حقيقة الأدب على ضوء المذهب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    حقيقة الأدب على ضوء المذهب




    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    حقيقة الأدب على ضوء المذهب




    السيد عادل العلوي






    الأدب في القرآن والسنّة




    لقد تشرّف الإنسان بحكمة الله البالغة على سائر مخلوقاته بعقله الدرّاك ، فإنّ العقل جوهرة ربانية أودعها الله سبحانه في الإنسان ، ليحلّق بها في سماء الفضائل وآفاق العلوم ، ويسمو بها قاب قوسين أو أدنى ، ويبلغ بها قمم الكمال والجلال ، حتّى ليكون مظهراً لأسماء الله الحسنى وصفاته العليا ، وإنّه كلّما ازداد كمالا وجمالا ، فإنّه يكون مظهراً للاسم أكثر شمولية ، حتّى يصل مقام الفناء في الله ، ويكون مظهراً لاسم الجلالة ، تتجلّى وتتبلور فيه جميع الأسماء والصفات الإلهية .


    ( وَما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ وَلـكِنَّ اللهَ رَمى )(2) .

    ( وَما يَنْطِقُ عَنِ الهَوى إنْ هُوَ إلاّ وَحْيٌ يُوحى )(3) .

    ( إنَّ الَّذينَ يُبايِعونَكَ إنَّما يُبايِعونَ اللهَ )(4) .

    ( مَنْ يُطِعِ الرَّسولَ فَقَدْ أطاعَ اللهَ )(5) .





    فالرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)




    بلغ العلى بكماله ، وكشف الدجى بجماله ، فكان المظهر الأتمّ لربّه جلّ جلاله ، فرميته رمية الله ، وكلامه كلام الله ، وبيعته بيعة الله ، وإطاعته إطاعة الله عزّ وجلّ ، وليس ذلك إلاّ بلطف من الله ولكمال عقله .


    فعظمة الإنسان وشموخه وعلوّ مرتبته وامتيازه عن العجماوات والمخلوقات وسعادته في الدارين إنّما هو بعقله ، والعقل ما عُبد به الرحمن واكتسب به الجنان وله جنود ، منها حسن الأدب ، كما أنّ للجهل جنوداً ومنها سوء الأدب ، فالعاقل يكون أديباً ومؤدّباً ومعلّماً للآداب في سلوكه وأقواله وحركاته وسكناته .





    ويقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام)



    الأدب كمال الرجل


    وقال



    الأدب أحسن السجيّة ، أفضل الشرف الأدب .


    وقال




    خير ما ورّث الآباء الأبناء الأدب ، حسن الأدب خير مؤازر وأفضل قرين .

    وهذا يعني أنّ أفضل من يؤازرك ويعاضدك ويرافقك في صعوبات الحياة ومشاكلها ، وخير زاد في الحياة هو أدبك .




    وقد قال الأمير (عليه السلام)




    طالب الأدب أحزم من طالب الذهب ، ومن لم يكن أفضل خلاله أدبه كان أهون أحواله عطبه ، وإنّك مقوّم بأدبك فزيّنه بالحلم ، يا مؤمن إنّ هذا العلم والأدب ثمن نفسك فاجتهد في تعلّمها ، فما يزيد من علمك وأدبك يزيد في ثمنك وقدرك .


    أجل ، قيمة كلّ امرئ ما يحسنه ، وثمنه أدبه


    بل قال الأمير (عليه السلام)



    الأدب كمال الرجل .


    وقال



    عقل المرء نظامه ، وأدبه قوامه ، وإنّ الناس إلى صالح الأدب أحوج منهم إلى الفضّة والذهب . وثلاث ليس عليهنّ مستزاد : حسن الأدب ومجانبة الريب والكفّ عن المحارم .


    ولمّـا بعث النبيّ الأكرم معاذ إلى اليمن قال




    يا معاذ ، علّمهم كتاب الله ، وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة .

    وربما يكون الإنسان شريفاً في حسبه ولكن لسوء أدبه يسقط من العيون وينحطّ في المجتمع ، وربما كان وضيعاً في نسبه إلاّ أ نّه يسمو ويسود الآخرين بحسن أدبه .




    ويقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام)



    الأدب أحد الحسبين ، وأشرف حسب حسن أدب ، وأكرم حسب حسن أدب ، وحسن الأدب أفضل نسب وأشرف سبب ، وطلب الأدب جمال الحسب ، وعليكم بالأدب فإنّه زين الحسب ، وقليل الأدب خير من كثير النسب ، وحسن الأدب ينوب عن الحسب ، ولا حسب أنفع من الأدب ، وكلّ الحسب متناه إلاّ العقل والأدب ، وحسن الأدب يستر قبيح النسب ، وفسد حسب من ليس له أدب .



    والأدب تاج يورث السموّ والسيادة .



    وقد قال الأمير (عليه السلام)



    لا زينة كالآداب ، ولا حلل كالآداب ، والأدب حلل جُدَد ، والعلم وراثة كريمة ، والآداب حلل مجدّدة .

    وممّـا يشهد به الوجدان أ نّه قد يفقد الإنسان شرفه وحسبه ونسبه بسوء أدبه .



    قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام)



    لا شرف مع سوء الأدب ، ومن قلّ أدبه كثرت مساويه ، ومن وضعه دنائة أدبه لم يرفعه شرف حسبه ، وبئس النسب سوء الأدب ، ولا أدب لسيء النطق .


    فلا بدّ من المجاهدة والمثابرة من أجل كسب الآداب فإنّه ورد في الحديث العلوي الشريف : النفس مجبولة على سوء الأدب ، والعبد مأمور بملازمة حسن الأدب ، والنفس تجري في ميدان المخالفة ، والعبد يجهد بردّها عن سوء المطالبة ، فمتى أطلق عنانها فهو شريك في فسادها ، ومن أعان نفسه في هوى نفسه فقد أشرك نفسه في قتل نفسه .

    فالعقل وإن كان موهبة من الله سبحانه ، إلاّ أ نّه لا يكتفى به في الحياة ، بل لا بدّ من مقارنته بالأدب .



    إنّ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول



    نِعمَ قرين العقل الأدب ، وإنّ صلاح العقل الأدب ، وكلّ شيء يحتاج إلى العقل ، والعقل يحتاج الأدب ، ولن ينجع الأدب حتّى يقارنه العقل ، والآداب تلقيح الأفهام ونتيجة الأذهان . وإنّ الأدب صورة العقل ، وإنّه في الإنسان كشجرة أصلها العقل ، وحسن الأدب زينة العقل ، ولا أدب لمن لا عقل له ، وإنّ الأدب والدين نتيجة العقل ، وأفضل العقل الأدب ، وآداب العلماء زيادة في العقل ، وإنّ بذوي العقول من الحاجة إلى الأدب كما يظمأ الزرع إلى المطر ، ومن زاد أدبه على عقله ، كان كالراعي بين غنم كثيرة .



    من هو المؤدّب ؟



    فالعاقل اللبيب يحتاج إلى الأدب ، والأدب إنّما هو من ثمار العقل ، فلا أدب بلا عقل ، ولا عقل بلا أدب .

    المؤدّب الأوّل هو الله سبحانه ، وقد أدّب نبيّه الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) ،



    ويقول الإمام الصادق (عليه السلام)




    ( إنّ الله عزّ وجلّ أدّب نبيّه فأحسن أدبه ، فلمّـا أكمل له الأدب


    قال



    ( وَإنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظيم )(6) ، ثمّ فوّض إليه أمر الناس والاُمّة ليسوس عباده )(7) .




    وهذه الرواية الشريفة تدلّ أوّلا



    على أ نّه كلّ واحد يحتاج إلى مؤدّب يؤدّبه حتّى النبيّ الأكرم



    وثانياً



    إنّما يؤدّبه بحسن الأدب


    وثالثاً




    بعد أن اكتمل في الأدب يحقّ له أن يؤدّب الناس ويهديهم ويسوس العباد ، فالسياسي لا بدّ أن يؤدّب نفسه أوّلا بالآداب الحسنة حتّى يحقّ له أن يسايس ويسوس الناس ، كما أنّ تعلّم الآداب يحتاج إلى زمان ليس بقصير ولا بالأمر السهل .


    قال الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً



    ( إنّ الله عزّ وجلّ أدّب نبيّه حتّى إذا أقامه
    على ما أراد قال له


    ( وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين )(8) فلمّـا فعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) زكّاه الله تعالى


    فقال



    ( إنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظيم )(9) )(10) .



    وقال النبيّ الأعظم



    ( أدّبني ربّي فأحسن تأديبي ) .



    وقال




    ( أنا أديب الله ، وعليّ أديبي )




    ويقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام)



    ( إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أدّبه الله عزّ وجلّ ، وهو أدّبني ، وأنا أؤدّب المؤمنين ، واُورّث الأدب المكرّمين ) .


    فالمؤدّب الأوّل هو الله ، ثمّ الأنبياء ، ثمّ الأوصياء ، ثمّ العلماء الصالحين المتّقين الذين هم ورثة الأنبياء . الأمثل فالأمثل ، ثمّ المعلّم والآباء والاُمّهات في مقام التربية والتعليم وكسب الآداب .



    وعلى كلّ واحد في مقام الأدب



    أن يبدأ بتأديب نفسه أوّلا ، فيتأدّب بآداب الله ورسله وأوليائه الكرام البررة .



    قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام)



    ( تولّوا من أنفسكم تأديبها ، واعدلوا بها من ضرورات عادتها ) . وقال (عليه السلام) : ( زكِّ قلبك بالأدب كما يزكّى النار بالحطب ، ولا تكن كحاطب الليل وغُثاء السيل . وأفضل الأدب ما بدأت به نفسك ، ومعلّم نفسه ومؤدّبها أحقّ بالإجلال من معلّم الناس ومؤدّبهم )(11) .



    وقال (عليه السلام)



    ( من تأدّب بآداب الله عزّ وجلّ أدّاه إلى الفلاح الدائم )(12) .



    ولمّـا نزلت الآية الشريفة :




    ( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتَّعْنا بِهِ أزْواجاً مِنْهُمْ )(13)



    أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) منادياً ينادي :



    مَن لم يتأدّب بآداب الله تقطّعت نفسه على الدنيا حسرات .



    وقال (عليه السلام)




    ( إنّ الله تعالى أدّب عباده المؤمنين أدباً حسناً ) ، فقال جلّ من قائل : ( يَحْسَبهُمُ الجاهِلُ أغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ )(14) .



    وقال




    ( من لم يُصلح على أدب الله لم يصلح على أدب نفسه ) .

    فالأدب من نعم الله سبحانه على عبده ، وينبغي لكلّ إنسان أن يكسب الأدب ويكلّف نفسه على تحصيله ، فإنّ الإمام الرضا (عليه السلام) يقول : العقل حباء من الله ، والأدب كلفة ، فمن تكلّف الأدب قدر عليه ، ومن تكلّف العقل لم يزدد بذلك إلاّ جهداً .

    وهذا يعني أنّ ميادين كسب الفضائل وتعلّم الآداب إنّما هي ميادين واسعة ، يحتاج الإنسان في جولانها إلى الجهد الجهيد والكلفة والمشقّة من أجل نيلها والتحلّي بها ، حتّى تكثر محاسنه وتقلّ مساويه ،



    فإنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول :




    من كلّف بالأدب قلّت مساويه .



    ما هو الأدب ؟




    وهنا من حقّ المطالع الكريم بعد أن عرف دور الأدب في الحياة الإنسانية ، ووقف على أهميّته البالغة ، وأنّه لا عقل لمن لا أدب له ، وإنّه لولا الأدب لكان الإنسان في صفّ الحيوانات ويضاهي الأنعام بل أضلّ سبيلا ، فله أن يسأل حينئذ ما هو الأدب ؟ وكيف نرثه ونصل إليه ؟

    وكيف نؤدّب أنفسنا أوّلا ؟

    وبأيّ شيء ؟

    ثمّ نؤدّب الآخرين ، لا سيّما أولادنا فلذّات أكبادنا ؟ !


    والجواب



    إنّما نتحرّاه ونذكره من خلال الأحاديث الشريفة الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) ، فإنّهم معادن العلم والأدب ، وكلامهم نور ، وأمرهم رشد ، ووصيّتهم التقوى ، وفعلهم الخير ، فهم ساسة العباد وأركان البلاد ، وهم الاُسوة الحسنة والقدوة الصالحة .


    ومعنى الأدب(15) : هو الهيئة الحسنة التي ينبغي أن يقع عليه الفعل المشروع إمّا في الدين أو عند العقلاء في مجتمعهم ، كآداب الدعاء وآداب ملاقاة الأصدقاء ، وإن شئت قلت : الأدب ظرافة العمل .

    فإذا كان العمل بعد لطافته ظريفاً بنظر الشرع المقدّس أي الوحي والحجّة الظاهريّة ، أو بنظر العقل السليم والحجّة الباطنيّة ، فإنّه يكون من الأدب ، فلا يكون إلاّ في الاُمور المشروعة غير الممنوعة ، ولا يتحقّق إلاّ في الأفعال الاختياريّة التي لها هيئات مختلفة ، حتّى يكون بعضها متحلّياً ومتلبّساً بالأدب دون بعض ، كأدب الأكل مثلا في الإسلام فمن آدابه أن يبدأ فيه بالبسملة ويختم بالحمد لله ويؤكل دون الشبع وأن لا ينظر إلى الآخرين وأن يغسل يديه قبل الأكل وبعده وغير ذلك ، ولكلّ شيء آدابه الخاصّة .

    فالأدب يعني الهيئة الحسنة في الأفعال الاختياريّة ، والحُسن بحسب معناه هو الموافقة لغرض الحياة ، وهذا لا يختلف فيه العقلاء وأنظار الناس والمجتمعات فالحسن مفهومه ومعناه واحد ، إنّما الاختلاف بين الناس في المصاديق ، وما أكثر الخلاف والبون الشاسع بين المصاديق بحسب اختلاف الاُمم والشعوب والملل والنحل والمجتمعات والطبقات ، فالاختلاف بينهم في آداب الأفعال ، فربما آداب مستحسنة عند قوم مذمومة وقبيحة عند آخرين ، كتحيّة أوّل اللقاء فإنّه في الإسلام وبين المسلمين هو التحيّة والتسليم مباركاً طيّباً ، وعند قوم برفع القبّعات والقلانس وعند بعض برفع اليد حيال الاذن أو الرأس ، وعند آخرين بانحناء وخضوع .


    والاختلاف إنّما هو في المصداقيّة لمعنى الأدب ، وأمّا أصل المعنى والمفهوم أي الهيئة الحسنة وظرافة العمل فهو ممّـا أجمع العقلاء عليه وعلى حسنه ولزومه .

    فالأدب في كلّ مجتمع مرآة يحكي عن ثقافتهم وتمدّنهم واعتقاداتهم وأخلاقهم .

    إلاّ أنّ الآداب غير الأخلاق التي تعني السجايا والملكات النفسانيّة الراسخة التي تتلبّس بها النفوس .

    بل الآداب أفعال حسنة من منشآت الأخلاق ، والأخلاق من مقتضيات المجتمع بخصوصه بحسب غايته الخاصّة ، فالغاية المطلوبة للإنسان في حياته هي التي تشخّص أدبه في أعماله ، وترسم لنفسه خطّاً لا يتعدّاه إذا أتى بعمل في مسير حياته والتقرّب من غايته .

    ثمّ الأدب الإلهي الذي أدّب أنبياءه ورسله وأولياءه وعباده المقرّبين ، هو الهيئة الحسنة في الأعمال الدينية التي تحاكي غرض الدين وغايته ، وهو العبودية على اختلاف الشرائع السماوية الحقّة بحسب كثرة موادّها وقلّتها ، وبحسب مراتبها في الكمال .


    والإسلام دين الله الحنيف لم يغفل عن صغيرة وكبيرة ، بل تعرّض لجميع جهات الحياة الإنسانيّة ، فقد وسع الحياة أدباً ، ورسم في كلّ عمل هيئة حسنة تحاكي غايته ، وإطار الأدب الإلهي هو التوحيد والعبوديّة ، فليس للإسلام غاية إلاّ التوحيد في مرحلتي الاعتقاد والعمل ، فيعتقد بالمبدأ والمعاد ، وإنّه لا بدّ من الإطاعة والعبوديّة المحضة في أقواله وأفعاله وسائر أبعاد حياته . فالأدب الإلهي والنبوي والولوي وكلّه حقيقة واحدة يعني هيئة التوحيد في الفعل .

    وكلّ واحد يبدأ بتأديب نفسه أوّلا ثمّ بتأديب الآخرين ، فإنّ فاقد الشيء لا يعطيه : ( أفَمَنْ يَهْدِي إلَى الحَقِّ أحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ أمَّنْ لا يَهِدِّي إلاَّ أنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )(16) .


    ولكم في الأنبياء ورسول الله اُسوة حسنة وقدوة صالحة .

    ثمّ لكلّ شيء اُصول وفروع ، وعلينا بإلقاء الاُصول وعليكم بالتفريع والتطبيق ومعرفة الجزئيّات .



    أُصول الآداب :





    لا بدّ من مراعاة الاُصول التالية في اكتساب الآداب وتحقيقها :



    الأوّل :



    كفّ النفس عن الصفات الذميمة والأخلاق البذيئة والسجايا السيّئة ، ولو كان ذلك من الاتّعاظ بغيرك ، فإنّ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول : ( إذا رأيت في غيرك خلقاً ذميماً فتجنّب من نفسك أمثاله ) .

    وهذا أصل مهمّ في عالم الأدب .


    لا تنهَ عن خُلُق وتأتي مثله *** عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ


    وكفى بالمرء سعادةً أن يتّعظ بغيره ، فإنّ العاقل من توعّى واتّعظ بغيره ، فإذا شاهد من غيره منكراً وعملا مذموماً عند الشرع المقدّس وعند العقلاء ، وأ نّه يحطّ من قيمة الإنسان وقدره ، فعليه أن يتجنّب ذلك ، ويكسب الأدب حينئذ ممّن لم يكن عنده الأدب ، وقد ورد هذا المعنى في الأمثال الفارسية : إنّي تعلّمت الأدب ممّن ليس له الأدب .


    قيل لعيسى بن مريم (عليهما السلام) :




    مَن أدّبك ؟




    قال




    ما أدّبني أحد ، رأيت قبح الجهل فجانبته(17) .




    قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام)





    : ( كفاك أدباً بنفسك اجتناب ما تكرهه من غيرك )(18) .



    الثاني



    الصبر ، فإنّ أساس الأخلاق في مراحلها الثلاثة : التخلّي من الصفات الذميمة ، والتحلّي بالأخلاق الحميدة ، والتجلّي إنّما هو الصبر ، فهو العنصر الأوّل في علم الأخلاق ، ومن ثمّ كسب الآداب .




    يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :



    ( ليس شيء أحمد عاقبةً ، ولا ألذّ مغبّةً ، ولا أدفع لسوء الأدب ، ولا أعون على درك المطلب من الصبر ) .




    الثالث





    البحث ، فإنّ من طلب شيئاً لا بدّ أن يبحث عنه بجدٍّ حتّى يجده ، وإنّ الآداب ممّـا يبحث عنها ويهتمّ بها .



    قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام)



    ( لا يستعان على الدهر إلاّ بالعقل ، ولا على الأدب إلاّ بالبحث ) .



    وقال لقمان الحكيم :



    ( مَن عني بالأدب اهتمّ به ، ومن اهتمّ به تكلّف علمه ، ومن تكلّف علمه اشتدّ طلبه ، ومن اشتدّ له طلبه ، أدرك منفعته فاتّخذه عادة ، فإنّك تخلف في سلفك وتنفع به من خلفك )(19) .

    وهذا يعني أنّ الأدب في بدايته إنّما هو من الكلفة والتكلّف ، ولكن بعد ذلك يكون ملكة وعادة ينتفع الإنسان بها في حياته وبعد مماته ، فإنّه خير ميراث ينتفع به الأجيال .



    الرابع



    العلم ، وقد اهتمّ الإسلام بطلب العلم غاية الاهتمام ، فمن حيث الزمان لا بدّ أن تطلب العلم طيلة حياتك من اليوم الأوّل إلى آخر لحظة « اُطلب العلم من المهد إلى اللحد » . ومن حيث المكان فاطلبه في كلّ بقاع الأرض حتّى أقصى النقاط وأبعدها من جزيرة العرب « اُطلب العلم ولو بالصين » . فإنّ « العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة » ، و ( يَرْفَعِ اللهُ الَّذينَ آمَنوا منكُم وَالَّذينَ اُوتوا العِلْمَ دَرَجات )(20) ، و ( هَلْ يَسْتَوي الَّذينَ يَعْلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعْلَمونَ )(21) . فالعاقل لا يسأم من طلب العلم ، ومنهومان لا يشبعان : طالب علم ، وطالب دنيا . فلا بدّ من طلب العلم ليل نهار ، فإنّ الله العالم العلاّم يحبّ العلم والعلماء والصلحاء بغاة العلم ، فإنّهم مظهر من مظاهر علمه الأزلي والسرمدي .

    وإنّ العلم يعين الإنسان على كسب الأدب والخلق الحسن .


    يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :




    ( إذا زاد علم الرجل زاد أدبه ، وتضاعفت خشيته لربّه ) .


    قال الإمام الصادق (عليه السلام)



    ( إنّ خير ما ورّث الآباء لأبنائهم الأدب لا المال ، فإنّ المال يذهب والأدب يبقى ) ، قال مسعدة : يعني بالأدب : العلم .

    ومن ثمرة الأدب شحذ الذهن ، فيستعدّ الإنسان لطلب العلم أكثر من غيره ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( بالأدب تُشحذ الفِطَن ، فزد في فطانتك وذكائك لتستعين بهما على طلب العلم والعمل به بالأدب ) .



    الخامس



    الخشية ، فإنّ ثمرة العلم النافع الخشية والخوف من الله سبحانه ، فإنّ العالم بين الخوف والرجاء ، يخاف ذنبه ويرجو ربّه ، وكلّما ازداد علماً نافعاً مع العمل الصالح ازداد خشية من الله ( إنَّما يَخْشى اللهَ مِنْ عِبادِهِ العُلَماءُ )(22) ، فالعلم يثمر الخشية .

    وقد قال الله تعالى لعيسى :




    أدّب قلبك بالخشية .

    وهذا يعني أنّ لكلّ جارحة وعضو في الإنسان آداب خاصّة ، فأدب العين أن لا تنظر إلى ما حرّم الله ، واللسان أن لا تكذب ولا تفحش ولا تستغيب ولا تكفر وغير ذلك ، وأدب الاُذن أن لا تستمع إلى الحرام ، وأدب اليدين والرجلين أن تسعى في طاعة الله ، كما إنّ للإنسان حسب حالاته آداب خاصّة ، فأدبه مع ربّه يختلف عن أدبه مع الناس ، وعليه أن يراعي آداب الاُسرة والمجتمع الصغير ثمّ الكبير ، كأدبه في موضع عمله كالمدرسة والإدارة والوزارة والرئاسة وغير ذلك ، فالمجلس العامّ له آدابه الخاصّة ، كما المجلس الخاصّ له آدابه المختصّة به ، ولكلّ قوم آدابهم وسننهم وحضارتهم وثقافتهم الخاصّة ، فمن أراد أن يعاشر طائفة أو صديق عليه أن يراعي الآداب ، كلّ شيء بحسب نفسه ، وأمّا أدب القلب ، والقلب هو سلطان البدن ، إذا صلح صلحت الجوارح ، وإذا فسد فسدت الجوارح ، وإذا فسد العالِم فسد العالَم ، ومعنى ذلك : إذا فسد القلب فسد العالم ، فصلاحه وأدبه هو الخشية من الله سبحانه ، فأدّب قلبك بالخشية .


    السادس




    مجالسة العلماء ، فإنّ الإسلام أمرنا في مواطن عديدة أن نجالس العلماء ، وحتّى نزاحمهم في طلب العلم ـ زاحم العلماء بركبتيك ، كما قال لقمان ناصحاً ولده ـ فإنّ معاشرة العلماء ومجالستهم توجب النجاة والسعادة في الدارين ، وفي تحصيل الأدب يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : ( جالس العلماء يزدد علمك ويحسن أدبك ) . والمراد من العالم الذي النظر إليه كان من العبادة هو الذي صدّق قوله فعله ، وفعله قوله . فإذا أمر الناس بالمعروف فإنّه يعمل به أوّلا ويتأمّر به ثمّ يأمر ، وإذا نهى عن منكر فإنّه يتجنّبه أوّلا ثمّ ينهى عنه ، فالعالم الذي يزيد في علمك منطقه ، ويرغّبك في الآخرة عمله ، ويذكّر بالله منظره ورؤيته ، هو الذي اُمرنا أن نكتسب العلم منه ، وإلاّ فإذا رأيتم العالم مقبلا على دنياه ولم يعمل بعلمه فاتّهموه ، ولا تأخذوا دينكم منه ، فإنّه من قطّاع الطريق وسرّاق الدين ، ( فَلْيَنْظُرِ الإنْسانُ إلى طَعامِهِ )(23) ،



    يقول الإمام الباقر (عليه السلام) :




    ( أي إلى علمه ممّن يأخذ ) ، فالعالم المتّقي الورع لو جالسته فإنّه يزيد في علمك ويحسن أدبك .




    السابع




    الفهم ، ربما الفهم أخصّ من العلم ، وربما يرادفه ، فإنّ الإنسان لا بدّ أن يتفهّم الحياة ويدرك أسرارها ليعرف قيمته ، وماذا اُريد منه ، ولِمَ خُلق ، وما المقصود من الخلقة ؟ ولا بدّ لنا أن نؤدّب أنفسنا بالفهم ، ونستعين بالله على ذلك وندعو الله كما دعا الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) قائلا : ( اللّهم ... اجعلنا من الذين تمسّكوا بعروة العلم وأدّبوا أنفسهم بالفهم )(24) .

    وهذا يعني أنّ الإنسان في كسب الأدب لا يكتفي بالبحث وطلب العلم والصبر ومجالسة العلماء ويعتمد على نفسه فقط ، بل لا بدّ من الدعاء والتوسّل بالله ، فمن العبد الحركة ومن الله البركة ، فلا بدّ من اليد الغيبية تعين الإنسان على حركته وسيره إلى الله سبحانه بالتحلّي بالفضائل والمكارم والآداب ، فنسأل الله سبحانه أن يجعلنا من الذين تمسّكوا بعروة العلم في كلّ أعمالهم وأقوالهم ، وأدّبوا أنفسهم بالفهم ودرك الحقائق والواقعيات ( اللهمّ أرني الحقائق كما هي ) .


    الثامن




    الصدق ، فإنّ من علامات المؤمن أن يكون صادقاً في قوله وعمله ، مع نفسه ومع غيره ، فإنّ الكذب علامة النفاق ، ومنشأه الشرك بالله ، ولهذا ربما المؤمن يسرق أو يزني ولكن لا يكذب أبداً ، وإنّ الله الصادق مع الصادقين ، وقد أمرنا أن نكون مع الصادقين ، وأن نكون من أهل الصدق والصفاء ، يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : ( تحرّى الصدق وتجنّب الكذب ، أجمل شيمة وأفضل أدب ) .

    فعلينا أن نؤدّب أنفسنا بالصدق ، فإنّ المؤمن لا تخرج من فيه كذبة واحدة .


    التاسع



    ضبط النفس ، فإنّ النفس لأمّارة بالسوء ، وإنّ لها حالة النار كلّما يعطيها الإنسان رغباتها وشهواتها ، فإنّها تطلب المزيد وتقول : ( هَلْ مِنْ مَزيد )(25) ، فالإنسان لا بدّ أن يؤدّب نفسه بضبطها وعقالها عند رغباتها وملاذّها ، ويوقفها عند حدّها ، قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : ( ضبط النفس عند الرغب والرهب من أفضل الأدب ) .


    العاشر



    الكفّ عن المحارم ، فإنّ النفس لا تكتفي بالحلال ، وإنّ الشيطان وأصدقاء السوء والدنيا المغرية كلّهم يجذبون الإنسان إلى المهالك وارتكاب المحارم ، فالمؤمن العاقل عليه أن يؤدّب نفسه ، بكفّها عن المحارم والمآثم والذنوب والمعاصي ، فإنّ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول : ( أحسن الآداب ما كفّك عن المحارم ) ، أي كلّ ما حرّم الله سبحانه فإنّ فيه المفسدة التامّة التي توجب الشقاء والهلاك في الدنيا والآخرة ، فأفضل الآداب وأحسنها أن يتجنّب الإنسان كلّ ما حرّمه الله سبحانه ليدخل الجنّة ويكون من السعداء : ( وَأمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهى النَّفْسَ عَنِ الهَوى فَإنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوى )(26) .

    ( وَأمَّا الَّذينَ سعدوا فَفي الجَنَّةِ خالدين فيها )(27) .

    فالأدب يوجب سعادة الدارين ، فتدبّر .



    الحادي عشر



    الوقوف عند الحدّ ، ومن الأمثال المشهورة : كلّ شيء إذا تجاوز حدّه انقلب إلى ضدّه ، وأنّ العاقل الذي يضع الأشياء في مواضعها من دون إفراط ولا تفريط ، وكنتم اُمّةً وسطاً ، وأنّ خير الاُمور أوسطها ، فكلّ واحد لا بدّ أن يؤدّب نفسه أن يقف عند حدّه فلا يتجاوز ولا يتعدَّ حدود الله فيظلم نفسه ويظلم الآخرين ، وطوبى لمن عرف قدر نفسه ولا يتعدّى قدره . يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : ( أفضل الأدب أن يقف الإنسان عند حدّه ولا يتعدّى قدره ) .


    الثاني عشر



    ترك مصاحبة السوء ، فإنّ الإنسان سرعان ما يتطبّع بأطباع غيره ، فإذا عاشر أهل الصلاح والفلاح فإنّه يكسب منهم الخير وحسن السمعة ويصلح حاله ، وأمّا إذا عاشر أهل السوء فإنّه يتأثّر بهم أوّلا ، ويتّهم ثانياً ، إيّاك ومواضع التهم . وإنّ المرء يعرف بقرينه ، وقل لي من تصاحب ؟ حتّى أقول من أنت ، ومن هذا المنطلق يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : ( أدّبني أبي بثلاث . قال لي : يا بني ، من يصحب صاحب السوء لا يسلم ، ومن لا يقيّد ألفاظه يندم ، ومن يدخل مداخل السوء يتّهم )(28) .


    وما أروع ما قاله الإمام الباقر (عليه السلام) ، فإنّ المؤمن ملجم لا يتكلّم إلاّ بما يرضي الله سبحانه من الذكر وقول الحقّ والنصيحة والموعظة وإرشاد الناس إلى الخير والصلاح والفلاح ، ومن الطبيعي أنّ مَن يدخل مواضع التهم ومداخل السوء أن يتّهمه الناس ، كما إنّ مَن عاشر أهل السوء والمنكر والفحشاء لا يسلم على نفسه ودينه وأهله وسمعته ، فلا بدّ أن نؤدّب أنفسنا بمثل هذه الآداب الإسلامية ونتجنّب مداخل السوء ، ونقيّد ألفاظنا ، ونجترّ الكلمات ولا نسرع ، فكثيراً ما يندم الإنسان على كلامه ، ولا يندم على سكوته ، فإنّه إن كان الكلام من فضّة فالسكوت من ذهب ، وقد أفلح التقيّ الصموت .


    يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : ( إذا فاتك الأدب فالزم الصمت )(29) .


    الثالث عشر



    الاهتمام بالواجبات ، فكما أنّ من الأدب ترك المحرّمات ، فكذلك من الأدب إتيان الواجبات مطلقاً ، سواء الشرعية أو العرفية ، فحياة الإنسان بين الرفض والإيجاب في كلمة التوحيد ، أي ( لا إله إلاّ الله ) فإنّها رفض لكلّ الآلهة وإيجاب للواحد القهّار ، فمن أدب الإنسان أن يراعي ويهتمّ بالواجبات ولا يتهاون بما هو من الضروري ولا بدّ منه ، كما قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : ( ومن أدبه ـ أي أدب الإنسان ـ أن لا يترك ما لا بدّ منه )(30) .


    الرابع عشر



    تزكية الأخلاق ، فإنّ من العلم النافع ما يوجب تهذيب النفس وتزكية الأخلاق ، ومن الأسباب الموجبة لتزكية الأخلاق هو الأدب ، كما قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : ( سبب تزكية الأخلاق حسن الأدب ) .

    فهناك ملازمة وعلاقة وثيقة ربما تصل إلى حدّ العلّية التامّة أو الاقتضائيّة بين تزكية الخلق وحسن الأدب ، فمن لم يحسن أدبه كيف يزكّي أخلاقه ؟ وإنّما ينجو الإنسان ويحلّق في آفاق المكارم والعلى بجناحين : تزكية الأخلاق وحسن الآداب ، وربما يكونا وجهين لحقيقة واحدة ، كوجهي السكّة والعُملة ، فتأمّل .


    الخامس عشر



    حسن المعاشرة ، فإنّ المعاشرة لها آدابها الخاصّة ، والجامع فيها هو حسن الآداب وطيب المعاشرة من انبساط الوجه وحلاوة الكلام وحرارة اللقاء وحسن المجالسة وغير ذلك من مجالات المصادقة والمودّة والمرافقة .

    والواقع أنّ لكلّ واحد من هذه الاُمور آدابها الخاصّة ، ولكن إنّما ذكرنا اُمّهات الآداب واُصولها الأوّلية وقواعدها الكلية ، وأمّا الموارد الخاصّة والجزئيات والمصاديق فنحيل أحكامها ودساتيرها ومواردها إلى المطالع النبيل اللبيب ، فيمكنه أن يستخرج من الاُصول التي ذكرناها اُصولا وفروعاً اُخرى تتلائم مع بيئته ومحيطه ومجتمعه ومع من يعاشرهم ، فمن اُمّهات آداب المعاشرة ما قاله أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

    عن الشعبي قال : تكلّم أمير المؤمنين (عليه السلام) بتسع كلمات ارتجلهنّ ارتجالا ، فقأنَ عيون البلاغة وأيتمن جواهر الحكمة وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهنّ ، ثلاث منها في المناجاة ، وثلاث منها في الحكمة ، وثلاث منها في الأدب :

    فأمّا اللاتي في المناجاة ، فقال :
    ( إلهي كفى بي عزّاً أن أكون لك عبداً ، وكفى بي فخراً أن تكون لي ربّاً ، أنت كما اُحبّ فاجعلني كما تحبّ ) .

    وأمّا اللاتي في الحكمة ، فقال :
    ( قيمة كل امرئ ما يحسنه ، وما هلك امرؤ عرف قدره ، والمرء مخبوء تحت لسانه ) .

    واللاتي في الأدب ، فقال :
    ( اُمنن على من شئت تكن أميره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغنِ عمّن شئت تكن نظيره )(31) .

    قيل : الأدب أدبان :
    أدب النفس وأدب الدرس ، فأدب النفس أشرف من أدب الدرس ، كشرف النفس على الجسد ، لأنّ أدب الدرس ينفع ولا يضرّ ، وأدب الدرس بلا أدب النفس فليس يكون عن عقل لكن عن تأديب يجري مجرى تأديب القرد والدبّ والفيل وما يجري مجراها من البهائم .

    وجهاد النفس من الجهاد الأكبر .


    ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَـنَا )(32)


    نسألكم الدعاء

  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    طرح مبارك
    جزاكِ الله خير الجزاء

    تعليق

    • ناصرة ام البنين
      • Oct 2009
      • 3252

      #3

      تعليق

      • دمعة الكرار
        • Oct 2011
        • 21333

        #4

        تعليق

        • الـدمـع حـبـر العـيـون
          • Apr 2011
          • 21803

          #5

          تعليق

          • دمعة الكرار
            • Oct 2011
            • 21333

            #6

            تعليق

            • ** خـادم العبـاس **
              • Mar 2009
              • 17496

              #7

              تعليق

              • دمعة الكرار
                • Oct 2011
                • 21333

                #8

                تعليق

                • ابو مرتجى الصحفي
                  • Apr 2012
                  • 5

                  #9
                  موفق بأذن الله

                  تعليق

                  • دمعة الكرار
                    • Oct 2011
                    • 21333

                    #10

                    تعليق

                    • مفتاح الصبر
                      • Apr 2012
                      • 5

                      #11
                      لكم. جزيل الشكر والتحيه.

                      تعليق

                      • دمعة الكرار
                        • Oct 2011
                        • 21333

                        #12

                        تعليق

                        • نور البتول الطاهرة
                          • Aug 2010
                          • 3064

                          #13
                          بارك الله فيك أختي
                          جزاك الله خير

                          تعليق

                          • دمعة الكرار
                            • Oct 2011
                            • 21333

                            #14

                            تعليق

                            يعمل...
                            X