بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.
قال الله في كتابه الكريم{ألم,ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين}
الهدى في لغة العرب:
هو كل مايدل على سبيل النجاة ويدل على الخير والسعادة.
قال تعالى{أني أنست نارا لعلي ءاتيكم منها بقبس وأجد على النار هدى}
سؤال.....
أذا كان الهدى هذا معناه.أذا القرآن الكريم هدى لكل أحد,فلماذا صرح تعالى بقوله{هدى للمتقين}.ولم يعم بذلك كل البشر؟؟
ملاحظة
نحن نعتقد أن القرآن الكريم,كتاب للبشرية كافة وهو خالد بخلود الدهر).
الأجابة على السؤال.من خلال بيان ثلاث نقاط.
1) الباب الأول:ماهي التقوى التي وصف بها تلك الفئة والتي كان الأنسان هاديا لها؟؟
علما أن التقوى بمعناها اللغوي مأخودة من الوقاء.
2) الباب الثاني:على ضوء هذا البيان يتضح أن التقوى ملكة ليست لجهة دون جهه,يحملها كل أنسان سواء كان مؤمن أوكافر,يحملها كل أنسان أيا كانت أتجاهاته,ديانته,أو مذهبه.
3) الباب الثالث:الله سبحانه وتعالى عندما خلق هذا الكون خلقة على ثلاثة أنماط:
1-على أساس العقل.الأنسان بكل قومياته.
2-على أساس النفس والحس.
النفس أختص بها الحيوان,والحس أختص بها النبات.
3-على أساس الجمود والسكون.الجمادات كالجبال وغيرها.
القسمان الأوليان.ذي العقل والنفس والحس,فطرهما الله على قاعدتين:
1-الأفتقار والضعف والحاجة.
2-حب الكمال والتطور وحب سد النقص والعوز سواء كان ماديا او معنويا.
مثال ذلك:
أزرع نبته في غرفة مظلمة,وأفتح كوة(ثقب) ناحية ضوء الشمس,هنا ستتجه هذه النبته نحو هذا الضوء النافذ من هذه الكوة,لماذا؟؟!!
لأنها تدرك بالفطرة أن كمالها بجذورها,لذلك هي تحتاج لذلك الضوء لتحيا طلبا للكمال وسدا للنقص.
قال الله تعال:{ومامن ذابة في الأرض الا على الله رزقها}.
وبما أن الأنسان سيد المخلوقات,فطره الله ناقصا,ضعيفا,فقيرا على مستوى كل شيئ وأوجد فيه حب الكمال,وبغض النقص,فتحرك أنطلاقا لتلك الفطرة,فطلب الكمال العلمي,وأعتبر الجهل نقص,وطلب الكمال على مستوى الماديات.
مثلا: طور الحياة من الكهوف الى ناطحات السحاب.
ومن الدواب الى وسائل النقل الحديثة.
وعلى ذلك فأن الملكة التي تسيره هي ملكة التقوى,فهي رأس الكمالات الفكرية والعقلية والكمال الروحي.
وبما أن القرآن قد ضم بين دفتيه كل الوسائل التي لوأخذت بعين الأعتبار لضمنت للأنسان كل وسائل الكمال التي توصله الى الذروة.
أذا فعلى ضوء ذلك,أن المتقي هو أنسان موضوعي هادف ليس بأنسان جدلي منازع متعصب,لهذه الأيضاحات كان القرآن هدى للمتقين.
{ذلك الكتاب لاريب فيه}
أي لاشك فيه بأنه كله خير وصلاح.
والمتقي حين الجدل يقول:{قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين}.
ولذا تترتب هذه الأثار الكريمة.
-المتقين:
{الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة}.
غير المتقين:
{ولقد درءنا لجهنم كثيرا من الجن والأنس لهم قلوب لايفقهون بها وأذانا لايسمعون بها..أولئك كالأنعام بل هم أضل }.
مثال للتقوى.
النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.خرج مودعا جيشه في أحدى الغزوات,وفي رجوعه وجد أمرأة ميتة على قارعة الطريق,فأستعبر وبكى,فقال:{ماكان لهذه أن تقتل}.فأمر بأرجاع الجيش ثم صعد خطيبا ومن جملة ماأمر به أن لايقتلوا شيخا كبيرا,ولاطفلا صغيرا,ولاأمرأة,ولايحرقوا الزرع,ولايقتلوا الدواب,وأن لايقتلوا من لم يتعرض لهم.
وأيضا نحن لدينا أمثلة كثيرة تدل على عظم التقوى وعظمها في نفوس أبناء الأسلام المخلصون.
فنحن لدينا ملحمة بطولية لم يسبق للتأريخ بأن يستأثر بمثلها,وبمثل أبطالها.
فمعركة كربلاء,غنية وحافلة بالعظات والأحكام التي تواكب العقيدة.
نعطي أمثلة جمة للتقوى والأيثار والتضحية:
فذلك الحر بن يزيد الرياحي,الذي لزم جيش الأمام الحسين عليه السلام وأصحابه,لمنعه من دخول الكوفة أو الرجوع للمدينة,ألى أن قال له الحسين عليه السلام:ثقلتك أمك ياحر.
فأجابه الحر الذي كان محارا بنفسه,بأن لو كان القائل غير الأمام الحسين,لما ترك ذكر أمه بالثقل,وذلك لعلمه السابق بمكانة الحسين عليه السلام,ومكانة أمه البضعة الزهراء سلام الله عليها.
لذلك نجده يحدث نفسه قائلا
أن نفسي تخبرني بين الجنة والنار,وهيهات أن أختار على الجنة شيئا)
فنراه قد أنسل بمجموعة ممن كانوا معه من معسكر الضلال بعدما أنقشعت سحابة الباطل من على أعينهم ليكونوا حيث الحق,حيث معسكر الحسين عليه السلام.
فصاح مخاطبا للحسين سلام الله عليه,بعدما أجرى العبرة طالبا التوبة(أبا عبدالله ,أنا صاحبك الذي جعجعت بك في الطريق,أنا صاحبك الذي روعت قلوب الفاطميات,فهل تتوب علي)
فقال له الحسين عليه السلام من أن التوبة تكون عند الله.
فمثل الحر بين يديه عليه السلام وقاتل حتى قتل,وحينما سقط على الأرض ذهب له الحسين عليه السلام فمسح الرمل من على وجهه وقال له:
{رحمك الله ياحر,كنت حرا في الدنيا,وحرا في الأخرة}
هذه نماذج لونت صفحات التأريخ,ولب الضمير الأنساني,لتخبرنا عن مدى الأيمان ومدى التقوى الذي ساقها نحو الشهادة,فجزاها الله خيرا وأرضاها بنعيم جناته.
للشيخ عبد العظيم الكندي.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.
قال الله في كتابه الكريم{ألم,ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين}
الهدى في لغة العرب:
هو كل مايدل على سبيل النجاة ويدل على الخير والسعادة.
قال تعالى{أني أنست نارا لعلي ءاتيكم منها بقبس وأجد على النار هدى}
سؤال.....
أذا كان الهدى هذا معناه.أذا القرآن الكريم هدى لكل أحد,فلماذا صرح تعالى بقوله{هدى للمتقين}.ولم يعم بذلك كل البشر؟؟
ملاحظة

الأجابة على السؤال.من خلال بيان ثلاث نقاط.
1) الباب الأول:ماهي التقوى التي وصف بها تلك الفئة والتي كان الأنسان هاديا لها؟؟
علما أن التقوى بمعناها اللغوي مأخودة من الوقاء.
2) الباب الثاني:على ضوء هذا البيان يتضح أن التقوى ملكة ليست لجهة دون جهه,يحملها كل أنسان سواء كان مؤمن أوكافر,يحملها كل أنسان أيا كانت أتجاهاته,ديانته,أو مذهبه.
3) الباب الثالث:الله سبحانه وتعالى عندما خلق هذا الكون خلقة على ثلاثة أنماط:
1-على أساس العقل.الأنسان بكل قومياته.
2-على أساس النفس والحس.
النفس أختص بها الحيوان,والحس أختص بها النبات.
3-على أساس الجمود والسكون.الجمادات كالجبال وغيرها.
القسمان الأوليان.ذي العقل والنفس والحس,فطرهما الله على قاعدتين:
1-الأفتقار والضعف والحاجة.
2-حب الكمال والتطور وحب سد النقص والعوز سواء كان ماديا او معنويا.
مثال ذلك:
أزرع نبته في غرفة مظلمة,وأفتح كوة(ثقب) ناحية ضوء الشمس,هنا ستتجه هذه النبته نحو هذا الضوء النافذ من هذه الكوة,لماذا؟؟!!
لأنها تدرك بالفطرة أن كمالها بجذورها,لذلك هي تحتاج لذلك الضوء لتحيا طلبا للكمال وسدا للنقص.
قال الله تعال:{ومامن ذابة في الأرض الا على الله رزقها}.
وبما أن الأنسان سيد المخلوقات,فطره الله ناقصا,ضعيفا,فقيرا على مستوى كل شيئ وأوجد فيه حب الكمال,وبغض النقص,فتحرك أنطلاقا لتلك الفطرة,فطلب الكمال العلمي,وأعتبر الجهل نقص,وطلب الكمال على مستوى الماديات.
مثلا: طور الحياة من الكهوف الى ناطحات السحاب.
ومن الدواب الى وسائل النقل الحديثة.
وعلى ذلك فأن الملكة التي تسيره هي ملكة التقوى,فهي رأس الكمالات الفكرية والعقلية والكمال الروحي.
وبما أن القرآن قد ضم بين دفتيه كل الوسائل التي لوأخذت بعين الأعتبار لضمنت للأنسان كل وسائل الكمال التي توصله الى الذروة.
أذا فعلى ضوء ذلك,أن المتقي هو أنسان موضوعي هادف ليس بأنسان جدلي منازع متعصب,لهذه الأيضاحات كان القرآن هدى للمتقين.
{ذلك الكتاب لاريب فيه}
أي لاشك فيه بأنه كله خير وصلاح.
والمتقي حين الجدل يقول:{قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين}.
ولذا تترتب هذه الأثار الكريمة.
-المتقين:
{الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة}.
غير المتقين:
{ولقد درءنا لجهنم كثيرا من الجن والأنس لهم قلوب لايفقهون بها وأذانا لايسمعون بها..أولئك كالأنعام بل هم أضل }.
مثال للتقوى.
النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.خرج مودعا جيشه في أحدى الغزوات,وفي رجوعه وجد أمرأة ميتة على قارعة الطريق,فأستعبر وبكى,فقال:{ماكان لهذه أن تقتل}.فأمر بأرجاع الجيش ثم صعد خطيبا ومن جملة ماأمر به أن لايقتلوا شيخا كبيرا,ولاطفلا صغيرا,ولاأمرأة,ولايحرقوا الزرع,ولايقتلوا الدواب,وأن لايقتلوا من لم يتعرض لهم.
وأيضا نحن لدينا أمثلة كثيرة تدل على عظم التقوى وعظمها في نفوس أبناء الأسلام المخلصون.
فنحن لدينا ملحمة بطولية لم يسبق للتأريخ بأن يستأثر بمثلها,وبمثل أبطالها.
فمعركة كربلاء,غنية وحافلة بالعظات والأحكام التي تواكب العقيدة.
نعطي أمثلة جمة للتقوى والأيثار والتضحية:
فذلك الحر بن يزيد الرياحي,الذي لزم جيش الأمام الحسين عليه السلام وأصحابه,لمنعه من دخول الكوفة أو الرجوع للمدينة,ألى أن قال له الحسين عليه السلام:ثقلتك أمك ياحر.
فأجابه الحر الذي كان محارا بنفسه,بأن لو كان القائل غير الأمام الحسين,لما ترك ذكر أمه بالثقل,وذلك لعلمه السابق بمكانة الحسين عليه السلام,ومكانة أمه البضعة الزهراء سلام الله عليها.
لذلك نجده يحدث نفسه قائلا

فنراه قد أنسل بمجموعة ممن كانوا معه من معسكر الضلال بعدما أنقشعت سحابة الباطل من على أعينهم ليكونوا حيث الحق,حيث معسكر الحسين عليه السلام.
فصاح مخاطبا للحسين سلام الله عليه,بعدما أجرى العبرة طالبا التوبة(أبا عبدالله ,أنا صاحبك الذي جعجعت بك في الطريق,أنا صاحبك الذي روعت قلوب الفاطميات,فهل تتوب علي)
فقال له الحسين عليه السلام من أن التوبة تكون عند الله.
فمثل الحر بين يديه عليه السلام وقاتل حتى قتل,وحينما سقط على الأرض ذهب له الحسين عليه السلام فمسح الرمل من على وجهه وقال له:
{رحمك الله ياحر,كنت حرا في الدنيا,وحرا في الأخرة}
هذه نماذج لونت صفحات التأريخ,ولب الضمير الأنساني,لتخبرنا عن مدى الأيمان ومدى التقوى الذي ساقها نحو الشهادة,فجزاها الله خيرا وأرضاها بنعيم جناته.
للشيخ عبد العظيم الكندي.
تعليق