربط حماره في إحدى أعمدة القصر ليدخل على المنصور حاملاً نعليه بيديه وبعد أن طاب به المقام سأله المنصور ما الذي أتا بك
قال له لقد سمعت بأمر المسابقة وجئت لإلقاء قصيدتي متأملاً الحصول على الجائزة
قال له المنصور وهل تعرف شروط المسابقة؟ قال له نعم قال إذاً تفوه بما لديك ليبدأ بعدها الأصمعي بإلقاء قصيدته والتي مطلعها
صوت صفير البلبل :: هيج قلبي الثمل
ليشل بها فكر المنصور وفكري غلامه وجاريته وينتصر عليهم بذكائه ، ليعلن المنصور هزيمته طالباً من الأصمعي إحضار المخطوطة التي خط عليها قصيدته ليصعق بعدها بسماع الأصمعي وهو يقول لقد ورثتُ لوح رخام عن أبي لا يحمله إلا أربعة من جنودك كتبت عليه قصيدتي ، فيأمر بإحضاره ذلك اللوح مرغماً ، وبعد أن تم وزنه والذي عادل كل ما في الخزنة من مال سلمه إياه والكآبة تعلو وجهه ولما أراد الأصمعي الخروج أميط اللثام عن وجهه فعرفه المنصور وأمره بإرجاع المال فامتنع الأصمعي عن تسليم المال إلا في حال إعطاء الشعراء مكافآتهم التي ضيعها عليهم بدهائه فوافق على ذلك مرغماً
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
التاريخ مليء بالقصص المضحكة والمواقف الطريفة والتي روادها أناس يحسبون أنهم يملكون من الذكاء ما لم يملكه غيرهم ليجمعوا بغطرستهم بين تملك الرقاب وتملك العقول ليجيزوا لأنفسهم فيما بعد أن يتفوهوا بما تفوه به فرعون حينما وجد الدنيا مقبلة عليه بزخارفها وزبرجها ليصاب بالخيلاء وينطق بكلمة الكفر قائلاً أنا ربكم الأعلى
ومن بين أولئك الفراعنة الذين تلبسوا بلباس الدين وتسلطوا على رقاب المسلمين وتسموا بخلفاء خير المرسلين أبو جعفر المنصور ذلك الطاغية الذي سفك الدماء باسم الدين وفتكَ بالعلويين ولم يكتفِ بذلك بل تعداه إلى تحدي العقول مستغلاً سرعة الحفظ لديه ليُبدي للآخرين بأنه مطلع على ما تحويه الأفكار
مستعيناً بغلام وجارية يعملان عنده لديهم ما لديه من سرعة الحفظ ، ليضحك بما من الله عليه من نعمة على الذقون ويستهين من خلالها بالعقول والأفكار
ليعلن عن مسابقة عجيبة يريد من خلالها أن يمتع نفسه وحاشيته من ناحية ومن ناحية أخرى يستهين بعقل من يدخل في غمار هذه المسابقة ليستسلم منسحباً ويترك المجال الذي تميز فيه منهزماً ومتعجباً من معرفة الخليفة لما يدور في نفسه وما قد صاغه فكره في خلوة من الناس
ليعلن على الملأ مسابقة شعرية لعدد من الشعراء مشترطاً على كل واحد منهم أن يأتي بقصيدة لم يطلع عليها أحد ليثبت بها أن القصيدة من تأليفه وقد نظمت خلال ساعات مضت ومن يتمكن من ذلك يحصل على جائزة قيمة
ليشغل بهذه المسابقة عقول الشعراء بتفكير يأخذ منهم الليل بأكمله لينظموا قصيدة يلقوها على مسامعه في صبيحة اليوم التالي ، متأملاً كل واحد منهم بأن يحظى هو بجائزة الخليفة ، إلا أن آماله تتبخر حينما يصعق بسماع القصيدة التي تعب على تأليفها ساهراً الليل كله من قبل الخليفة نفسه أو من غلامه وجاريته ، ليعود بخيبة الأمل قد ضاعت الجائزة منه وراوده الشك من أمره
ولما يئسوا جميعاً من الحصول على الجائزة المعلنة تجمعوا في مكان يواسون فيه بعضهم وفي الأثناء يدخل عليهم الأصمعي فيراهم مكتئبين فيسألهم عن السبب فيخبروه بأمر المسابقة وما آلت عليه أمورهم من ضياع الجائزة والتعجب من معرفة المنصور لما يدور في أفكارهم
قال لهم الأصمعي اتركوه علي فأنا من سيتمكن من هزيمته
ألف الأصمعي قصيدة تحوي مواضيع متعددة وكلمات يصعب حفظها ، وتنكر بزي الأعراب حتى لا يعرف ، قد ربط حماره في إحدى أعمدة القصر ليدخل على المنصور حاملاً نعليه بيديه وبعد أن طاب به المقام سأله المنصور ما الذي أتا بك
قال له لقد سمعت بأمر المسابقة وجئت لإلقاء قصيدتي متأملاً الحصول على الجائزة
قال له المنصور وهل تعرف شروط المسابقة؟ قال له نعم قال إذاً تفوه بما لديك ليبدأ بعدها الأصمعي بإلقاء قصيدته والتي مطلعها
صوت صفير البلبل :: هيج قلبي الثمل
ليشل بها فكر المنصور وفكري غلامه وجاريته وينتصر عليهم بذكائه ، ليعلن المنصور هزيمته طالباً من الأصمعي إحضار المخطوطة التي خط عليها قصيدته ليصعق بعدها بسماع الأصمعي وهو يقول لقد ورثتُ لوح رخام عن أبي لا يحمله إلا أربعة من جنودك كتبت عليه قصيدتي ، فيأمر بإحضاره ذلك اللوح مرغماً ، وبعد أن تم وزنه والذي عادل كل ما في الخزنة من مال سلمه إياه والكآبة تعلو وجهه ولما أراد الأصمعي الخروج أميط اللثام عن وجهه فعرفه المنصور وأمره بإرجاع المال فامتنع الأصمعي عن تسليم المال إلا في حال إعطاء الشعراء مكافآتهم التي ضيعها عليهم بدهائه فوافق على ذلك مرغماً
تعليق