
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ميزان السلوك
ومن إبداع الشيطان الموسوس في صدور الناس، الفريد من نوعه هو أنه مع بيان عذب ومليح، وأعمال مغرية، قد يعلق البعض بشحمة أذن فاتنة جميلة ويبرر هذه المعصية الكبيرة بل هذا الشرك لدى العرفاء، بأن القلب إذا كان متعلقاً بشيء واحد استطاع أن يقطع علاقاته مع الاخرين بصورة أسرع فيركّز كلّ توجهه أولاً على الفتاة الجميلة بحجة أن القلب ينصرف عن غيرها وأنه منتبه إلى شيء واحد ثم يقطع هذا الارتباط الوحيد ويركّز قلبه على الحق المتعالي.
وقد يدفع الشيطان بإنسان أبله نحو إنسانٍ أبله، بل شيطان قاطع للطريق ويلتجى في تبرير هذا الشرك الجليّ إلى أن هذا المرشد هو الإنسان الكامل وإنه لا سبيل للإنسان في الوصول إلى مقام الغيب المطلق إلا بواسطة الإنسان الكامل المتجسد في المراة الأحدية للمرشد، ويلتحق كّل منهما حتى نهاية عمرهما بعالم الجن والشياطين: حيث يفكر المرشد في جمال معشوقه ومفاتنه، وهذا الإنسان البسيط بتركيز الانتباه على محيا مرشده البائس المنكوس حتى اخر حياته فلا تنسلخ العلقة الحيوانية عن هذا المرشد، ولا يبلغ الإنسان الأبله الأعمى إلى منشوده ومبتغاه.
كتاب جهاد النفس
تعليق