المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا لا أهتم لضرب الزهراء ( عليه السلام ) وهو لا يرتبط بالعقيدة


دمعة الكرار
03-04-2012, 10:52 PM
أنا لا أهتم لضرب الزهراء ( عليها السلام ) وهو لا يرتبط بالعقيدة
يقول البعض : إن ضرب الزهراء ، وإسقاط جنينها ، وكسر ضلعها قضية تاريخية وليست متصلة بالعقيدة . ولهذا فهو لا يهتم لهذا الأمر شخصيا ، فسواء كسر ضلع الزهراء ( عليها السلام ) أم لم يكسر ، فإن ذلك لا يقع في دائرة اهتماماته ، على حد تعبيره ! ! .
ونقول : إننا نلاحظ ما يلي :
1 - إذا كان ذلك لا يقع في دائرة إهتمامات هذا الشخص أو ذاك ، فلماذا هو يحشد الأدلة والشواهد من كل حدب وصوب على نفي هذا الأمر ، أو التشكيك فيه على الأقل ، ولماذا إذا ثارت العاصفة ضده يتراجع ويستعمل التقية ، - كما قال - ويقول كلاما يلائم رأي الطرف الذي يوجه إليه النقد ، ثم يعود لإثارة هذا الأمر من جديد بكل عنف وإصرار ، ويواجه التحديات ، ويثير المشكلات ، بل هو يتهم الآخرين بأنواع التهم لمجرد أنهم سألوه عن رأيه في هذا الأمر وعلة إبدائه علنا وبهذا الشكل ، وفي هذا الظرف ، وفي هذا الزمن بالذات ، فضلا عن أن يعترض عليه فيه ، فيقول : إنهم لا يفهمون ، وبأن طريقتهم غوغائية ، وبأنهم معقدون ، وينطلقون من غرائزهم و . . .
هذا فضلا عن اتهامه لهم بما يعتبر إهدارا لدمهم ، وإغراء للناس بالاعتداء على حياتهم ، وذلك حين يجعلهم في دائرة العمالة للمخابرات الإسرائيلية أو غيرها ؟ ! فضلا عن جعلهم في دائرة الاتهام المستمر ، وخدش اعتبار شخصيتهم المعنوية بذلك .
2 - لماذا لا يتهم لما جرى على الزهراء ؟ ولماذا يكون كسر ضلعها أو إسقاط جنينها سيان بالنسبة إليه . وهل كل قضية مرت في التاريخ لا يصح أن نهتم لها ؟ ! أو أن اللازم أن لا تقع في دائرة اهتماماتنا ؟ ! فلماذا إذن اهتم الأئمة والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبلهم بما يجري على الزهراء ( عليها السلام ) ، وبما يجري على الإمام الحسين ( عليه السلام ) وصحبه في كربلاء ؟ ! ولماذا يهتم هو نفسه بالتذكير بحدث جرى قبل سنوات يحتمل أن يكون له نوع ارتباط به ويعتبره من الشؤون والقضايا الإسلامية الكبرى ، ثم لا يهتم بغيره من نظائره كمجزرة مكة ، وإسقاط الأميركيين للطائرة الإيرانية بركابها الثلاثمائة الأبرياء .
وكذلك لا يهتم بما ربما يعد أخطر قضية مفصلية في تاريخ هذا الإسلام العزيز ، وله ارتباط مباشر وعضوي في مساره العام على جميع الصعد وفي مختلف المجالات ألا وهو ضرب الزهراء ، أو كسر ظلعها .
3 - إن الذين ارتكبوا ما ارتكبوه بحق الزهراء عليها السلام قد تصدوا لأخطر مقام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو مقام الإمامة والخلافة ، وقد قال الشهرستاني : " وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثلما سل على الإمامة في كل زمان " .
ويقول الخضري : إن هذه المسألة كانت " سببا لأكثر الحوادث التي أصابت المسلمين ، وأوجدت ما سيرد عليكم من أنواع الشقاق ، والحروب المتواصلة ، التي قلما يخلو منها زمن ، سواء كان بين بيتين ، أو بين شخصين".
ومن الواضح : أن معرفة هؤلاء الذين أبعدوا أهل البيت عن مقاماتهم ، وأزالوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها وظهور أمرهم ووضوح مدى جرأتهم على الله سبحانه ، وعلى رسوله أمر ضروري ومطلوب لكل مسلم ، لأن ذلك يمس أخطر قضية في تاريخ الإسلام .
وبعبارة أوضح : إن لوازم الحدث هي التي ترتبط بالعقيدة ، وإن لم يكن ذات الحدث يرتبط بها ، فمثلا حينما نقرأ في القرآن عن زوجة لوط عليه السلام : أنها قد وشت بضيوف زوجها لقومها ، الذين يسعون إلى ارتكاب الفاحشة مع الرجال . قد نتعجب ، ونقول : هل يليق بالقرآن أن يؤرخ لقوم لوط في خصوص هذه الخصلة السيئة والدنيئة ؟ ! .


وهل يمكن لأحد أن يقول : إنني لا أهتم شخصيا بهذا الأمر التافه المذكور في القرآن ؟ ! أم أننا نفهم القضية بطريقة أخرى ، فنقول : لو كان الله سبحانه يريد أن " يؤرخ " لقوم لوط ، لكان أرخ لسائر الشعوب كالفينيقيين والكلدان والآشوريين ، والرومان ، والساسانيين ، وغيرهم ، ولكنا رأيناه يتحدث عن كثير من سياساتهم وشؤونهم وما مر بهم من أحداث كبيرة وخطيرة .
ولكن ذلك لم يكن ، فاقتصاره على خصوص هذا الأمر بالنسبة لخصوص قوم لوط يدلنا على أنه سبحانه وتعالى قد أراد لنا أن نستفيد من لوازم الحدث أمورا قد يكون لها مساس بالعقيدة ، أو بالشريعة ، أو بالمفاهيم الأخلاقية والحياتية في أكثر من مجال ؟ ! إننا لا شك سوف نتجه هذا الاتجاه الثاني ، ونبحث عن كل تلك اللوازم ، والحيثيات والمعاني التي أراد لنا القرآن أن نعيشها ، وأن نلتفت إليها في ما حكاه لنا عن امرأة لوط وقومها ، لنستفيد منها المزيد من المعرفة والوعي ، والمزيد من الإيمان ، والمزيد من الطهر والصفاء .
ونجد في هذه القضية أكثر من معنى حياتي هام جدا . لا بد لنا من الإطلاع عليه ، وتثقيف أنفسنا به ، ويكفي أن نشير إلى ما تحمله هذه القصة - بعد الإلفات إلى بشاعة فعلهم ذاك - من تحد قوي ، من قتل المرأة ، والزوجة ، التي لم تكن تملك قدرات علمية ، وفكرية بمستوى ، تتحدى رجلا ، نبيا ، يملك كل القدرات والطاقات ، وخصوصا قدرة التحدي في مجال الإقناع ، وفي أمر يملك الدافع لمقاومته من خلال الدين ، والعقيدة والقداسة والأخلاق ، والعنفوان الإنساني ، حيث كان التحدي له في ضيوفه ( عليه السلام ) ، وفيما يمس الشرف ، والكرامة والدين ، والأخلاق ، والرسالة . . .

مأساة الزهراء عليها السلام ج 1 - العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي

الـدمـع حـبـر العـيـون
03-04-2012, 11:20 PM
http://www.ahbabhusain.com/vb/mwaextraedit4/extra/71.gif

دمعة الكرار
03-04-2012, 11:59 PM
http://im15.gulfup.com/2012-04-03/1333485368416.gif (http://www.gulfup.com/show/Xd02wk1c7hk1) (http://www.gulfup.com/)

محب الرسول
04-04-2012, 02:09 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

على الابداع المتواصل والمواضيع القيمه

بانتظار جديدكم

دمعة الكرار
04-04-2012, 04:34 PM
يسلموووووع المرورالطيب
تقبل تحياتي

محـب الحسين
05-04-2012, 03:41 AM
أحسنتِ اختي العزيزه
جزاكِ الله خير الجزاء

دمعة الكرار
05-04-2012, 10:03 AM
http://im16.gulfup.com/2012-04-03/1333400943572.gif (http://www.gulfup.com/show/X1afjnkp0bax)