المعرفه الجائزة على الذات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    المعرفه الجائزة على الذات

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآله محمد الطيبين الطاهرين


    من دعاء اميرالمؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام
    {اَللّـهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ الّلَيْلِ الْمُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ، وَاَتْقَنَ صُنْعَ الْفَلَكِ الدَّوّارِ في مَقاديرِ تَبَرُّجِهِ،
    وَشَعْشَعَ ضِياءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَاَجُّجِهِ، يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ وَجَلَّ عَنْ مُلاءَمَةِ كَيْفِيّاتِهِ،
    يا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ وَبَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ الْعُيُون َعَلِمَ بِما كانَ قَبْلَ اَنْ يَكُونَ}

    المعرفه الجائزة على الذات
    ان الانسان لايستطع الاحاطه بحقيقه الوقوف على كنهه لا تصوره مستحيل كون الذات الالهيه لا يحاط بها ولا يعرف كنهها
    ولا في الذهن ولا في الخارج لانه مطلق وما يرد في ذهن الانسان محدود حيث لا يمكن للامتناهي ان يحيط به محدود
    او محاط لقوله تعالى (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا )طه 110
    وقال ايضا(وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ )آل عمران30
    إذ لا يمكن لأحد بلوغ تلك المعرفه لاكتناه الذات لأنها مغلقه أمام الانسان قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام
    (لم يطلع العقول على تحديد صفته ولم يحجبها عن واجب معرفته )-خطبه 49
    لكن ذهب المعطله الى عدم معرفه ذات الله والتواصل الى كنهه بواسطه العقل وربما نجد بعض الاحاديث تقارب
    ما يدعون إليه إذ لم نفهم المراد منها كقول
    الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام قال ( إياكم والتفكر في الله ولكن إذا أردتم تنظروا الى عظمه الله فانظروا الى عظم خلقه )(1)
    وعن الامام محمد بن علي الباقرعليه السلام قال: (تكلموا في خلق الله ولا تكلموا في الله فإن الكلام في الله لايزيد إلا تحيراً)(2)
    عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (إن الله يقول "والى ربك المنتهى"النجم 42)قال: اذ انتهى كلام الى الله عزوجل فامسكوا"(3)
    عن ابوعبدالله عليه السلام : "من نظر في الله كيف هو هلك"(4)
    1-الكافي كتاب التوحيد- في النهي عن الكلام عن الكيفيه
    2توحيد الصدوق 454, 67-باب النهي في الكلام والمراء في الله عزوجل
    3-توحيد الصدوق456- 9-باب
    4حق اليقين 46
    وقول الامام علي عليه السلام "الذي لايدركه بعد الهمم ولايناله غوص الفطن" الخطبه الاولى .
    وقوله أيضا"وإنك انت الله الذي لم يتناه في العقل فتكون في مهب فكرها مكيفا ولا في رويات خواطرها فتكون محدودا مصرفأ" الخطبه 89
    وبذات الوقت يقول الامام علي عليه السلام بما يسد الطريق المعطله قوله
    الانف الذكر "لم يطلع العقول على تحديد صفته ولم يحجبها عن واجب معرفته " الخطبه 49 .
    فإذا كانت عقولنا قاصره عن كنه ذات الله فهناك مقدر واجب من المعرفه الممكنة لابد منه.
    أما تصورنا لله المطلق فمن الواضح أنه لايتم حسب إدراكنا العادي لأننا محاطون بظواهر
    جسمانية وقيود زمانيه ومكانيه وأفكارنا محصوره بنوع من التفكير يستحيل علينا إدراك موجود خال من قيد أو شرط
    فالمعروفه ممكنه والإكتناه محال ,كما لا يخفى ان من شروط البحث "امكانيه البحث" أي ان يكون البحث في موضوع
    تستحيل معالجته لعدم القدره على ذلك كمعرفه حقيقه الذات الالهية لانها من الامور التي يمتنع اخضاعها للبحث
    لاستحاله الوصول الى نتجيه مطلوبه كونها فوق مستوى الادراك العقلي ,رغم ذلك فباب المعرفه مفتوح معرفه الله بوجه
    لا جميع الوجوه لانها إذا كانت جميع الوجوه صارت إكتناهيه وهي ممتنعه فلا يمكن ان نقف على ذاته وكنهه وحقيقته
    "يامن لا يعرف ما هو إلا هو "كلما نذكر ابيات لكم ما ينسب للامام علي عليه السلام
    قد كنت يا سيدي بالقلب معروفا ,, ولم تزل سيدي بالحق موصوفا
    وكنت إذ ليس نور يستضاء به ,,ولا ظلام على الآفـاق معكوفا
    فـربتنا بخلاف الخلق كلهم وكل ,,ما كان في الأوهـام معروفا



    الذات الإلهيه

    عندما نتحدث عن الذات الإلهيه نريد إبانه ما ورد إلينا من الكتاب السنه الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته المعصومين
    وما حكمه العقل بإمضاء وتأييد الشارع المقدس
    إن الله تعالى لايرى بحاسه البصر ولافي الدينا ولافي الآخره . ذلك لأن الذي نراه لابد أن يكون جسما(1)
    ويشار إليه وفي جهة المقابله وله صورة وشكل وكان والله سبحانه منزه عن جميع ذلك ولان المرئي محاط بالنظر
    ضرورة والله محيط فلا يكون محاطا وكل ذلك وكل ذلك من لوازم الجسميه والله أظهر الموجودات وأجلاها ,فلو تأملت
    حواس الإنسان تجدها قاصره فحاسه البصر لاترى النمل على بعد اميال مثلا إلإنها تستطيع الرؤيه لغايه منظورها ولكن
    نستطيع ذلك باستعمال الناظور لرؤيه الاماكن البعيده .
    كذلك الحيونات الصغيرة في برك الماء والجراثيم فإننا لانستطيع رؤيتها إلا بالمجهر وتطلع الى السمع تجده قاصرا ,
    لان الاذن تسمع الهزات من خمس الى عشرين الف فالذي ينقص عن ذلك لا تسمعه وما زاد يشق طبله الاذن والانسان
    لا يشم رائحه السكر مع ان الذباب والنمل يشمها ويسرع إليها عن بعد.
    (1) الجسم يفتقر للمكان والعرض يفتقر للجسم كاللون يفتقر للجسم ليعرض عليه لانه ممكن
    وكذالك العقل لا يستطيع ان يرسم أكثر من صوره واحدة فيه بن واحد وحتى الخيال ,
    فلا يستطيع تخيل شيْ وليس له وجود في الكون . فأننا لا نستطيع تخيل رائحه حمراء ,
    والسمك في البحر لايستطيع تخيل عالم البر الا اذ أخرج في حوض ماء مثلا ,والانسان لا يستطيع تخيل صورا ليس لعالمها وجود .
    فالثور المجنح تشكيل في الكون فالجناح موجود والثور موجود في الكون ولا شيْ جديد قد قام بتوسيعه الخيال
    فالوهم قاصر أيضا فكيف تستطيع عقولنا القاصره ان تدرك الله سبحانه .ان السبب لشيئين



    1-خفائه في نفسه أو غموضه وهذا الادعاء غير مقنع ان يختفي بلا سبب
    2-ما يتناهى وضوحه بحيث ان هذا الوضوح هو الذي حجبه عنا والحقيقه تقر بذلك لاننا اذ تأملنا الخفاش وهو يبصر
    في الليل ولا يبصر في النهار ليس النهار غامض وغير واضح او معدوم ولكن السبب هو شده وضوح النهار وجلائه.
    ولكن حقيقة طبيعة الخفاش هو انسجامه مع الليل وعدم انسجامه في النهار بعكس احداق العيون البشريه فأن بصر الخفاش
    ضعيف يبهره نور الشمس فإذا ظهر النور قوي فمع سبب ضعف بصره جعل من ذلك سببا لإمتناع رؤيه لضوء النهار
    فلا يرى شيئا إلا إذا امتزج الظلام بالنور وضعف ظهور الضوء مع العلم أن الرؤيه تتم تحت شروط
    وهي الضوء أو عدم وجود الحاجب والشفافيه
    فكذلك الحال بالنسبه الى عقولنا وأبصارنا ان الجمال الحضره الإلهية كما بين بعض العلماء
    في نهايه الاشراق والاستنارة وفي غايه الاستغراق والشمول حتى صار ظهور ووضوحه سببا لخفائه .
    1_قال تعالى " ليس كمثله وهو السميع البصير "(الشورى 11) أي انه موجود مجرد من المادة.
    2_عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال" لا جسم ولاصوره وهو مجسم الاجسام ومصور لم يتجرأ ولو يتناه ولم يتزايد ولم يتناقص"(1)
    3_وعن الصادق عليه السلام انه قال للزنديق سأله ما هو ؟ قال عليه السلام"هوشيء بخلاف الاشياء.
    أرجع بقولي "شيء" الى إثبات معنى وأنه شيء الشيئيه غير أنه لاجسم ولاصورة(2)
    4-وعن الامام الصادق عليه السلام قال: "من زعم أن الله في شيء ومن شيء فقد أشرك ,لو كان الله عزوجل على شيء
    لكان محمولا ولو كان في شيء لكان محصورا ولو كان من شيء لكان محدثا"(3)
    (1)توحيد الصدوق ص 98- باب انه جسم ولاصورة
    (2) توحيد الصدوق ص 140 – باب تبارم وتعالى شيء
    (3)توحيد الصدوق ص178-9 باب نفي الزمان والمكان والحركه عنه تعالى
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    جزاك الله كل خير
    بارك الله بك

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • غربتي طالت
        • Feb 2012
        • 2981

        #4
        بارك الله بكِ على الطرح القيم
        حياكِ الله اختي الغالية

        تعليق

        • الـدمـع حـبـر العـيـون
          • Apr 2011
          • 21803

          #5
          بارك الله فيك مجهود اكثر من رائع
          دمتي بالف صحه وعافيه
          تقبلي مروري

          تعليق

          • دمعة الكرار
            • Oct 2011
            • 21333

            #6
            عطرتم موضوعي بمروركم الطيب
            تقبلوووو تحياتي

            تعليق

            يعمل...
            X