بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) سورة الواقعة
«أ فرأيتم النار التي تورون» أي تستخرجونها و تقدحونها بزنادكم من الشجر «أ أنتم أنشأتم شجرتها» التي تنقدح النار منها أي أ أنتم أنبتموها و ابتدأتموها «أم نحن المنشئون» لها فلا يمكن أحدا أن يقول أنه أنشأ تلك الشجرة غير الله تعالى و العرب تقدح بالزند و الزندة و هو خشب يحك بعضه ببعض فتخرج منه النار و في المثل في كل شجر نار و استمجد المرخ و العفار «نحن جعلناها تذكرة» أي نحن جعلنا هذه النار تذكرة للنار الأخرى الكبرى فإذا رآها الرائي ذكر جهنم و استعاذ بالله منها عن عكرمة و مجاهد و قتادة و قيل معناه تذكرة يتذكر بها و يتفكر فيها فيعلم أن من قدر عليها و على إخراجها من الشجر الرطب قدر على النشأة الثانية «و متاعا للمقوين» أي و جعلناها بلغة و منفعة للمسافرين عن ابن عباس و الضحاك و قتادة يعني الذين نزلوا الأرض القي و هو القفر و قيل للمستمتعين بها من الناس أجمعين المسافرين و الحاضرين عن عكرمة و مجاهد و المعنى أن جميعهم يستضيئون بها من في الظلمة و يصطلون من البرد و ينتفعون بها في الطبخ و الخبز و على هذا فيكون المقوي من الأضداد فيكون المقوي الذي صار ذا قوة من المال و النعمة و المقوي أيضا الذاهب ماله النازل بالقواء من الأرض فالمعنى و متاعا للأغنياء و الفقراء و لما ذكر سبحانه ما يدل على توحيده و إنعامه على عبيده قال «فسبح باسم ربك العظيم» أي فبرىء الله تعالى مما يقولونه في وصفه و نزهه عما لا يليق بصفاته و قيل معناه قل
سبحان ربي العظيم فقد صح عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه لما نزلت هذه الآية قال اجعلوها في ركوعكم.
مجمع البيان
تعليق