المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقراء ( نحن ) في قبول الآخر !!


محب الرسول
10-04-2012, 03:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.al-hodaonline.com/np/30-3-2010/images/16.jpg
لماذا حين ينعدم الحوار بيننا وتسوء الأمور، نصر على إن تطفو أفكارنا فوق السطح، نغرق ما عداها وندفعها عنا بعيداً، ليصبح الفراغ الذي تقف عليه أقدامنا نتيجة حتمية تشرح أسباب الاستفاضة في التهميش وعدم التقاطع مع الآخر؟
نزداد عناداً ونتصلب في بعض الآراء معتقدين أننا على حق، نلغي الحرية والرأي وأصوات كنا ننادي بها من اجل الاتفاق والسلام، بل حتى ذاكرتنا التي ظلت تعرف أصواتاً كانت تناديها بعمق تلمس يقينها بالسلام، نجدها تتلاشى تغادرنا وترتحل عنا وتتركنا في فراغ، لتصبح المشكلة فقط أننا نشاهد وجوهنا في المرايا والباقي كله يبدو مشوش لا معالم واضحة ترسمه.
إن حدث هذا فلمن نرتحل لو انحنى الطريق وتعرج أمامنا ولم يعد مستقيما لخطواتنا؟ ولمن سيكون مشوارنا إن أضعنا جسور السلام وأعلنا الحرب واكتفينا بداخلنا مهما كان هذا الداخل هشاً ومشوشاً وضعيفاً وعاجزاً عن خلق الاكتمال بذاته.
ليس بالضرورة أن تكون صاحب تجربة قوية ومهمة و وحيدة لتهميش الناس من حولك، فتجربتك مهما كانت لا تختزل العالم كله بك، لا يمكنك أن تصنع هذا ولا نحن أيضا يمكننا أن نختصر تجارب الآخرين، نتخطاها نتلاشاها بتجربتنا وكأن الدنيا كلها خلقت لنا وحدنا.
وحين تعرف قدراتك وتفهم مدى ما تمتلكه من خبرة ستبدو متأكدا من أنك أصبحت تعرف نصف طريقك للنجاح لأنك ستفهم أن عليك الاستفادة من خبرات الناس حولك، وهذه الخبرات تشمل الفهم والمعرفة والعاطفة والعلم والسياسة وكل شيء يسعه العالم وستحاول الاستفادة من الآخرين، إذ لا وجود لحالة تحظر بين إعلان التقبل وبين التقبل نفسه، هو إطار عام أو عنوان عريض نحمله لكنه مبرم من الحقيقة التي هي مختلفة تماما. فليس العلم وليست المعرفة وليست كمية الخبرة والتجربة هي من تصبغ هوياتنا وحدها، ثمة أمر مختلف يعطي بعداً آخر واتساعاً أعمق يستوعب مدركات العالم من حولنا، حتى وان كنا نتحدث للعالم بأوردة متسعة ونملأ الحياة بالخطب الرنانة والمؤتمرات المنعقدة ونتشدق بتنوع الفكرة والنداء بالحريات، انه أمر احتواء الآخر وحقيقة فقرنا في قبوله.
قد لا نقبل الآخر لأنه ندّ لنا ومنافس، وربما مريض، خاطئ ، إنسان معاند، ولا نقبل الآخر لأنه مختلف عنا ولا يوافقنا، لأنه ضعيف، وأيضا يحمل أفكاراً مختلفة، كذلك لأنه من جنس أو هوية أخرى، ولأننا نرى أن لنا حقوقاً وصلاحيات مميزة عنه، ولا نقبله لأنه من جيل وفكر مختلف، أو لأنه يعارضنا ويسبب لنا الأذى ويهدد مكانتنا .
للأسف أحياناً ننفتح على دوائر وأصعدة عدة ومن داخلنا يوجد انغلاق تام وفقر وضياع وميل للتهميش وتفكير نخشى الإعلان عنه خوفا من اللوم، وتبقى شعاراتنا مجرد فلسفات وأحجيات نتمنطق بها، ونلوكها أمام العلن لنخبر الآخرين عن مدى اتساع معارفنا وشمولها، بينما نحن نسيء للآخر الذي يخصنا ويلمس معنا تفاصيل الحياة اليومية التي نعيشها ونفتقر للتحاور معه فنحجمه، نهمشه، نتجاهله، وقد نحجر عليه ونحطمه إن عارضنا أو قدم حجة ودليلاً على خطأنا.
نمارس بانعقاد ندواتنا ومؤتمراتنا طقوساً معتادة ليست بأكثر من بلبلة وضجيج نتغنى به أمام الملأ، ونظن أننا نصلح العالم بمنطق أوجدناه لنلهو عن ضآلة دواخلنا وانعدام التصالح مع النفس. وقد يعود سبب تأخرنا لكوننا لا نحتوي الآخرين بصدق ولا نعترف بوقعهم على وتر الحياة معنا، من العبث أن نصنع بهم ذلك ومن الحمق أن نفعل بأنفسنا، فالآخر صاحب رأي وإن كان مختلفاً عنا، وهو صاحب تجربة وهوية وان كانت اقل منّا، هو كذلك صاحب ضمير، صاحب رؤية مستقلة وصانع مجد وتاريخ وربما له بعد و رؤية وقدرة لوصول الأهداف التي لم نصلها، فلماذا لا نستفيد منه؟ ولماذا لا نندمج معه ونساوي أمره بداخلنا لننهل منه فربما نقفز معه من سلبيات أنفسنا وربما معه نحقق أهدافاً تقترب من مرحلة النضج والاكتمال الذي نطمح له؟ ولماذا نخشاه طالما أساسنا سليم وأرضنا صلبة و نتسلح بالفكر واليقين ونخول العقل ليحكّم خطواتنا حتى لا نضيع الطريق؟
نتحدث ونخوض غمار المؤتمرات والندوات ونتكلم عن الفهم للآخرين في محافل عامة ومؤتمرات حوارية عريضة ونحن نفتقر لأبسط سبل الحوار مع الآخر في داخلنا، قد نشترك في أنشطة هامة وقد نسعى لنكون أعضاءاً في منظمات إنسانية حقوقية ضخمة ولكننا من الداخل أعجز الخلق عن احترام هذا الإنسان وبلورة حقوقه فعلياً في حياتنا العادية، للأسف نحن فقراء في قبول الآخرين واحتواءهم، نرتاب بأمرهم نتجاهلهم، نستهجن ونهمش وجودهم وربما نلفق حولهم الأكاذيب والقصص لننجو من الاتهام واللوم .
نحن بالفعل فقراء في قبول الآخر رغم كثرة معارفنا وثقافتنا وخبرتنا التي نظنها طويلة بينما الحقيقة تصدمنا بواقع آخر. نحن فقراء، وفقرنا هو ما يدفعنا للتعصب حين نصطدم بالآخر في حياتنا القريبة بعيدا عن الأضواء والمجاملات حتى بالحوار الذي نجد صعوبة في مواصلته بدون تعصب أو التفاف حول الكلمات لا معانيها، نعم... لازلنا فقراء، وهذا الفقر دفعنا للاعتقاد بكوننا الأفضل على الإطلاق فضاعت منّا فرص الاستفادة من طاقاتنا ومعارفنا – عفوا ما تبقى منها – وهي قليلة!
هذه هي الحقيقة للأسف، نحن فقراء وليست لدينا قدرة على التحليل والوقوف طويلاً للنقاش وتقصي الحقائق، فنخلط المفاهيم ونتبنى نظريات ومبادئاً ومثلاً وأفكاراً فضفاضة تنتهج العمومية وندعي البحث عن الحقائق بينما هي مجرد أكذوبة نخفي بها أجزاءاً من حقيقتنا المخجلة.
نعم نحن فقراء... نفتقد للوسطية والاعتدال في التعامل مع الآخرين وننتهج معهم سياسة الانبهار والانفتاح المطلق، أو سياسة النفور والعداء الشديد لدرجة التشويه والتجريح في ذواتهم، وحتى الحوار الذي كنا نراهن عليه ونحسب أننا نعقد له مؤتمرات وندوات في كل موسم، لكننا لا نحسن أدائه على المستوى الخاص للأسف، ونتسابق للخلط بين المفاهيم والمصطلحات على اعتبار الترابط فيما بينها، بينما تغيب عنا الحقائق بتداخل شبه غامض نخرج منه بلا هدف، فنكون الأعجز عن الاحتواء والأقدر على توسيع جسور المسافات و ربما الأضعف في خلق أرضية حوار هادف مشترك يخلو من الارتجال ويفتقر لروح الصبر ويمتلئ بالضجيج الكثيف مما يبعث على الغثاء الدائم.

نورجهان
10-04-2012, 05:40 PM
http://www9.0zz0.com/2012/04/10/13/260805599.gif (http://www.0zz0.com)

** خـادم العبـاس **
10-04-2012, 06:49 PM
http://www.ahbabhusain.com/vb/mwaextraedit4/extra/49.gif

أنوار الولاية
10-04-2012, 11:35 PM
يسلمووو يعطيك العافيه على موضوع

الـدمـع حـبـر العـيـون
11-04-2012, 12:40 AM
http://www.ahbabhusain.com/vb/mwaextraedit4/extra/53.gif

محب الرسول
16-04-2012, 11:05 AM
شكرا على المرور الكريم

محـب الحسين
16-04-2012, 12:02 PM
جزاك الله كل خير

محب الرسول
16-04-2012, 06:35 PM
شكرا على المرور الكريم