معرفة الصراط والطريق إلى الله سبحانه وتعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    معرفة الصراط والطريق إلى الله سبحانه وتعالى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ القَطَّانِ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَانِ بْنُ مُحَمَّدِ الْحُسَيْنِي، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيْسَى بْنِ أَبِي مَرْيَم العَجْلِي، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبِدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ العَرْزَمِي، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَاتِمِ الْمَنْقَرِي، عَنْ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَر، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) عَنْ الصِّرَاط؟ .
    فَقَالَ : (هُوَ الطَّرِيقُ إِلِى مَعْرِفَةِ اللَّهِ (عز وجل)، وَهُمَا صِرَاطَانِ : صِرَاطٌ فِي الدُّنْيِا، وَصِرَاطٌ فِي الآخِرَةِ .
    وَأَمَّا الصِّرَاطُ الَّذِي فِي الدُّنْيِا فَهُوَ الإِمَامُ الْمُفْتَرَضُ الطَّاعَةُ، مَنْ عَرَفَهُ فِي الدُّنْيِا وَاقْتَدَى بِهُداه مَرَّ عَلَىَ الصِّرَاطِ الَّذِي هُوَ جَسْرُ جَهَنَّمِ فِي الآخِرِةِ، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ فِي الدُّنْيَا زَلَّتْ قَدَمُهُ عَنِ الصِّرَاطِ فِي الآخِرَةِ، فَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّم) .

    [بيان وشرح بعض وجوه الحديث]
    قول الصادق (عليه السلام) : (الصراط هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل)؛ لبيان الطريق الكامل المؤدي إلى الله، ولهذا فسره بمعرفة الله، التي تكمل بتوحيد الله، وتوحيده تعالى في أربع مراتب :

    [مراتب التوحيد]
    الأولى : توحيد ذاته عن التعدد، والتركب، واختلاف الأحوال، قال تعالى : { لاَ تَتَّخِذُواْ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ } .
    الثانية : توحيد صفاته، قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } .
    الثالثة : توحيد أفعاله؛ لأن الفاعل الحقيقي هو الذي يحدث مادة مفعوله، لا من شيء، وليس لله سبحانه شريك في ذلك، إذ لا يحدث شيئاً من المواد غيره، قال تعالى : { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ } .
    الرابعة : توحيد عبادته، قال تعالى : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } .

    [طريق الدنيا والآخرة]
    [وقوله (عليه السلام)] : (وهما صراطان : صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة)، أما الصراط الذي في الدنيا فيطلق على معاني :
    أحدها : القيام بأوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه، على حد ما أمر به على ألسنة أوليائه (عليهم السلام)، وذلك فروعهم واتباعهم، والتسليم لهم، والرد إليهم، والتفويض إليهم في كل شيء مما علمت ومما لم تعلم، وهذه ظاهر ولايتهم (عليهم السلام).
    وثانيهما : محبتهم والتولي بهم، والموالاة لوليهم، والتبري من أعدائهم ومخالفتهم، والمجانبة لهم ولأتباعهم، وهذه أركان ولايتهم (عليهم السلام).
    وثالثها : الاعتقاد لما اعتقدوا له، والإيمان بما آمنوا به، والكفر بما كفروا به، وهذه أبواب ولايتهم .
    ورابعها : الإمام المفترض الطاعة «صلوات الله عليه» من عرفه في الدنيا باسمه وصفته، واقتدى بهداه، مر على الصراط الذي هو جسر [على] جهنم يمر عليه الخلائق، صعودهم إليه ألف سنة، وحدال ألف سنة، ونزولهم ألف سنة، .. .
    ومن لم يعرف الإمام (عليه السلام) في نحو ما ذكرنا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة، فتردى في نار جهنم، لأنه جسر للجنة على جهنم، تمر الخلائق على قدر أعمالهم، لأنه صور أعمالهم لما كلفوا به، من القيام بأمر الله، والانتهاء من معاصي الله، والاعتقاد لما أُريد منهم، فمنهم من يمر عليه كالبرق الخاطف، ومنهم من يمر عليه كالجواد السابق، ومنهم من هو كالماشي، ومنهم من يحبو حبواً ومنهم من تأخذ النار بعضه، ومنهم من يمر عليه حتى يصل إلى مكانه من جهنم فيسقط فيه ..
    والطريق الآخر؛ يعني الصراط الذي في الآخرة : طريق المؤمنين إلى الجنة، الذي هو مستقيم؛ يعني بغير ارتفاع ولا تقصير لا يعدلون، يعني المالكين له عن الجنة إلى النار، ولا إلى غير النار سوى الجنة




    "عاشقة النور"
  • الـدمـع حـبـر العـيـون
    • Apr 2011
    • 21803

    #2



    تعليق

    • محب الرسول

      • Dec 2008
      • 28579

      #3
      جزاك الله كل خير
      بارك الله بك

      تعليق

      • دمعة الكرار
        • Oct 2011
        • 21333

        #4

        تعليق

        • محـب الحسين

          • Nov 2008
          • 46763

          #5
          جزاكِ الله خير الجزاء

          تعليق

          يعمل...
          X