بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم
قال ابن نما في مثير الأحزان : ناحت عليه الجن ، وذكر صاحب الذخيرة عن عكرمة أنه سمع ليلة قتله مناديا يسمعونه ولا يرون شخصه :
أيها القاتلون جهلا حسينا ×××× أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم ×××× من نبي وملاك وقتيل
قد لعنتم على لسان بن داود ×××× وموسى وصاحب الأنجيل
وفي رواية أم سلمه قالت : ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي ( ص ) الا الليلة ولا أراني الا وقد أصيب بأبني ، قال : وجاءت الجنية تقول :
الا عين فانهملي بجهدي ××× فمن يبكي على الشهداء بعدي
على رهط تقودهم المنايا ××× الى متجبر في ملك عبد
وعن المثيمي قال : خمسة من أهل الكوفة أرادوا نصر الحسين بن علي عليه السلام في ممرسوء فعرسوا بقرية يقال لها شما ، اذ أقبل عليهم رجلان شيخ وشاب فسلما عليهم ، قال فقال الشيخ : (( أنا رجل من الجن وهذا ابن أخي ، أردنا نصر هذا المظلوم ، قال فقال الشيخ الجني لهم : قد رأيت رأيا ، فقال الفتية : (( الا تبين لنا ما هذا الرأى الذي رأيت ؟ ، قال : (( رأيت أن أطير فآتيكم بخبر القوم فتذهبوا على بصيرة )) ، فقال له : نعم ما رأيت ، قال : فغاب عنهم يوما وليلة ، فلما كان من الغد ، فاذا هم بصوت يسمعونه ولا يرون الشخص وهو يقول :
والله ما جئتكم حتى بصرت به
بالطف متعفر الخدين منحورا
وحوله فتية تدمى نحورهم
مثل المصابيح يكسون الدجى نورا
وقد حثثت قلوصي كي أصادفهم
من قبل ما أن يلاقوا الخرد الحورا
معنى : قلوصي : (( الناقة البكر )) ..والخرد : البكر
كان الحسين سراجا يستضاء به
الله يعلم أني لم أقل زورا
مجاورا لرسول الله في غرف
وللبتول وللطيارمسرورا
وأعلم أن مؤمني الجن يعقدون مجالس العزاء على الحسين ( ع ) ومصائب أهل البيت عليهم السلام ويحضرون مجالس الأنس ويبكون وينحون ، وربما يتأثرون بالمصيبة أكثر من الأنس ، وقد سمعت مرة بكاء أحدهم على الحسين عليه السلام وأنا أقرأ المصيبة ، فسمعت منه بكاء ما لم أسمعه في حياتي من أحد فتوقفت لخوفي أن يموت بكاء وجزعا ، فسلام الله عليك يا مولاي وابن مولاي وجعلنا من الباكين لمصابك والطالبين بثأرك ورحمة الله وبركاته ...
قرأت هذا الموضوع لكم من كتاب (( عجائب الملكوت )) للكاتب : عبدالله بن محمد بن عباس الزاهد ...
تعليق