تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
لكي لا تهترء الروح
يتسابق الناس حثيثا لإصلاح أمورهم الحياتية، والتماس السعادة في جميع شئونها، بل ويتسارعون في اقتناء الزخارف الدنيوية التي تزيد من رفاهيتهم وراحتهم الجسدية والمعاشية، حتى أضحت الشغل الشاغل لهم، والهمّ الذي يؤرق ويسلب لذيذ الكرى من أعينهم، كيف لا وقد باتت مقاييس بني الانسان، تقيس الكرامة والعزة، والشرف والإيمان بثرمومتر المادة، وحجم الأرصدة البنكية.
هي قيود العصر التي كبلت الفرد بأصفادها، وطوقته بقيمها الحيوانية السطحية، فإلى الآن لم يدرك الانسان المعنى الحقيقي للسعادة، والخلود الابدي. ولم تعد تهمنا قوافل السالكين الوالهين للوصول للصفات العليا الكمالية، وانتهوا الىغاية عالم الإمكان، وطافت أرواحهم أطباق السماوات، مصطبغة بصبغة العبودية، وتسربلوا الذل، وارتدوا رداء العز والإقرار بذات الحق المتعال. وهم كما وصفهم جلّ وعلا( ليس بينهم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء). فكان لهم مالم يكن إلا للنفوس الكاملة، التي تزهد عن وطئ الشبهات، وتخطت عقبات الشهوات، ولم يبالوا بتدبير البدن، وهاموا الأرجاء للاهتداء إلى قائد الروح، الآخذ بالأيدي الى سبيل الكمال، هو النظر بالعينين لا الواحدة، والاستماع بكلتا الاذنين للتتشرب الموعظة وتطأ بها ساحة القدس. وينالوا ما أعدّه الله للمخلصين( أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم غيري).
فحياتنا هي بمقدار ما نمنحه لروحنا من فكر، فإذا ما عملنا بالفكرة ورثنا حبّ السمو والتألق، فتضاء القلوب بلطفه تعالى، وتغشيها الحكمة والفطنة، ومعرفة الأمور كما هي، والحقائق بماهيتها.
إنهم ثلة مزقوا ثياب الرياء إربا إربا( كما عبروا عن ذلك في عشقهم)، وتصارعوا مع الأهواء فصرعوها، وعرفوا أن عبوديته هي التسليم للإرادة الحكيمة للذات الإلهية، فاستثناهم " إلا عباد الله المخلصين" وكان خلوصهم نقياً من شوائب الشرك، وأدران الشك، فأدنى ما يعطيهم الله جلّ وعلا، اعفاءهم من حساب الحشر الآفاقي في تلك العرصة" فإنهم محضرون* إلا عباد الله المخلصين" . فهذه الطائفة قد عبرت القيامة العظمى وهو ميدانها الانفسي، وأدّت حسابها فيه، فلا حاجة لمحاسبتها أمام الملأ. كما أنهم ليسوا كسائر الناس ينالون ثوابهم على قدر أعمالهم، إنما ينالون من الإكرام واللطف ما لا يدركه العقل، جزاءً لعملهم" وما تجزون الا ما كنتم تعملون* إلا عباد الله المخلصين" أجهدوا أنفسهم بالرياضات الروحية، والمجاهدات القاسية، حتى تحصلوا لذروة عوالم التكوين، ومما لهم من عظيم المرتبة وكريم المنزلة، ورفعة المقام هو تنزيههم للذات القدسية بالصورة اللائقة بساحة قدسه" سبحان الله عمّا يصفون* إلا عباد الله المخلصين" . فشأنهم ليش شأنية العموم من ضلال الطريق، وخبط السبيل، ولم تكن غايتهم الكشف والكرامات، أو إخبار عن غيب أو طي أرض، أو اطلاع على المضمرات والسرائر، إنما روحهم سمت ورقت واعتلت وتسنمت الآفاق، فكان الهدف بسموها، والغاية برمتها، والتي لا يبلغها العلماء إلا بعد اللتيا والتي، ((يقال: إن تلامذة المرحوم بحر العلوم(رض) رأوه يوما يبتسم، فسألوه عن السبب، فأجاب: اليوم، وبعد خمس وعشرين سنة من المجاهدة، نظرت الى نفسي فرأيت أن أعمالي لم يعد فيها رياء، وإنني وفقت لرفعه)). فلا سلوك من تقوى وورع، وكل مدع ٍ من غير ذلك فهو إما جاهل أو واهم.
لامناص إذن من سلوك أحد السبيلين، الانحطاط والبهيمية، أو الهجرة الكبرى للنفس والتحليق في ملكوت السماوات، هو طريق الانبياء، والأولياء، ومقام التوحيد الحقيقي، والتصديق العملي.
فلابدّ أن تشمّر السواعد والهمم، والمتابعة بإصرار وذرف الدموع والتضرع والأنين، والإلحاح في طرق الباب حتى يفتح، مع الإلتفات الى العجز والمسكنة، والتصميم الفعلي على طلب الهداية مع اليقين أنّ الله لا يترك السالك دون هداية" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".
لكي لا تهترء الروح
يتسابق الناس حثيثا لإصلاح أمورهم الحياتية، والتماس السعادة في جميع شئونها، بل ويتسارعون في اقتناء الزخارف الدنيوية التي تزيد من رفاهيتهم وراحتهم الجسدية والمعاشية، حتى أضحت الشغل الشاغل لهم، والهمّ الذي يؤرق ويسلب لذيذ الكرى من أعينهم، كيف لا وقد باتت مقاييس بني الانسان، تقيس الكرامة والعزة، والشرف والإيمان بثرمومتر المادة، وحجم الأرصدة البنكية.
هي قيود العصر التي كبلت الفرد بأصفادها، وطوقته بقيمها الحيوانية السطحية، فإلى الآن لم يدرك الانسان المعنى الحقيقي للسعادة، والخلود الابدي. ولم تعد تهمنا قوافل السالكين الوالهين للوصول للصفات العليا الكمالية، وانتهوا الىغاية عالم الإمكان، وطافت أرواحهم أطباق السماوات، مصطبغة بصبغة العبودية، وتسربلوا الذل، وارتدوا رداء العز والإقرار بذات الحق المتعال. وهم كما وصفهم جلّ وعلا( ليس بينهم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء). فكان لهم مالم يكن إلا للنفوس الكاملة، التي تزهد عن وطئ الشبهات، وتخطت عقبات الشهوات، ولم يبالوا بتدبير البدن، وهاموا الأرجاء للاهتداء إلى قائد الروح، الآخذ بالأيدي الى سبيل الكمال، هو النظر بالعينين لا الواحدة، والاستماع بكلتا الاذنين للتتشرب الموعظة وتطأ بها ساحة القدس. وينالوا ما أعدّه الله للمخلصين( أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم غيري).
فحياتنا هي بمقدار ما نمنحه لروحنا من فكر، فإذا ما عملنا بالفكرة ورثنا حبّ السمو والتألق، فتضاء القلوب بلطفه تعالى، وتغشيها الحكمة والفطنة، ومعرفة الأمور كما هي، والحقائق بماهيتها.
إنهم ثلة مزقوا ثياب الرياء إربا إربا( كما عبروا عن ذلك في عشقهم)، وتصارعوا مع الأهواء فصرعوها، وعرفوا أن عبوديته هي التسليم للإرادة الحكيمة للذات الإلهية، فاستثناهم " إلا عباد الله المخلصين" وكان خلوصهم نقياً من شوائب الشرك، وأدران الشك، فأدنى ما يعطيهم الله جلّ وعلا، اعفاءهم من حساب الحشر الآفاقي في تلك العرصة" فإنهم محضرون* إلا عباد الله المخلصين" . فهذه الطائفة قد عبرت القيامة العظمى وهو ميدانها الانفسي، وأدّت حسابها فيه، فلا حاجة لمحاسبتها أمام الملأ. كما أنهم ليسوا كسائر الناس ينالون ثوابهم على قدر أعمالهم، إنما ينالون من الإكرام واللطف ما لا يدركه العقل، جزاءً لعملهم" وما تجزون الا ما كنتم تعملون* إلا عباد الله المخلصين" أجهدوا أنفسهم بالرياضات الروحية، والمجاهدات القاسية، حتى تحصلوا لذروة عوالم التكوين، ومما لهم من عظيم المرتبة وكريم المنزلة، ورفعة المقام هو تنزيههم للذات القدسية بالصورة اللائقة بساحة قدسه" سبحان الله عمّا يصفون* إلا عباد الله المخلصين" . فشأنهم ليش شأنية العموم من ضلال الطريق، وخبط السبيل، ولم تكن غايتهم الكشف والكرامات، أو إخبار عن غيب أو طي أرض، أو اطلاع على المضمرات والسرائر، إنما روحهم سمت ورقت واعتلت وتسنمت الآفاق، فكان الهدف بسموها، والغاية برمتها، والتي لا يبلغها العلماء إلا بعد اللتيا والتي، ((يقال: إن تلامذة المرحوم بحر العلوم(رض) رأوه يوما يبتسم، فسألوه عن السبب، فأجاب: اليوم، وبعد خمس وعشرين سنة من المجاهدة، نظرت الى نفسي فرأيت أن أعمالي لم يعد فيها رياء، وإنني وفقت لرفعه)). فلا سلوك من تقوى وورع، وكل مدع ٍ من غير ذلك فهو إما جاهل أو واهم.
لامناص إذن من سلوك أحد السبيلين، الانحطاط والبهيمية، أو الهجرة الكبرى للنفس والتحليق في ملكوت السماوات، هو طريق الانبياء، والأولياء، ومقام التوحيد الحقيقي، والتصديق العملي.
فلابدّ أن تشمّر السواعد والهمم، والمتابعة بإصرار وذرف الدموع والتضرع والأنين، والإلحاح في طرق الباب حتى يفتح، مع الإلتفات الى العجز والمسكنة، والتصميم الفعلي على طلب الهداية مع اليقين أنّ الله لا يترك السالك دون هداية" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".
"عاشقة النور"
تعليق