الامام الحسين عليه السلام عظمة التضحيات وسمو الاهداف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    الامام الحسين عليه السلام عظمة التضحيات وسمو الاهداف

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الإمــــام الــحــســيــن "ع")
    (عظمة الــتـضـحـيات،وسمو الأهــداف)
    لقد جلس يزيد على كرسي الملك ، وتربع على عرش السلطنة ، فحكم المسلمين ، وتسمى بأمير المؤمنين ، ودانت لحكمه الدولة الإسلامية ، فذلت له الرقاب ، وخضعت الأنفس ، وخشعت الأصوات ، وأصبح المسلمون يصدرون عن أمره ونهيه .

    ( ولعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب ، والقائم بالقسط ، والدائن بدين الحق ).
    وأين يزيد وهذه المآثر والمكرمات ، فما هو - كما يصفه الإمام الحسين(ع) :
    ( إلا رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة
    معلن بالفسق).
    وإذا آلت الحكومة الإسلامية إلى رجل كهذا ، فمن الطبيعي جداً أن يميل بها عن الجادة ، وينحرف عن الطريق السوي ، والصراط المستقيم.
    وهذا ما قام به يزيد بن معاوية بالفعل ، فمنذ اليوم الأول من جلوسه على تخت الحكم الإسلامي أخذ ينقض عرى الإسلام عروة عروة ، فعاث فـي الأرض فساداً ، فأهلك الحرث والنسل ، وهتك الأعراض ، ونهب الخيرات ، وأفشى الظلم ، وأخاف العباد ... فلم يرعَ للإسلام حرمة ولا كرامة ، ولم يجعل للقيم والمبادىء الفاضلة قيمة ولا وزنا ، ولم يتورع عن فعل المنكرات ... حتى ضاعت معالم الدين ، ومحيت آثاره ، وعاد أكثر الناس إلى جاهليتهم الأولى كما أثبت ذلك التاريخ، وصوره السيد جعفر الحلي بقوله في قصيدته الرائعة :
    والناس عادت إليهم جاهليتهم
    كأن من شرع الإسلام قد أفكا

    وقد تحكم بالإسلام طاغية
    يمسي ويصبح بالفحشاء منهمكا
    لم أدرِ أين رجال المسلمين مضوا

    وكيف صار يزيدٌ بينهم ملكا
    العاصر الخمر من لؤم بعنصر
    لئن جرت لفظة التوحيد في فمه

    فسيفه بسوى التوحيد ما فتكا

    قد أصبح الدين منه يشتكي سقما

    وما إلى أحد غير الحسين شكا

    والإمام الحسين (ع) هو: ابن الإسلام ، ورضيع القرآن وربيب النبوة والرسالة ، على جده نزل الوحي والتنزيل ومن بيته خرج الدين إلى الناس .
    فهو إذن أولى الناس وأجدرهم بالحفاظ على شرع النبي ، والدفاع عن مقدسات الإسلام والذود عن حرماته ، والدعوة إلى الإصلاح في الأمة الإسلامية ، والقيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى وإن بذل في سبيل ذلك مهجته الشريفة ، وضحى بنفسه العزيزة ، وأريقت دماؤه الزاكية على البوغاء .

    لذا قام (ع) بثورته الإصلاحية المظفرة التي بين أهدافها وغاياتها بقوله (ع) :

    ( إني لم أخرج أشراً ، ولا بطراً ، ولا مفسداً ، ولا ظالما ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص) ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب(ع) ، فمن قبلني بقبول الحق ، فالله أولى به ، ومن ردّ عليّ أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم،

    وهو خير الحاكمين).

    وكان (ع) على علم يقيني بأن النهاية هي الموت قتلاً ، وقد تحدث (ع) عن مصرعه ، وأخبر بما يجري عليه من أولئك الظالمين ، فقال (ع) :

    ( الحمد لله ، ما شاء الله ، ولا قوة إلاّ بالله ، وصلى الله على رسوله ، خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع أنا لاقيه ، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ، فيملأن مني أكرشاً جوفا ،

    وأجربة سغبا ... ).

    ولكنه (ع) لم يأبه بالموت ، ولم يخشَ منه ، بل كان يفضله على الحياة مع الظالمين ، ويرى فيه السعادة الأبدية كما صرح (ع) بذلك فقال :
    ( والله لا أرى الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين
    إلا برما ).

    فالحسين(ع) لا يهوى الحياة الذليلة لأنها هي الموت ، ويرغب(ع) في أن يموت عزيزاً لأن ذلك هو الحياة كما نظم هذا المعنى السيد داوود الحلي بقوله :
    ففي يوم الطف سطر الإمام الحسين والميامين من آله وأصحابه أعظم الملاحم ، وأروع البطولات إلى أن سقطوا على البوغاء مجزرين بسيوف البغي والعدوان ، لتروي دماؤهم الزاكية شجرة الإسلام المباركة ، وتعيد إليها الحياة ، كما قال السيد جعفر الحلي راثياً وممجداً له (ع) :
    بقتله فاح للإسلام نشر هدى
    فكلما ذكرته المسلمون ذكا

    نفسي الفداء لفاد شرع والده

    بنفسه وبأهليه وما ملكا
    ولو كان الحسين (ع) يطمع في شيء من هذه الأمور الدنيوية التافهة لجمع حوله أكبر قدر ممكن من الناس، ولدعاهم إلى نصرته ومؤازرته ، والوقوف معه ضد عدوه ، ولوعدهم بالنصر والغلبة ، ومناهم بالأموال الطائلة ، والمناصب الكبيرة حينما يؤول الملك إليه وتخضع الدولة الإسلامية لحكمه وسلطانه .
    لكننا نراه (ع) لم يفعل شيئاً من ذلك أبدا ، بل كان (ع) يحدث الناس بين حين وآخر عن مصرعه ، ويخبرهم أن النتيجة النهائية لثورته المظفرة هي القتل في سبيل الله ، ويأمر الذين التفوا حوله طمعاً في الحطام بالتفرق عنه ، حتى انفض الكثير من حوله ، وبقي (ع) في قلة قليلة من الناس ، وحتى هؤلاء القلة طلب منهم ليلة العاشر أن يذهبوا لشأنهم ، ويتفرقوا في الأمصار ، ويتركوه ليواجه مصيره بنفسه .
    ومن يطمع في شيء من الحطام ، ويقوم بثورة رغبة في السلطة أو الأموال ، لا يمكن أن يتصرف كتصرف

    الإمام الحسين (ع) .
    إذن ما كان الحسين (ع) يطمع في النصر الدنيوي المؤقت ، ولم يفجر ثورته المباركة من أجل تحقيق رغبة شخصية خاصة ، وإنما فجرها طمعاً في النصر الأخروي المؤبد الخالد ، وانطلاقاً مما يحتمه عليه الدين والضمير من وجوب محاربة البدع والفساد والقضاء على الظلم والشر ، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، والقيام بوظيفة الإصلاح الاجتماعي ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،والجهاد في سبيل الله تعالى ببذل النفس والنفيس.

    وهذا ما صرح به الإمام أبو عبدالله الحسين (ع) فيوصيته لأخيه محمد بن الحنفية الآنفة الذكر ، حيث بين (ع) أن هدف ثورته هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإرجاع الناس إلى الإسلام الصحيح الذي كان عليه رسول الله (ص) ووصيه علي بن أبي طالب (ع) .
    إن من أعظم ما تمتاز به ثورة الإمام الحسين "ع"،على غيرها من الثورات،هو:
    (عظمة التضحيات،وسمو الأهداف)
    ولو أخذ المسلمون بنهج الحسين، وتعلموا منه كيف يكونوا أحرارا في دنياهم،وأن يكونوا على استعداد كامل من التضحيات المقرونة بسمو الأهداف،لما تمكن منهم الأعداء،حتى جعلوهم أذلة خاسئين.
    **************************************************** *************
    من كتاب

    (دروس من واقعة كربلاء)
  • غربتي طالت
    • Feb 2012
    • 2981

    #2
    احسنتِ الطرح والانتقاء

    موفقة انشاء الله

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3
      يسلمووووع المرورالطيب
      تقبلي تحياتي

      تعليق

      • ناصرة ام البنين
        • Oct 2009
        • 3252

        #4

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5
          يسلموووع المرور العطر
          تقبلي تحياتي

          تعليق

          • الـدمـع حـبـر العـيـون
            • Apr 2011
            • 21803

            #6
            بارك الله فيك مجهود اكثر من رائع
            دمتي بالف صحه وعافيه
            تقبلي مروري

            تعليق

            • دمعة الكرار
              • Oct 2011
              • 21333

              #7
              يسلموووع المرورالطيب
              تقبلي تحياتي

              تعليق

              • سكون الليل
                • Nov 2008
                • 2787

                #8
                في ميزان حسناتكِ اختي

                تعليق

                • دمعة الكرار
                  • Oct 2011
                  • 21333

                  #9
                  يسلمووووع المرورالطيب
                  تقبل تحياتي

                  تعليق

                  • محب الرسول

                    • Dec 2008
                    • 28579

                    #10
                    الف شكراختي الغاليه
                    ع الطرح الرائع
                    بوركت انا ملك
                    وجزاك الله الفردوس الاعلى

                    تعليق

                    • دمعة الكرار
                      • Oct 2011
                      • 21333

                      #11

                      تعليق

                      يعمل...
                      X