حفظ اللسان من مظاهر الإيمان..
للحاج صالح إبراهيم الرفيعي.
عن الامام الصادق عليه السلام قال: (كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا، قولوا للناس حسناً واحفظوا ألسنتكم وكفوا عن الفضول وقبح القول)
واللسان هذا العضو العضلي الصغير الذي خلقه الله جل شأنه للإنسان عظيم الخلق بانتظامه كسائر أعضاء الجسد التي حباها الله تعالى بدقة العمل والتنظيم، وكلها من نعم الباري على الإنسان العاقل الوفي، الذي يتذكر دائماً أنعم الله عليه كما ذكرها مولانا الإمام سيد الساجدين علي بن الحسين عليه السلام، حين قال في الصحيفة السجادية: (ومن أعظم النعم علينا جريان ذكرك على ألسنتنا وإذنك لنا بدعائك وتنزيهك وتسبيحك). ولهذا اللسان محاسن جمة، ومصير محترم لصاحبه، حين يكون ملتزماً بأوامر الله ونواهيه، بالمنطق الصحيح والذكر الحسن للناس مستخدماً الوصف الصادق والمنبعث من القلب لمحاسن أخيه المؤمن وعدم ذكر عيوبه ونصحه باجتناب الكذب والرياء والغش.
قال نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): (تقبّلوا لي ست خصال أتقبل لكم الجنة: إذا حدثتم فلا تكذبوا، وإذا وعدتم فلا تخلفوا، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا، وغضّوا أبصاركم واحفظوا فرجوكم، وكفّوا أيديكم وألسنتكم).
الظاهر المؤكد من أقوال الرسول العظيم وأقوال الأئمة الهداة الميامين عليهم السلام على أهمية مسك هذا اللسان عن عيوب الآخرين فأنها صدقة يتصدّق بها على نفسه وربط ذلك بالإيمان بأن لا يعرف العبد حقيقة الإيمان حتى يخزن لسانه وخير التعبير هو ما عبره عنه شهيد الربذة أبو ذر الغفاري رحمه الله، حين قال: "يا مبتغي العلم أن هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك و ورقك".
وللسان وجوب الصمت لأن الصامت يختار القول المدروس لينطق بالسليم الأفضل عكس المهذار الذي يتعثر دون أي اختيار لما يقول، وله سقطات قد تخزيه إضافة إلى تعرضه ربما لمصير قد لا يرضيه، وخير ما عبر أيضاً عن هذا الموقف مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام حين يقول: (جمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام)، وكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، واللسان المتعثر المنطلق على هواه تكثر خطاياه وتزداد مشاكله مع الناس جرّاء تدخله فيما لا يعنيه وربما لتهكمه على الناس، دون احترام مشاعرهم وخرقه لقوانين الأدب والعرف، دون أن يعلم بأن من كف لسانه ستر الله عورته.
وهذا أمير المؤمنين يؤكد مرة أخرى حين يقول: (كذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة، اجتنب الغيبة فإنها إدام كلاب النار).
ولكي يكون المؤمن على الطريق المستقيم محبوباً من قبل المسلمين يستفيدون من علمه وأقواله وحكمه فليجعل لسانه دائماً يسلك سلوك الخير والمحبة والصدق والدعوة للمعروف والنهي عن المنكر ويبتعد عن كل قول مخالف دائماً، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أقربكم مني غداً وأوجبكم علي شفاعة أصدقكم لساناً وأداكم للأمانة وأحسنكم خلقاً واقربكم من الناس).
وإذا كان الإنسان مخبوءا تحت طيّ لسانه لا تحت طيلساته - كما ذكر أمير المؤمنين عليه السلام - فإننا مدعوون للالتزام بالصمت في اللحظات التي نفقد فيها السيطرة على أنفسنا لكي لا تخرج من أفواهنا ألفاظ قد توجب لنا الندم الطويل ولنا أن نتأمل لحظات الغضب التي مرت بكلّ منا في تجارب حياته الماضية إن نستعيد ما نطقت به ألسنتنا في تلك اللحظات وما ترتب على ذلك من أمور قادت الى الوصول بعلاقتنا مع أنفسنا ومع الآخرين إلى درجة لا تحمد عقباها وكلّ ذلك لأننا لم نتمسك بالقاعدة الذهبية التي تدعو إلى صون ألسنتنا من الزلل و الخطل لحظة الغضب وفقدان السيطرة على الذات في لحظات معينة نمرّ بها.

للحاج صالح إبراهيم الرفيعي.
عن الامام الصادق عليه السلام قال: (كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا، قولوا للناس حسناً واحفظوا ألسنتكم وكفوا عن الفضول وقبح القول)
واللسان هذا العضو العضلي الصغير الذي خلقه الله جل شأنه للإنسان عظيم الخلق بانتظامه كسائر أعضاء الجسد التي حباها الله تعالى بدقة العمل والتنظيم، وكلها من نعم الباري على الإنسان العاقل الوفي، الذي يتذكر دائماً أنعم الله عليه كما ذكرها مولانا الإمام سيد الساجدين علي بن الحسين عليه السلام، حين قال في الصحيفة السجادية: (ومن أعظم النعم علينا جريان ذكرك على ألسنتنا وإذنك لنا بدعائك وتنزيهك وتسبيحك). ولهذا اللسان محاسن جمة، ومصير محترم لصاحبه، حين يكون ملتزماً بأوامر الله ونواهيه، بالمنطق الصحيح والذكر الحسن للناس مستخدماً الوصف الصادق والمنبعث من القلب لمحاسن أخيه المؤمن وعدم ذكر عيوبه ونصحه باجتناب الكذب والرياء والغش.
قال نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): (تقبّلوا لي ست خصال أتقبل لكم الجنة: إذا حدثتم فلا تكذبوا، وإذا وعدتم فلا تخلفوا، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا، وغضّوا أبصاركم واحفظوا فرجوكم، وكفّوا أيديكم وألسنتكم).
الظاهر المؤكد من أقوال الرسول العظيم وأقوال الأئمة الهداة الميامين عليهم السلام على أهمية مسك هذا اللسان عن عيوب الآخرين فأنها صدقة يتصدّق بها على نفسه وربط ذلك بالإيمان بأن لا يعرف العبد حقيقة الإيمان حتى يخزن لسانه وخير التعبير هو ما عبره عنه شهيد الربذة أبو ذر الغفاري رحمه الله، حين قال: "يا مبتغي العلم أن هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك و ورقك".
وللسان وجوب الصمت لأن الصامت يختار القول المدروس لينطق بالسليم الأفضل عكس المهذار الذي يتعثر دون أي اختيار لما يقول، وله سقطات قد تخزيه إضافة إلى تعرضه ربما لمصير قد لا يرضيه، وخير ما عبر أيضاً عن هذا الموقف مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام حين يقول: (جمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام)، وكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، واللسان المتعثر المنطلق على هواه تكثر خطاياه وتزداد مشاكله مع الناس جرّاء تدخله فيما لا يعنيه وربما لتهكمه على الناس، دون احترام مشاعرهم وخرقه لقوانين الأدب والعرف، دون أن يعلم بأن من كف لسانه ستر الله عورته.
وهذا أمير المؤمنين يؤكد مرة أخرى حين يقول: (كذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة، اجتنب الغيبة فإنها إدام كلاب النار).
ولكي يكون المؤمن على الطريق المستقيم محبوباً من قبل المسلمين يستفيدون من علمه وأقواله وحكمه فليجعل لسانه دائماً يسلك سلوك الخير والمحبة والصدق والدعوة للمعروف والنهي عن المنكر ويبتعد عن كل قول مخالف دائماً، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أقربكم مني غداً وأوجبكم علي شفاعة أصدقكم لساناً وأداكم للأمانة وأحسنكم خلقاً واقربكم من الناس).
وإذا كان الإنسان مخبوءا تحت طيّ لسانه لا تحت طيلساته - كما ذكر أمير المؤمنين عليه السلام - فإننا مدعوون للالتزام بالصمت في اللحظات التي نفقد فيها السيطرة على أنفسنا لكي لا تخرج من أفواهنا ألفاظ قد توجب لنا الندم الطويل ولنا أن نتأمل لحظات الغضب التي مرت بكلّ منا في تجارب حياته الماضية إن نستعيد ما نطقت به ألسنتنا في تلك اللحظات وما ترتب على ذلك من أمور قادت الى الوصول بعلاقتنا مع أنفسنا ومع الآخرين إلى درجة لا تحمد عقباها وكلّ ذلك لأننا لم نتمسك بالقاعدة الذهبية التي تدعو إلى صون ألسنتنا من الزلل و الخطل لحظة الغضب وفقدان السيطرة على الذات في لحظات معينة نمرّ بها.

تعليق