خلا النبي الأكرم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله بابنته فاطمة عليها سلام الله.. وقال : كيف أنتِ يا بنيّة.. وكيف رأيتِ زوجكِ ؟!!..
قالت له : يا أبه..!!خير زوجٍ، إلا أنه دخل عليّ نساء من قريش وقلن لي : زوّجك رسول الله من فقير لا مال له..!!فقال لها صلى الله عليه وآله وسلم : يا بنية..!!ما أبوك بفقير ولا بعلك بفقير، ولقد عُرضت عليّ خزائن الأرض من الذهب والفضة، فاخترت ما عند ربي عز جل.
يا بنية..!!لو تعلمين ما علم أبوكِِ، لسمجت الدنيا في عينيك.
والله يا بنية..!!ما ألوتكِِ نصحاً أن زوّجتكِ أقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً.
يا بنية..!!إن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار من أهلها رجلين : فجعل أحدهما أباكِ، والآخر بعلكِ..!!
يا بنية..!!نعم الزوج زوجكِ، لا تعصي له أمراً..!!
ثم صاح بي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي..!!
فقلت : لبيك يا رسول الله..!!
قال : ادخل بيتك، والطف بزوجتك، وارفق بها، فإن فاطمة بضعة مني، يؤلمني ما يؤلمها ويسرني ما يسرها، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما.
قال علي عليه السلام : فوالله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمرٍ، حتى قبضها الله عز وجل.. ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمراً، ولقد كنتُ أنظر إليها فتنكشف عنيّ الهموم والأحزان...!!
قال علي عليه السلام : ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لينصرف، فقالت له فاطمة : يا أبه..!!لا طاقة لي بخدمة البيت، فأخدمني خادماً تخدمني وتعينني على أمر البيت..!!
فقال لها : يا فاطمة..!!أولا تريدين خيراً من الخادم ؟!!..
فقال علي عليه السلام : قولي : بلى..!!
قالت : يا أبه..!!خيراً من الخادم ؟!!..
فقال : تسبّحين الله عز وجل في كل يوم ثلاثاً وثلاثين مرّة، وتحمدينه ثلاثاً وثلاثين مرّة، وتُكبّرينه أربعاً وثلاثين مرّة، فذلك مائة باللسان وألف في الميزان..يا فاطمة..!!إنكِ إن قلتها في صبيحة كلّ يومٍ،كفاكِ الله ما أهمّكِ من أمر الدنيا والآخرة ".

[ اللّهم..!! صلّ على الصدّيقة فاطمة الزهراء الزكية، حبيبة نبيك، وأم أحبائك وأصفيائك، التي انتجبتها وفضلّتها، واخترتها على نساء العالمين.. اللّهم..!! كن الطالب لها ممن ظلمها، واستخفّ بحقها.. اللّهم..!! وكن الثائر لها اللّهم بدم أولادها.. اللّهم..!! وكما جعلتها أم أئمة الهدى، وحليلة صاحب اللواء الكريمة عند الملأ الأعلى، فصلّ عليها وعلى أمها خديجة الكبرى، صلاةً تُكرم بها وجه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقر بها أعين ذريتها، وأبلغهم عني في هذه الساعة أفضل التحية والسلام.... ]
قال أبو محمد عبد الله بن محمد اليمني : فلما انتهيت إلى الصلاة عليه أمسك، فقلت له في ذلك، فقال : لولا أنه دينٌ أمرنا الله أن نبلّغه، ونؤديه إلى أهله، لأحببت الإمساك، ولكنه الدين اكتبه..!!
تعليق