معنى بيت الله
الكعبة الشريفة هي المسجد الحرام وبيت الله الحرام. وقد دلَّ القرآن الكريم على أنها [بيت الله] قال تعالى: وَطَهِّرْ بَيتِيَ للِطّائِفينَ وَالقَائِمينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ[[303]].
والمشهور لدى المتشرعة أنَّ كلَّ المساجد بيوت الله، فلفظ [بيت الله] يصدق على أيِّ مسجد، ولم أجد ذلك في الكتاب ولا في السنة.
وسنحاول إعطاء المبررات الكافية لهذه النسبة إلى الله سبحانه، سواءٌ كان صفةً للكعبة المشرفة وحدها أو لكلِّ مسجد.
فإنَّ السؤال قد يرد عن الوجه الصحيح لهذه النسبة، مع العلم اليقين وقيام البرهان الصحيح على أنَّ الله غنيٌّ عن العالمين، وأنه لا تحدُّه الأمكنة ولا تحويه الأزمنة ولا تأخذه نومٌ ولا سِنةٌ، وأنَّ كلَّ شيءٍ غيره فهو محتاجٌ إليه، وهو لا يحتاج إلى شيء.
مضافاً إلى البرهان على أنَّ نسبة قدرته وسلطانه وعلمه إلى كلِّ الخلق هي نسبةٌ واحدة، فما هو الوجه في اختصاص المساجد في هذه النسبة؟
إلا[[304]] أنَّ النسبة إلى الله سبحانه يمكن أن تكون على أحد وجوه:
الوجه الأول: الخلق. من حيث كونه خالقاً للكعبة أو المسجد، وقد تحققت النسبة إلى الخلق في القرآن الكريم، قال الله تعالى: [هذَا خَلقُ الله، فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الّذِينَ مِن دُونِهِ][[305]].
الوجه الثاني: التكريم والتعظيم، من قبيل نسبة الروح إليه سبحانه، قال الله تعالى: [فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي][[306]].
الوجه الثالث: انها قد تكون مسكناً أو معبداً لبعض الملائكة، وقد ورد ذلك فعلاً بالنسبة إلى بعض المساجد كالمسجد الحرام، وبالنسبة إلى العتبات المقدسة.
الوجه الرابع: انَّ هناك عنايةً إلهيةً خاصةً في طرد الشياطين عن المساجد، ومن هنا نرى أنه يندر إيقاع المعاصي فيها.
الوجه الخامس: انَّ المساجد ذات تأثيرٍ وضعيٍّ أو موضوعيٍّ في زيادة التقرب المعنويِّ إلى الله تعالى والخشوع له والتضرُّع إليه.
إلى غير ذلك من الإحتمالات، وهي ليست محتملةً فقط، كما إنها غير متنافية، بل قد تكون كلُّها صادقةً مجتمعة.
وللمساجد فوائدُ دينيةٌ واجتماعيةٌ كثيرة، ومن ذلك ما ورد من أنَّ: [من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان: أخاً مستفاداً في الله, أو علماً مستطرفاً, أو آيةً محكمةً, أو يسمع كلمةً تدلُّ على هدى, أو رحمةً منتظرةً, أو كلمةً تردُّه عن ردى، أو يترك ذنباً خشيةً أو حياءاً][[307]]. مضافاً إلى تزايد ثواب الصلاة في المساجد كما عرفنا، بل زيادة ثواب أيَّة طاعةٍ فيها، كقراءة القرآن والصوم وقضاء الحوائج والصدقات وغيرها
الكعبة الشريفة هي المسجد الحرام وبيت الله الحرام. وقد دلَّ القرآن الكريم على أنها [بيت الله] قال تعالى: وَطَهِّرْ بَيتِيَ للِطّائِفينَ وَالقَائِمينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ[[303]].
والمشهور لدى المتشرعة أنَّ كلَّ المساجد بيوت الله، فلفظ [بيت الله] يصدق على أيِّ مسجد، ولم أجد ذلك في الكتاب ولا في السنة.
وسنحاول إعطاء المبررات الكافية لهذه النسبة إلى الله سبحانه، سواءٌ كان صفةً للكعبة المشرفة وحدها أو لكلِّ مسجد.
فإنَّ السؤال قد يرد عن الوجه الصحيح لهذه النسبة، مع العلم اليقين وقيام البرهان الصحيح على أنَّ الله غنيٌّ عن العالمين، وأنه لا تحدُّه الأمكنة ولا تحويه الأزمنة ولا تأخذه نومٌ ولا سِنةٌ، وأنَّ كلَّ شيءٍ غيره فهو محتاجٌ إليه، وهو لا يحتاج إلى شيء.
مضافاً إلى البرهان على أنَّ نسبة قدرته وسلطانه وعلمه إلى كلِّ الخلق هي نسبةٌ واحدة، فما هو الوجه في اختصاص المساجد في هذه النسبة؟
إلا[[304]] أنَّ النسبة إلى الله سبحانه يمكن أن تكون على أحد وجوه:
الوجه الأول: الخلق. من حيث كونه خالقاً للكعبة أو المسجد، وقد تحققت النسبة إلى الخلق في القرآن الكريم، قال الله تعالى: [هذَا خَلقُ الله، فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الّذِينَ مِن دُونِهِ][[305]].
الوجه الثاني: التكريم والتعظيم، من قبيل نسبة الروح إليه سبحانه، قال الله تعالى: [فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي][[306]].
الوجه الثالث: انها قد تكون مسكناً أو معبداً لبعض الملائكة، وقد ورد ذلك فعلاً بالنسبة إلى بعض المساجد كالمسجد الحرام، وبالنسبة إلى العتبات المقدسة.
الوجه الرابع: انَّ هناك عنايةً إلهيةً خاصةً في طرد الشياطين عن المساجد، ومن هنا نرى أنه يندر إيقاع المعاصي فيها.
الوجه الخامس: انَّ المساجد ذات تأثيرٍ وضعيٍّ أو موضوعيٍّ في زيادة التقرب المعنويِّ إلى الله تعالى والخشوع له والتضرُّع إليه.
إلى غير ذلك من الإحتمالات، وهي ليست محتملةً فقط، كما إنها غير متنافية، بل قد تكون كلُّها صادقةً مجتمعة.
وللمساجد فوائدُ دينيةٌ واجتماعيةٌ كثيرة، ومن ذلك ما ورد من أنَّ: [من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان: أخاً مستفاداً في الله, أو علماً مستطرفاً, أو آيةً محكمةً, أو يسمع كلمةً تدلُّ على هدى, أو رحمةً منتظرةً, أو كلمةً تردُّه عن ردى، أو يترك ذنباً خشيةً أو حياءاً][[307]]. مضافاً إلى تزايد ثواب الصلاة في المساجد كما عرفنا، بل زيادة ثواب أيَّة طاعةٍ فيها، كقراءة القرآن والصوم وقضاء الحوائج والصدقات وغيرها
تعليق