بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الغدر خصلة قبيحة يتصف بها الكثير من اللئام والفجّار، حتى كأنّ الغادر أفعى لا ندري متى تنساب من مكمنها لتنهشنا، ولهذا قال الأحنف بن قيس: وإذا كان الغدر في الناس موجوداً فالثقة بكل أحد عجز.
والغَدْرُ، لُغَةً، ضِدُّ الوَفاءِ بالعَهْدِ، وقيل: الغَدْرُ: تَرْك الوَفَاءِ، وقيل: هو نَقْضُ العَهْدِ. والغَدْرُ: الإِخْلالُ بالشَّيْءِ وتَرْكُه. وقيل: الوَفاءُ مُرَاعَاةُ العَهْد، والغَدْرُ تَضْيِيعُه. يقال غَدرَهُ، وغَدرَ بِهِ، أَي مُتَعَدِّياً بنَفْسِه وبالباء.
ولا عجب أن يقال: لَيْلَةٌ غَدِرَةٌ بَيِّنَةُ الغَدَرِ، ومُغْدِرَةٌ، إذا كانت شَدِيدَةَ الظُّلْمَةِ. وطالما شكا الناس في كل الأقوام على مرّ الأيام من غدر الغادرين، وذاقوا طعم الغدر القاسي الذي يفتك بهم على أكثر من صعيد، فحفظت كتب الحكماء الحكم التي تدور حول الغدر، منها: قال ملك لصاحب ملك آخر: أطلعني على سرّ صاحبك وانج بنفسك، فقال: إليّ تقول هذا، وما ذاق أحد كأساً لا مذاق لها أمر من الغدر؟ والله لو حوّل ثواب الوفاء إليه لما كان فيه عوض منه، ولكن سماجة اسمه وبشاعة ذكره ناهيان عنه.
فكم من بيوت هدمت، وعلاقات فُكّ وثاقها، وكم من أناس سجنوا أو شرّدوا أو قتلوا بسلاح ...
عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم
- ... أما علامة الصادق فأربعة: يصدق في قوله، ويصدق وعد الله ووعيده، ويوفي بالعهد، ويجتنب الغدر.
- لن يهلك الناس حتى يغدروا من أنفسهم.
- لعليّ عليه السلام فيما عهد إليه: وإياك والغدر بعهد الله والإخفار لذمته، فإن الله جعل عهده وذمته أماناً أمضاه بين العباد برحمته، والصبر على ضيق ترجو انفراجه خير من غدر تخاف أوزاره وتبعاته وسوء عاقبته.
- قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه العمل ولم يوفه أجره.
- إن لكلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة.
- إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة فلان ابن فلان. - ألا إنه ينصب لكلّ غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته.
- لكلّ غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة.
- يجي ء كلّ غادِر يوم القيامة بإمام مائل شدقُه حتّى يدخل النار.
::::: سماحة اية الله الفقية السيد حسين الصدر :::::
تعليق