المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرة البهية في الاسرار الفاطمية (الاخير)


دمعة الكرار
13-03-2012, 12:42 PM
الدرّة البهية في الأسرار الفاطمية (الأخير)
لو تلونا وقرأنا زيارة الجامعة الكبيرة الواردة بسند صحيح عن الإمام الهادي (عليه السلام) ، والتي تعدّ في مضامينها من أفضل وأعظم الزيارات ، لوجدنا أنّها تذكر وتبيّن شؤون الإمامة بصورة عامّة ، لنعرف الإمام المعصوم (عليه السلام) بمعرفة مشتركة لكلّ الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ، فكلّ واحد منهم ينطبق عليه ما جاء في فقرات الزيارة ومفرداتها . إلاّ أنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) لا تزار بهذه الزيارة ، فلا يقال في شأنها أنّها موضع سرّ الله وخزانة علمه وعيبته ، فهذا كلّه من شؤون حجّة الله على الخلق ، وفاطمة الزهراء (عليها السلام) هي حجّة الله على حجج الله ، كما ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام) : « نحن حجج الله على الخلائق ، واُمّنا فاطمة حجّة الله علينا » .

ولهذا يقول صاحب الزمان عجّل الله فرجه الشريف : « ولي اُسوةٌ باُمّي فاطمة » . فالأئمة اُسوة الخلق وقادتهم ، وفاطمة اُسوة الأئمة (عليهم السلام) .

إنّها (عليها السلام) تساوي أبيها في خلقه النوري ، وقال في حقّها : « فاطمة روحي التي بين جنبيّ » .
وربما الجنبان إشارة إلى جنب العلم وجنب العمل ، فهي تحمل روح النبيّ بعلمه وعمله ، وكلّ كمالاته العلميّة والعمليّة إلاّ النبوّة ، فهي الأحمد الثاني ، وهي روحه التي بين جنبيه . ويحتمل أن يكون إشارة الجنبين إلى النبوّة المطلقة والولاية العامّة ، فقد ورد في الخبر النبويّ الشريف : « ظاهري النبوّة ، وباطني الولاية » .

مطلقاً التكوينية والتشريعية على كلّ العوالم العلوية والسفلية ، السماوية والأرضية . كما ورد : « ظاهري النبوّة ، وباطني غيبٌ لا يدرك » .
وأنفسنا في آية المباهلة تجلّت وظهرت وكان مصداقها الخارجي أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) ، فالزهراء (عليها السلام) يعني رسول الله وأمير المؤمنين ، فهي مظهر النبوّة والولاية ، وهي مجمع النورين : النور المحمّدي والنور العلويّ ، وكما ورد في تمثيل نور الله في سورة النور وآيته : ( اللهُ نورُ السَّماوات وَالأرْضِ مَثَلُ نورِهِ كَمِشْكاة ) . بأنّه كالمشكاة ، وورد في تفسيرها وتأويلها أنّ المشكاة فاطمة ، وفي هذا المشكاة نور رسول الله وأمير المؤمنين (عليهما السلام) ، ثمّ نور على نور وإمام بعد إمام ، يهدي الله لنوره من يشاء .

فالنبوّة والإمامة في وجودها النوري ، وهذا من معاني ( السرّ المستودع فيها )، فهي تحمل أسرار النبوّة والإمامة ، كما تحمل أسرار الكون وما فيه ، تحمل أسرار الأئمة الأطهار وعلومهم ، تحمل أسرار الخلقة وفلسفة الحياة ، ولولا مثل هذا المعلول المقدّس لما خلق الله النبيّ والوصيّ كما ورد في الحديث الشريف المعراجي : « يا أحمد ، لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا عليّ لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما » .

ولا فرق بين الأحد والأحمد إلاّ ميم الممكنات التي غرق فيها كلّ شيء ... والاُمّ تحمل جنينها وولدها ، وفاطمة اُمّ أبيها ، فهي تحمل النبيّ في أسرار نبوّته وودائعها ، كما تحمل أسرار الممكنات في جواهرها وأعراضها ، وبنورها الزاهر ازدهرت السماوات والأرض ، فالله الفاطر فطر الخلائق بفاطمة الزهراء وبنورها الأزهر ...

ولمثل هذه الخصائص القدسيّة كان النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) يقول : فداها أبوها . وأخيراً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال :
« فاطمة بهجة قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والأئمة من ولدها اُمناء ربّي ، وحبله الممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم به نجا ، ومن تخلّف عنه هوى » .

بقلم سماحة الشيخ محمّد فاضل المسعودي

محب الرسول
13-03-2012, 04:23 PM
مشكورة اختي
على هذا الموضوع الرائع
بوركت اناملك
وجزاك الله كل خير

دمعة الكرار
13-03-2012, 04:45 PM
وجودك اسعدني وأضاء صفحتي
تقبل تحياتي

عاشقة النور
13-03-2012, 05:26 PM
ﺟﺰﻳﺘ ﺧﻴﺮﺍ ﺍﺧﻲ ﺍﻟﻄﻴﺐ ...

ﺑﺂﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻜ


"عاشقة النور"

دمعة الكرار
13-03-2012, 07:27 PM
يسلمووووع المرور الطيب
تقبلي تحياتي

محـب الحسين
13-03-2012, 08:37 PM
جزاكِ الله خير الجزاء

دمعة الكرار
13-03-2012, 09:12 PM
http://im24.gulfup.com/2012-03-13/1331661822982.gif (http://www.gulfup.com/show/X196bqm362kg)