بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ميزان السلوك
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ميزان السلوك
ولا بد من معرفة أن المؤمن لمّا كان سيره في هذا العالم معتدلاً، وقلبه سوياً، وتوجّهه نحو الله وصراطه مستقيماً، كان في ذلك العالم أيضاً صراطه مستقيماً وواضحاً، وجسمه معتدلاً وصورته وسيرته وظاهره وباطنه في صورة الإنسان وهيئته. وعند مقارنة قلب المشرك مع قلب المؤمن نستطيع أن نفهم موقع قلب المشرك ومصيره، فحيث أن قلبه قد خرج عن الفطرة الإلهية، وانحرف عن النقطة المركزية للكمال، وعن بحبوحة النور والجمال، وابتعد عن التبعية للهادي المطلق والولي الكامل، وانشغل بأنيته وأنانيته بالدنيا وزخارفها، لم يحشر المشرك في العوالم الأخرى في سيرة الإنسان وصورته المعتدلة، وإنما يحشر في صورة حيوان منكوس الرأس، لأن الهيئة والصورة في ذلك العالم تتبع القلوب، وأن الظاهر هناك ظلّ لباطن الإنسان هنا، وأن القشر انعكاس للبّ ...
فالقلوب التي أعرضت عن الحق والحقيقة، وخرجت عن فطرتها المستقيمة وأقبلت على الدنيا، ألقت بظلالها على ذلك العالم حيث يخرج أصحابها هناك من الاعتدال ويكونون منكوسين، ومتجهين نحو عالم الطبيعة والدنيا التي تعتبر أسفل السافلين. فمن المحتمل أن يمشي بعض مكباً على وجهه وتكون ساقه نحو الأعلى ويمشي بعض على بطنه، وبعض على يديه ورجليه، كما كان اتجاهه في هذا العالم ?أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ?15 فمن الممكن أن هذا الاستعمال المجازي في هذا العالم المجازي، يتحول إلى واقعية وحقيقة في عالم الحقائق والظهور للروحانيات والغيبيات.
لقد فَسّرت الأحاديث الشريفة: "الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" المذكور في نهاية هذه الاية المباركة بالإمام أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة المعصومين:
عن الكافي بإسناده عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: "قُلْتُ: أفَمَنْ يَمْشي مُكِبّاً عَلى وجْهِهِ أهْدى أمْ مَنْ يَمْشي سَوِيّاً على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ؟ قالَ: إنَّ اللهَ ضَرَبَ مَثَلاً، من حَادَ عَنْ وِلاَيَةِ عَلِيٍّ عليه السلام كَمَنْ يَمْشي عَلى وَجْهِهِ لا يَهْتَدِي لأَمْرِهِ، وَجَعَلَ مَنْ تَبِعَهُ سَوِيّاً عَلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَالصِّراطُ الْمُسْتَقِيمُ أميرُ الْمُؤْمِنين".
كتاب جهاد النفس
عن الكافي بإسناده عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: "قُلْتُ: أفَمَنْ يَمْشي مُكِبّاً عَلى وجْهِهِ أهْدى أمْ مَنْ يَمْشي سَوِيّاً على صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ؟ قالَ: إنَّ اللهَ ضَرَبَ مَثَلاً، من حَادَ عَنْ وِلاَيَةِ عَلِيٍّ عليه السلام كَمَنْ يَمْشي عَلى وَجْهِهِ لا يَهْتَدِي لأَمْرِهِ، وَجَعَلَ مَنْ تَبِعَهُ سَوِيّاً عَلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَالصِّراطُ الْمُسْتَقِيمُ أميرُ الْمُؤْمِنين".
كتاب جهاد النفس
تعليق