الخصائص الفاطمية (2)
كفؤ الزهراء (ع)
كان الإمام علي (ع) يعتقد أن أفضل زوجة ليست تلك التي لا تسمح لزوجها بالوقوع في الأخطاء، وليست تلك التي لا تمنع زوجها من الحركة في مسير الكمال والعبودية لله تعالى، بل هي التي تساعده في هذا المسير الصعب. يقول الإمام عليّ (ع): «الزهراء نعم العون على طاعة الله».
إذا كانت معرفة الكفؤ وسيلة لمعرفة الشخص، فلا يمكن معرفة الزهراء (ع) إلا من خلال كفئها عليّ (ع)، فلو لم يكن عليٌّ لما كان للزهراء (ع) كفؤ. عن الإمام أبي عبد الله (ع): «لولا أنّ أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفؤ على وجه الأرض إلى يوم القيامة من آدم فمن دونه» .
دفاعها (ع) عن حريم الولاية
إن فاطمة في مجال الدفاع عن حريم الولاية كانت كالبحر الهائج الذي وصلت أمواجه إلى الأوج فكان كل ما لديها فداءً لعليّ (ع) ولمقام علي (ع)؛ وهي التي قالت: «روحي لروحك الفداء ونفسي لنفسك الوقاء» . وعندما شاهدتهم يأخذون علياً مكرهاً إلى المسجد قامت قائلةً: «خَلُّوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمداً بالحق لئن لم تخلّوا عنه لأنشرنَّ شعري ولأضعنَّ قميص رسول الله (ص) على رأسي ولأصرخنَّ إلى الله تبارك وتعالى فما ناقة صالح بأكرم على الله مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي» .
مظهر الرأفة الإلهية
الزهراء (ع) هي المظهر الكامل للعطف والحنان والرأفة الإلهية، حتى أنها كانت بالنسبة للعصاة من الشيعة كمطر الرحمة الذي يجلي الذنوب ويرفع الكدورات: «إلهي وسيدي، أسألك بالذين اصطفيتهم وببكاء ولديَّ في مفارقتي أن تغفر لعصاة شيعتي وشيعة ذريتي» .
ابتعادها عن الدنيا (ع)
من الجميل أن ننظر إلى الزهراء (ع) كيف كانت تتعاطى في مسألة الابتعاد عن الدنيا والميل نحو العقبى، عندها ربما نفهم لمَ كانت الآلام والصعاب تَسْهل وتَهون عليها. كان رسول الله (ص) يخاطبها عندما يشاهدها تطحن القمح بإحدى يديها وتمسح وجه الحسن بالأخرى: «يا بنتاه! تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة؛ فتقول: يا رسول الله!، الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه» .
الزهراء (ع) في مقام تربية الأبناء
أما الزهراء (ع) في مقام تربية الأبناء، فكانت كالمزارع العطوف الذي يتعامل بكل رفقٍ وحنانٍ مع زهوره، يتابعها بكل عناية ودقة حتى يحين وقتها فينتشر عطرها في وجود المجتمع البشري، فتنقله إلى أوج العبودية والعدالة. لقد كانت (ع) تأمر أبناءها بطاعة الله والعبودية لله وتوصيهم بوصايا تجعلهم في مصافّ والدهم عليّ (ع).
تحملها (ع) المصائب
لقد ارتقت الزهراء (ع) إلى مستوى الصلابة في تحمل المشكلات وقبول المصائب التي لم تهز بنيانها الثابت: «يا ممتحنةُ امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة».
بناءً على ما تقدم يجب القول إن السيدة الزهراء (ع) كانت قدوةَ النساء وإمامَ الرجال وزعيمةَ قاطبةِ الفضلاء. وبما أن الرضا والغضب وصفان يجمعان كافة الأوصاف الإنسانية، على أساس أن عمل الإنسان إما أن يكون مورد رضى الله تعالى أو مورد غضبه، وبما أن فاطمة (ع) مظهر رضا الله وغضبه، قال رسول الله (ص): «يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك»، لذلك من المناسب دراسة جميع الأوصاف الإنسانية طبق معيار رضى فاطمة (ع) وغضبها.
آية الله الشيخ عبد الله جوادي آملي
كفؤ الزهراء (ع)
كان الإمام علي (ع) يعتقد أن أفضل زوجة ليست تلك التي لا تسمح لزوجها بالوقوع في الأخطاء، وليست تلك التي لا تمنع زوجها من الحركة في مسير الكمال والعبودية لله تعالى، بل هي التي تساعده في هذا المسير الصعب. يقول الإمام عليّ (ع): «الزهراء نعم العون على طاعة الله».
إذا كانت معرفة الكفؤ وسيلة لمعرفة الشخص، فلا يمكن معرفة الزهراء (ع) إلا من خلال كفئها عليّ (ع)، فلو لم يكن عليٌّ لما كان للزهراء (ع) كفؤ. عن الإمام أبي عبد الله (ع): «لولا أنّ أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفؤ على وجه الأرض إلى يوم القيامة من آدم فمن دونه» .
دفاعها (ع) عن حريم الولاية
إن فاطمة في مجال الدفاع عن حريم الولاية كانت كالبحر الهائج الذي وصلت أمواجه إلى الأوج فكان كل ما لديها فداءً لعليّ (ع) ولمقام علي (ع)؛ وهي التي قالت: «روحي لروحك الفداء ونفسي لنفسك الوقاء» . وعندما شاهدتهم يأخذون علياً مكرهاً إلى المسجد قامت قائلةً: «خَلُّوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمداً بالحق لئن لم تخلّوا عنه لأنشرنَّ شعري ولأضعنَّ قميص رسول الله (ص) على رأسي ولأصرخنَّ إلى الله تبارك وتعالى فما ناقة صالح بأكرم على الله مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي» .
مظهر الرأفة الإلهية
الزهراء (ع) هي المظهر الكامل للعطف والحنان والرأفة الإلهية، حتى أنها كانت بالنسبة للعصاة من الشيعة كمطر الرحمة الذي يجلي الذنوب ويرفع الكدورات: «إلهي وسيدي، أسألك بالذين اصطفيتهم وببكاء ولديَّ في مفارقتي أن تغفر لعصاة شيعتي وشيعة ذريتي» .
ابتعادها عن الدنيا (ع)
من الجميل أن ننظر إلى الزهراء (ع) كيف كانت تتعاطى في مسألة الابتعاد عن الدنيا والميل نحو العقبى، عندها ربما نفهم لمَ كانت الآلام والصعاب تَسْهل وتَهون عليها. كان رسول الله (ص) يخاطبها عندما يشاهدها تطحن القمح بإحدى يديها وتمسح وجه الحسن بالأخرى: «يا بنتاه! تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة؛ فتقول: يا رسول الله!، الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه» .
الزهراء (ع) في مقام تربية الأبناء
أما الزهراء (ع) في مقام تربية الأبناء، فكانت كالمزارع العطوف الذي يتعامل بكل رفقٍ وحنانٍ مع زهوره، يتابعها بكل عناية ودقة حتى يحين وقتها فينتشر عطرها في وجود المجتمع البشري، فتنقله إلى أوج العبودية والعدالة. لقد كانت (ع) تأمر أبناءها بطاعة الله والعبودية لله وتوصيهم بوصايا تجعلهم في مصافّ والدهم عليّ (ع).
تحملها (ع) المصائب
لقد ارتقت الزهراء (ع) إلى مستوى الصلابة في تحمل المشكلات وقبول المصائب التي لم تهز بنيانها الثابت: «يا ممتحنةُ امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة».
بناءً على ما تقدم يجب القول إن السيدة الزهراء (ع) كانت قدوةَ النساء وإمامَ الرجال وزعيمةَ قاطبةِ الفضلاء. وبما أن الرضا والغضب وصفان يجمعان كافة الأوصاف الإنسانية، على أساس أن عمل الإنسان إما أن يكون مورد رضى الله تعالى أو مورد غضبه، وبما أن فاطمة (ع) مظهر رضا الله وغضبه، قال رسول الله (ص): «يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك»، لذلك من المناسب دراسة جميع الأوصاف الإنسانية طبق معيار رضى فاطمة (ع) وغضبها.
آية الله الشيخ عبد الله جوادي آملي
تعليق