الشهادة والتشيع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    الشهادة والتشيع

    الشهادة : العاقبة الحسنى
    لقــد دعت سياسة الإمام الحسن المجتبى(ع) الرشيدة ومكانته المتنامية في الأمة معاوية إلى أن يشك في قدرته على مناوأته، واستئثاره بقيادة الأمة ، حيث إنه ما خطى خطوة تُالف قِيَمَ الحق أو مصالح الأمة ، إلاّ وعارضه الإمام واتَّبعته الأمة في ذلك ، ففشلت مساعي معاوية وخابت آماله ، فدبَّر حيلة كانت ناجحة إلى أبعد الحدود ، تلك هي الفتك بحياة الإمام (ع) عن طريق سمٍّ بعثه إلى زوجته . وقد سبق القول : في أن منطق معاوية كان يبرّر له كلّ جريمة ، وكان له جنود من عسل على حدّ تعبيره ، فإذا كره من فرد شيئاً بعث إليه عسلاً ممزوجاً بالسمّ فيقتله بذلك .

    وقد جعل مثل ذلك بالإمام الحسن (ع) مرات عديدة ، فلم يؤثر فيه ، وباءت مساعيه بالفشل . إلا أنه ذات مرة بعث إلى عاهل الروم يطلب منه سمّاً فتَّاكاً ، فقال ملك الروم : إنه لا يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا ، فراسله معاوية يقول : إن هذا الرجل هو ابن الذي خرج بأرض تهامة - يعني رسول اللـه (ص) - خرج يطلب ملك أبيك ، وأنا أُريد أن أدس إليه السمّ ، فأريح منه العباد والبلاد .
    فبعث ملك الروم إلى معاوية بالسمّ الفتاك الذي دسه إلى الإمام (ع) عن طريق جعدة الزوجة الخائنة التي كانت تنتمي إلى أسرة فاجرة ، حيث اشترك أبوها في قتل أمير المؤمنين وأخوها في قتل الإمام الحسين (عليهما السلام ) فيما بعد .

    وفي ذلك النهار حيث كان قد مضى أربعون يوماً أو ستون على سقيه السمّ ، وقد أتمَّ وصاياه التي أوصى بها إلى أخيه الإمام الحسين (ع) ، وعلم باقتراب أجله ، فكان يبتهل إلى اللـه تعالى قائلاً :
    اللـهمّ إني أحتسب عندك نفسي ، فإنها أعز الأنفس عليّ لم أُصَب بمثلها . اللـهمَّ آنس صرعتي ، وآنس في القبر وحدتي ، ولقد حاقت شربته (أيّ معاوية) . واللـه ما وفيَ بما وعد ، ولا صدق فيما قال “ .
    وكان يتلو آياتٍ من الذِّكْرِ الحيكم حين التحق بالرفيق الأعلى سلام اللـه عليه .

    التشييع :
    وقامت المدينة المنورة لتشيع جثمان ابن بنت رسول اللـه (ص) الذي لم يزل ساهراً على مصالحهم قائماً بها أبداً . وجاء موكب التشييع يحمل جثمانه الطاهر إلى الحرم النبويِّ ليدفنوه عند الرسول ، أو ليجددوا العهد معه على ما كان قد وصَّى به الإمام ، فركبت عائشة بغلة شهباء واستنفرت بني أمية وجاؤوا إلى الموكب الحافل بالمهاجرين والأنصار وبني هاشم وسائر الجماهير المؤمنة الثاوية في المدينة فقالت عائشة تصيح :
    يا رُبَّ هيجاء هي خير من دعة !. أيُدفن عثمان بأقصى المدينة ويدفن الحسن عند جدِّه . ثم صرخت في الهاشميين ، نحّوا ابنكم واذهبوا به فإنكم قوم خصمون ..

    ولولا وصية من الحسن (ع) بالغة على الحسين (ع) ، أَلاَّ يُراق في تشييعه ملء محجمةِ دمٍ ، لَمَا ترك بنو هاشم لبني أمية في ذلك اليوم كياناً . ولولا أن الحسين نادى فيهم : اللـه اللـه يا بني هاشم ، لا تضيّعوا وصية أخي ، واعدلوا به إلى البقيع ، فإنه أقسم عليَّ ان أنا مُنعت من دفنه عند جدِّه إذاً لا أُخاصم فيه أحداً ، وأن أدفنه في البقيع مع أُمّه . هذا ، وقبل أن يعدلوا بالجثمان ، كانت سهام بني أمية قد تواترت على جثمان السبط وأخذت سبعين سهماً مأخذها منه .

    وهكذا عاش السبط الأكبر لرسول اللـه (ص) ، نقياً طاهراً مقهوراً مهتضماً ، ومضى شهيداً مظلوماً محتسباً ، فسلام اللـه عليه ما بقي الليل والنهار .

    الإمام الحسن (عليه السلام) قدوة وأسوة .... تأليف آية الله السيد محمد تقي المدرسي
  • غربتي طالت
    • Feb 2012
    • 2981

    #2
    بارك الله بكِ على الطرح القيم
    حياكِ الله

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • الـدمـع حـبـر العـيـون
        • Apr 2011
        • 21803

        #4
        في ميزان حسناتكـ يارب
        ربي يعطيكـ الف ع ـآإآفية
        مودتي وتقديري

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5
          يسلموووووع المرور الطيب
          تقبلي تحياتي

          تعليق

          • حسينية الهوى
            • Oct 2011
            • 435

            #6
            موضوع بقمة الروعه والجمال
            فيض من العطاء القيم
            والانتقاءالراقي
            بانتظار جديدك
            كل الاحترام والتقدير

            تعليق

            • دمعة الكرار
              • Oct 2011
              • 21333

              #7
              جزيت الله كل خير ع المرور الطيب
              تقبلي تحياتي

              تعليق

              • منتظر الاميري
                • Feb 2012
                • 251

                #8
                شكرا على الموضوع القيم والرائع والجميل

                تعليق

                • ** خـادم العبـاس **
                  • Mar 2009
                  • 17496

                  #9
                  شكرا جزيلا لك اختي
                  بارك الله بك

                  تعليق

                  • محب الصدر
                    • Mar 2009
                    • 3783

                    #10
                    شكرا جزيلا اختي الكريمه
                    في ميزان اعمالكِ

                    تعليق

                    • دمعة الكرار
                      • Oct 2011
                      • 21333

                      #11
                      يسلموووع المرور الطيب
                      تقبل تحياتي

                      تعليق

                      • محب الرسول

                        • Dec 2008
                        • 28579

                        #12
                        جزاك الله كل خير
                        بارك الله بك

                        تعليق

                        • دمعة الكرار
                          • Oct 2011
                          • 21333

                          #13

                          تعليق

                          • نور الزهراء
                            • May 2012
                            • 3660

                            #14



                            جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ

                            بآرَكـَ الله فيكـِ عَ آلمَوضوعْ

                            آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ

                            دمْت بـِ طآعَة الله ..}

                            تعليق

                            يعمل...
                            X