امنية تتحقق قبل الرحيل
اشتدت آثار السم في بدن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وآله لكنه ورغم ما كان يعانيه خرج الى المسجد معصوب الرأس معتدماً بيمناه على وصيه الامير (عليه السلام) وبيسراه على الفضل بن العباس حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم أخبر الناس بقرب رحيله ثم قال: من كان له عندي عدة فليأتني أعطه أياها، ومن كان له عليّ دين فيخبرني به.
ثم كان له موقف ليس له نظير طوال التاريخ الانساني لا من قبله ولا من بعده فهو من عظيم خصائصه (صلى الله عليه وآله).
اشتدت آثار السم في بدن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وآله لكنه ورغم ما كان يعانيه خرج الى المسجد معصوب الرأس معتدماً بيمناه على وصيه الامير (عليه السلام) وبيسراه على الفضل بن العباس حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم أخبر الناس بقرب رحيله ثم قال: من كان له عندي عدة فليأتني أعطه أياها، ومن كان له عليّ دين فيخبرني به.
ثم كان له موقف ليس له نظير طوال التاريخ الانساني لا من قبله ولا من بعده فهو من عظيم خصائصه (صلى الله عليه وآله).
روى الطبراني في معجمه بسنده عن جابر الانصاري وابت عباس انه لما اقترب رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله امر بلالاً ان ينادي بالصلاة جامعة، فاجتمع المهاجرون والانصار الى مسجد، فخطب فيهم خطبة وجلت منها القلوب وبكت العيون ثم قال: ايها الناس اي نبي كنت لكم؟
فقالوا جزاك الله من نبي خيراً، فلقد كنت بنا كالاب الرحيم وكالاخ الناصح المشفق أديت رسالات الله وأبلغتنا وحيه ودعوت الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فجراك الله عنا أفضل ما جازى نبياً عن امته وهنا طلب رسول الله صلى الله عليه وآله منهم طلباً لم يخطر في ذهن اي منهم إذ خاطبهم قائلاً: معاشر المسلمين بالله وبحقي عليكم من كانت له من قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني!!
فقالوا جزاك الله من نبي خيراً، فلقد كنت بنا كالاب الرحيم وكالاخ الناصح المشفق أديت رسالات الله وأبلغتنا وحيه ودعوت الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فجراك الله عنا أفضل ما جازى نبياً عن امته وهنا طلب رسول الله صلى الله عليه وآله منهم طلباً لم يخطر في ذهن اي منهم إذ خاطبهم قائلاً: معاشر المسلمين بالله وبحقي عليكم من كانت له من قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني!!
وهنا تفجرت عيون المحبي بدموع الشوق لهذا النبي العدل الرحيم. لم يقم احد فكرر صلى الله عليه وآله مناشدته ثانية وثالثة حتى قام شيخ كبير اسمه عكاشة وقال: فداك ابي وامي يا رسول الله لو لا انك ناشدتنا مرة بعد اخرى ما كنت بالذي يقدم على شيء من هذا، كنت معك فر غزاة فلما فتح الله عزوجل علينا ونصر نبيه وكنا في الانصراف حاذت ناقتي ناقتك فنزلت عن الناقة ودنوت منك لأقبل فخذك، فرفعت القضيب فضربت خاصرتي ولا ادري أكان عمداً منك أم أردت ضرب الناقة.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اعيذك بجلال الله ان يتعمدك رسول الله بالضرب. نعم فلم يكن (صلى الله عليه وآله) يقصد ضرب الرجل بل ولا ضرب الناقة فقد عرف من سنته أنه لم يكن يضرب الناقة بل كان اذا أراد لها أن تتحرك حرك القضيب فتهم الناقة الاشارة وتتحرك، وهذا ما اراده فحرك القضيب فأصاب بطن عكاشة عن غير قصد.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اعيذك بجلال الله ان يتعمدك رسول الله بالضرب. نعم فلم يكن (صلى الله عليه وآله) يقصد ضرب الرجل بل ولا ضرب الناقة فقد عرف من سنته أنه لم يكن يضرب الناقة بل كان اذا أراد لها أن تتحرك حرك القضيب فتهم الناقة الاشارة وتتحرك، وهذا ما اراده فحرك القضيب فأصاب بطن عكاشة عن غير قصد.
لكنه صلى الله عليه وآله ابى الا ان يقتص منه عكاشة، فنادى بلالاً وقال: يا بلال، انطلق الى بيت فاطمة وائتني بالقضيب الممشوق.
وانطلق بلال وهو مدهوش واضعاً يده على رأسه وهو ينادي بالمسلمين يبكي ويقول: هذا رسول الله يعطي القصاص من نفسه، وسار حتى قرع باب دار فاطمة قائلاً: يا بنت رسول الله ناوليني القضيب الممشوق. إن أباك رسول الله يودع الدين ويفارق الدنيا ويعطي القصاص من نفسه.
فقالت فاطمة سلام الله عليها: يا بلال ومن ذا الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله؟ يا بلال، اذهب وقل للحسن والحسين يقومان الى هذا الرجل فيقتص منهما ولا يدعانه يقتص من رسول الله.
وانطلق بلال وهو مدهوش واضعاً يده على رأسه وهو ينادي بالمسلمين يبكي ويقول: هذا رسول الله يعطي القصاص من نفسه، وسار حتى قرع باب دار فاطمة قائلاً: يا بنت رسول الله ناوليني القضيب الممشوق. إن أباك رسول الله يودع الدين ويفارق الدنيا ويعطي القصاص من نفسه.
فقالت فاطمة سلام الله عليها: يا بلال ومن ذا الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله؟ يا بلال، اذهب وقل للحسن والحسين يقومان الى هذا الرجل فيقتص منهما ولا يدعانه يقتص من رسول الله.
وعاد بلال بالقضيب الى رسول الله فدفعه الى عكاشة لكي يقتص منه، فقام أبو الحسن علي (عليه السلام) مخاطباً الرجل قائلاً: يا عكاشة أنا في الحياة بين يدي رسول الله ولا تطيب نفسي أن يضرب، فهذا ظهري وبطني، اقتص مني بيدك واجلدني مئة ولا تقتص من رسول الله!
فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي اقعد فقد عرف الله عزوجل مقامك ونيتك ثم قام نجلاه الحسنان عليهما السلام فقالا: يا عكاشة: الست تعلم انا سبط رسول الله، فالقصاص منا كالقصاص من رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله): اقعدا، يا قرة عيني، لا انسي الله لكما هذا المقام.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي اقعد فقد عرف الله عزوجل مقامك ونيتك ثم قام نجلاه الحسنان عليهما السلام فقالا: يا عكاشة: الست تعلم انا سبط رسول الله، فالقصاص منا كالقصاص من رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله): اقعدا، يا قرة عيني، لا انسي الله لكما هذا المقام.
ثم توجه الى عكاشة قائلاً: يا عكاشة اضرب ان كنت ضارباً وهنا طلب عكاشة طلبا ثانيا ازداد معه المشهد هيبة وغرابة!!
قال عكاشة: يا رسول الله وانا حاسر عن بطني!! فكشف صلى الله عليه وآله عن بطنه رغم ما كان فيه من اشتداد الم السم في بدنه.
فضج المسلمون بالبكاء وهم يرون عكاشة ينكب على بطن رسول يقبلها ويقول: فداء لك ابي وامي ومن تطيق نفسه ان يقتص منك؟
فقال صلى الله عليه وآله: يا عكاشة: إما ان تضرب وإما ان تعفوا!
فقال عكاشة: قد عفوت رجاء ان يعفو الله عني في القيامة.
ثم بشره رسول الله بالجنة قائلاً: من اراد ان ينظر الى رفيقي في الجنة فلينظر الى هذا الشيخ.
لقد كان قلب عكاشة يعتلج بحب رسول الله وكم تمنى ان يقبله، ولم يرحل (صلى الله عليه وآله) عن هذه الدنيا الا بعد ان حقق لعكاشة امنيته الغالية هذه.
قال عكاشة: يا رسول الله وانا حاسر عن بطني!! فكشف صلى الله عليه وآله عن بطنه رغم ما كان فيه من اشتداد الم السم في بدنه.
فضج المسلمون بالبكاء وهم يرون عكاشة ينكب على بطن رسول يقبلها ويقول: فداء لك ابي وامي ومن تطيق نفسه ان يقتص منك؟
فقال صلى الله عليه وآله: يا عكاشة: إما ان تضرب وإما ان تعفوا!
فقال عكاشة: قد عفوت رجاء ان يعفو الله عني في القيامة.
ثم بشره رسول الله بالجنة قائلاً: من اراد ان ينظر الى رفيقي في الجنة فلينظر الى هذا الشيخ.
لقد كان قلب عكاشة يعتلج بحب رسول الله وكم تمنى ان يقبله، ولم يرحل (صلى الله عليه وآله) عن هذه الدنيا الا بعد ان حقق لعكاشة امنيته الغالية هذه.
أيام خالدة
تعليق