الليرة الذهبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    الليرة الذهبية

    الليرة الذهبية

    يُحكى أنَّ رجلاً ميسوراً ، كان له ولد وحيد ، بالغت أمُّهُ في تدليله والخوف عليه ، حتى كبر ، وأصبح شابَّاً ، لايتقن أيَّ عمل ، ولا يجيد سوى التسكع في الطرقات ، واللهو واقتراف الملذَّات ، معتمداً على المال الذي تمنحه إيَّاه أمُّهُ خفيةً ، ودون علم والده !

    وذات صباح ، نادى الأب ولده ، وقال له :
    كبرت يابني ، وصرتَ شابَّاً قويَّاً ، ويمكنك ، منذ اللحظة ، الاعتماد على نفسكَ ، وتحصيل قوتِكَ بِكَدِّكَ وعرق جبينك .

    قال الابن محتجَّاً :
    - ولكنني لا أتقنُ أيَّ عملٍ ياأبي !

    قال الأب :
    يمكنك أن تتعلَّم .. وعليكَ أن تذهب الآن إلى المدينة وتعمل .. وإيَّاكَ أن تعود منها قبل أن تجمع ليرةً ذهبيةً ، وتحضرها إليَّ !

    خرج الولد من البيت ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به أمُّه ، وأعطته ليرة ذهبية ، وطلبت منه أن يذهب إلى المدينة ، ويعود منها في المساء ، ليقدِّم الليرة إلى والده ، ويدَّعي أنَّهُ حصل عليها بعمله وكَدِّ يده !

    وفعل الابن ماطلبت منه والدته ، وعاد مساءً يحمل الليرة الذهبية ، وقدَّمها لوالده قائلاً :
    لقد عملتُ ، وتعبتُ كثيراً حتى حصلت على هذه الليرة . تفضل ياأبي !

    تناول الأب الليرة ، وتأملها جيِّداً ثم ألقاها في النار المتأججة أمامه في الموقد ، وقال :
    إنَّها ليست الليرة التي طلبتها منك . عليكَ أن تذهب غداً إلى المدينة ، وتحضر ليرةً أخرى غيرها !

    سكتَ الولد ولم يتكلم أو يحتج على تصرُّف والده !

    وفي صباح اليوم الثاني ، خرج الولد يريد المدينة ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به أمه ، وأعطته ليرة ثانية ، وقالت له :
    لا تعد سريعاً . امكث في المدينة يومين أو ثلاثة ، ثم أحضر الليرة وقدِّمها لوالدك .

    تابع الابن سيره ، حتى وصل إلى المدينة ، وأمضى فيها ثلاثة أيام ، ثم عاد ، وقدَّم الليرة الذهبية لوالده قائلاً :
    عانيتُ وتعذَّبتُ كثيراً ، حتى حصلتُ على هذه الليرة . تفضَّل ياأبي !

    تناول الأب الليرة ، وتأملها ، ثم ألقى بها بين جمر الموقد قائلاً :
    - إنها ليست الليرة التي طلبتها منكَ .. عليكَ أن تحضر غيرها يابني !

    سكتَ الولد ، ولم يتكلم !

    وفي صباح اليوم الثالث ، وقبل أن تستيقظ الأمُّ من نومها ، تسلل الابنُ من البيت ، وقصد المدينة ، وغاب هناك شهراً بأكمله ، ثمَّ عاد يحمل ليرة ذهبية ، وقد أطبق عليها يده بحرص كبير ، فقد تعب حقَّاً في تحصيلها ، وبذل من أجلها الكثير من العرق والجهد .

    قدَّم الليرة إلى أبيه وهو يبتسم قائلاً :
    أقسم لكَ ياأبي أن هذه الليرة من كدِّ يميني وعَرَقِ جبيني .. وقد عانيت الكثير في تحصيلها !

    أمسك الأب الليرة الذهبية ، وهمَّ أن يُلقي بها في النار ، فهجم عليه الابنُ ، وأمسكَ بيده ، ومنعه من إلقائها ، فضحك الأب ،

    وعانق ولده ، وقال :
    الآن صِرتَ رجلاً ، ويمكنك الاعتماد على نفسكَ يابني ! فهذه الليرة هي حقَّاً ثمرة تعبكَ وجهدك ، لأنَّكَ خفتَ على ضياعها ، بينما سَكَتَّ على ضياع الليرتين السابقتين ...

    فَمَنْ جاءهُ المال بغير جهد ، هان عليه ضياع هذا المال
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    #2
    الله يعطيك العافية ع الطرح الجميل
    تقبل تحياتي

    تعليق

    • الـدمـع حـبـر العـيـون
      • Apr 2011
      • 21803

      #3
      قصة جميلة وفيها حكمه


      تعليق

      • عاشق الامام الحسين

        #4

        تعليق

        • محب الرسول

          • Dec 2008
          • 28579

          #5
          شكرا على المرور العطر

          حياكم الله

          تعليق

          • ** خـادم العبـاس **
            • Mar 2009
            • 17496

            #6
            شكرا لك اخي الكريم
            بارك الله بك

            تعليق

            • صدى الطف
              • Jun 2012
              • 1464

              #7
              تقبل مروري وشكري وتحياتي لقلمك المبدع

              تعليق

              يعمل...
              X