بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مَشَاكِلُ السيّدَة فَاطِمَة في دَارِ أبيها
ومن المشاكل التي عكَّرت ـ على السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ـ حياتها أنّها ابتليت ببعض زوجات أبيها الرسول ، من اللواتي قد تكوَّنت عندهنَّ عقدة نفسية ، فكنَّ يحسدن السيدة فاطمة الزهراء على مواهبها وفضائلها ، وخاصة وأنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) كان يغمر السيدة فاطمة بألطافه ويمطر عليها عواطفه ، ويحبّها حبّاً عجيباً يهيِّج في قلوب بعض نسائه الحسد الكامن .
فقد روى شيخنا المجلسي (عليه الرحمة) في السادس من البحار ، عن كتاب الخصال ، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال : دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) منزله ، فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها ، وهي تقول : والله يا بنت خديجة ما ترين إلا أنّ لأُمُّك علينا فضلاً ، وأي فضل كان لها علينا ؟ وما هي إلاَّ كبعضنا !!
فسمع النبي مقالتها لفاطمة ، فلما رأت فاطمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بكت ، فقال : ما يبكيك يا بنت محمد ؟
قالت : ذكرت عائشة أُمّي فنقّصتها فبكيتُ .
فغضب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ثم قال : مَه يا حميراء ! فإنّ الله تبارك وتعالى باركَ في الودود الولود وإن خديجة (رحمها الله) ولدت منّي طاهراً ( وهو عبد الله ) وهو المطهّر ، ووَلدت مني القاسم ورقية وأُمّ كلثوم وزينب ، وأنت ممّن أعقم الله رَحِمها . فلم تلدي شيئاً (1) .
ولعائشة مواقف غير مشكورة تجاه السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تدل على جانب كبير من انحرافها العميق العريق المتواصل ، بحيث لم يُعهد تلك المواقف المتطرّفة من بقيّة زوجات الرسول تجاه سيّدة العالمين .
فمنها : ما ستقرأه ـ عند البحث عن فدك ـ بأنّ عائشة شهدت عند أبيها أبي بكر أنّ الأنبياء لا يورِّثون ؛ وذلك لكي تحرم السيدة فاطمة (عليها السلام) عن إرث أبيها (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .
ومنها : لمّا بلغ عائشة خبرُ وفاة الزهراء (عليها السّلام) تبسّمت !!
وسوف تقرأ أنّ السيدة فاطمة أوصت أسماء بنت عميس بعدم السماح لعائشة أن تحضر عند جنازتها ساعة الوفاة ، وهذا يدلّ على سخطها على عائشة وعدم رضاها عنها ، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ( إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ) .
الخصال للشيخ الصدوق .
فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد:السيد محمّد كاظم القزويني
تعليق