بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم
الشورى في الآسلام
أمرهم شورى بينهم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [الشورى:38].. وقال تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }[آل عمران: 159]
في هاتين الآيتين يريد الله سبحانه وتعالى أن يؤكّد على أنّ الشورى تمثّل خطّاً إسلاميّاً يشمل كلّ مواقع الفكر والعمل في المجتمع الإسلاميّ، بحيث يكون أمرُ المسلمين خاضعاً للشورى التي تفتح أمامهم آفاقاً واسعة للتعرّف على المصلحة والمفسدة من خلال الآراء المتنوّعة التي يقدّمها هذا من موقعه الفكري والثقافي، وذاك من موقعه الفكريّ والثقافي.
الشورى مقابل الاستبداد
وبذلك يبتعد المجتمع الإسلامي عن الاستبداد، فلا يستبدّ أحدٌ برأيه، بل يعتبر التشاور مع الآخرين منهجاً عمليّاً للوصول إلى الحقيقة في ما يُصلح أمره وأمور الحياة من حوله، ولا يستبدّ الحاكم بقراره، بل يعمل على الرجوع إلى أهل الرأي والخبرة والأمانة ليستمع إلى آرائهم في كلّ الأمور العامّة؛ ليزداد بصيرةً في ذلك، ما يجعل احتمال الخطأ لديه احتمالاً بعيداً، ثمّ يكون الرأي له، كما قال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ}.
ومن هنا يُمكن أن نفهم أنّ خطّ المعارضة في الإسلام لا بدّ أن يتحرّك على أساس أن يكون نوعاً من الشورى، التي تقدّم للحاكم النصيحة من موقع الإخلاص للقاعدة الإسلاميّة، بحيث لا يكون أسلوب التعبير عن الرأي أسلوب التهديم والإضعاف، بل أسلوب النصح والإصلاح والتعاون على ما يحقّق السلامة للمجتمع الإسلامي.
أحاديث إسلامية في الشورى
وقد كثرت الأحاديث عن النبيّ (ص) وأهل بيته (ع) في التأكيد على الشورى، فعن رسول الله (ص): «ما من رجلٍ يشاور أحداً إلا هُدي إلى الرشد». وعن عليّ (ع) أنّه قال: «بعثني رسولُ الله على اليمن فقال ـ وهو يوصيني ـ: يا عليّ ما خاب من استخار ولا ندم من استشار». وعنه (ع) أنّه قال: «من استبدّ برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها»، ممّا يوحي بأنّ الشورى تمثّل خطّ السلامة في حركة المجتمع الإسلامي على مستوى القيادة والقاعدة.
وعن عليّ (ع): «أفضلُ من شاورتَ ذو التجارب»؛ لأنّ الذي يملك الغنى في تجاربه في الحياة يُمكنه أن يقدّم إليك المشورة والنصيحة من موقع الخبرة التي تغني عقلك، وتوجّه تجربتك، بما قد يبعد فكرك عن الخطأ، أو خطواتك عن الزلل.
وعلى هذا الأساس نجد أنّ رسول الله (ص) يؤكّد على المسؤوليّة في تقديم المشورة. فإذا استشارك إنسانٌ فعليك أن لا تغشّه في المشورة، وأن لا تكذب عليه في النصيحة. فعنه (ص) أنّه قال: «من غشّ المسلمين في مشورة فقد برئْتُ منه»، وعن الإمام الصادق (ع): «من استشار أخاه فلم ينصحه محضَ الرأيِ، سلبه الله رأيه».
سماحة آية الله العظمى
العلامة المرجع
السيد محمد حسين فضل الله
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم
الشورى في الآسلام
أمرهم شورى بينهم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: { وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [الشورى:38].. وقال تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }[آل عمران: 159]
في هاتين الآيتين يريد الله سبحانه وتعالى أن يؤكّد على أنّ الشورى تمثّل خطّاً إسلاميّاً يشمل كلّ مواقع الفكر والعمل في المجتمع الإسلاميّ، بحيث يكون أمرُ المسلمين خاضعاً للشورى التي تفتح أمامهم آفاقاً واسعة للتعرّف على المصلحة والمفسدة من خلال الآراء المتنوّعة التي يقدّمها هذا من موقعه الفكري والثقافي، وذاك من موقعه الفكريّ والثقافي.
الشورى مقابل الاستبداد
وبذلك يبتعد المجتمع الإسلامي عن الاستبداد، فلا يستبدّ أحدٌ برأيه، بل يعتبر التشاور مع الآخرين منهجاً عمليّاً للوصول إلى الحقيقة في ما يُصلح أمره وأمور الحياة من حوله، ولا يستبدّ الحاكم بقراره، بل يعمل على الرجوع إلى أهل الرأي والخبرة والأمانة ليستمع إلى آرائهم في كلّ الأمور العامّة؛ ليزداد بصيرةً في ذلك، ما يجعل احتمال الخطأ لديه احتمالاً بعيداً، ثمّ يكون الرأي له، كما قال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ}.
ومن هنا يُمكن أن نفهم أنّ خطّ المعارضة في الإسلام لا بدّ أن يتحرّك على أساس أن يكون نوعاً من الشورى، التي تقدّم للحاكم النصيحة من موقع الإخلاص للقاعدة الإسلاميّة، بحيث لا يكون أسلوب التعبير عن الرأي أسلوب التهديم والإضعاف، بل أسلوب النصح والإصلاح والتعاون على ما يحقّق السلامة للمجتمع الإسلامي.
أحاديث إسلامية في الشورى
وقد كثرت الأحاديث عن النبيّ (ص) وأهل بيته (ع) في التأكيد على الشورى، فعن رسول الله (ص): «ما من رجلٍ يشاور أحداً إلا هُدي إلى الرشد». وعن عليّ (ع) أنّه قال: «بعثني رسولُ الله على اليمن فقال ـ وهو يوصيني ـ: يا عليّ ما خاب من استخار ولا ندم من استشار». وعنه (ع) أنّه قال: «من استبدّ برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها»، ممّا يوحي بأنّ الشورى تمثّل خطّ السلامة في حركة المجتمع الإسلامي على مستوى القيادة والقاعدة.
وعن عليّ (ع): «أفضلُ من شاورتَ ذو التجارب»؛ لأنّ الذي يملك الغنى في تجاربه في الحياة يُمكنه أن يقدّم إليك المشورة والنصيحة من موقع الخبرة التي تغني عقلك، وتوجّه تجربتك، بما قد يبعد فكرك عن الخطأ، أو خطواتك عن الزلل.
وعلى هذا الأساس نجد أنّ رسول الله (ص) يؤكّد على المسؤوليّة في تقديم المشورة. فإذا استشارك إنسانٌ فعليك أن لا تغشّه في المشورة، وأن لا تكذب عليه في النصيحة. فعنه (ص) أنّه قال: «من غشّ المسلمين في مشورة فقد برئْتُ منه»، وعن الإمام الصادق (ع): «من استشار أخاه فلم ينصحه محضَ الرأيِ، سلبه الله رأيه».
سماحة آية الله العظمى
العلامة المرجع
السيد محمد حسين فضل الله
تعليق