بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم يارب العالمين
لا يكتمل ايمان العبد الا بالولاء والاعتقاد الحقيقي بعصمة اهل البيت عليهم السلام والولاء لهم والبراءة من اعداهم .
أبشروا يا أحباب آل محمّد ، الإيمان يكتمل بموالاة محمّد وآل محمّد ، فقد تكفّل الله عزّ وجلّ بأن يعطي شهادة تخرّج لمدرسة الإيمان ، لمن اطمأن قلبه إلى حبّ محمّد وآل محمّد ، ولا يلزمه أن يملأ الدنيا ادعاءاً أنّه يحب محمّداً ، لكن آله ، كما قال بعض المتخرّصين : آله غير معصومين! لا يختلف حبّ محمّد عن آل محمّد ، ولا يتجزأ الإيمان ببعضهم عن كلّهم،
لماذا؟ لماذا حبّ محمّد وآل محمّد وبالتخصيص حبّ آل محمّد ، لماذا هو علامة الإيمان؟
أولا : نقول هو مجال الحبّ ، الحبّ الذي يعطي آل محمّد حقوقهم كلّها : علم الكتاب فلا يناطحه فيه علم ، الحكمة وهي بيان الكتاب فلا يناطحه بيان ، الملك وهو ولاية أمر الأمة فلا يزاحمهم في ذلك .. إذا أعطى آل محمّد ما أعطاهم الله دلّ ذلك على تجرّده عن الأشرة وابتعاده عن الأنانية وابتغائه بإيمانه وجه الله عزّ وجلّ ، وهذا هو المطلوب ، فالمطلوب أن يكون الإيمان ممحّض من غير قصد إلى السباق في الدنيا ، لأنّ الله عزّ وجلّ أكرم هذه الأمة بكرامة لم تنتفع بها وضيّعتها!
مشكلة كبرى في علاقتها بحكامها عبر التاريخ ، لمّا بعث الله محمّداً (صلى الله عليه وآله) ليردّ للإنسان إنسانيته وليكرّمه ويذهب بالطبقية والاستكبار والاستضعاف ويحجر الناس على قاعدة العبودية لله وحده ، أراد أن يريحكم من التنافس على الملك ، وقال : أنا أرحمكم يا عبادي ، بأن أجعل شأنكم إلى من عصمتهم ، عصمت عقولهم من الهوى وبطونهم من أكل الحرام ، عصمتهم عن أن يستلزموا بشيء ، فسأريحكم من مشكلة الحكم والقيادة والتوجيه ، بأن أعيّن لكم مدرسة معصومة لتنطلقوا في الحياة بغير جدال في مسائل الحكم ، ولتتّفقوا على هداية البشرية ، لأنّه لم يضيّع المسلمين إلاّ انقلابهم على ما خصّص الله به آل محمّد ، فأخذ يأكل بعضهم بعضاً ، وياليتهم عقلوا بعض مقالة الزهراء (عليها السلام) وهي تقول : « إمامتنا لمّاً للفرقة » (1) .
_________________
1 ـ دلائل الإمامة : 113 ، كشف الغمة : 2 / 110 ، وانظر : من لا يحضره الفقيه : 3 / 568 ، الاحتجاج : 1 / 134 ، بحار الأنوار : 6 / 107 ، بلاغات النساء : 16.
نعم هي الرحمة ، لكن الأمة اتبعت إبليس وقد صدّق عليها ظنّه : « وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيهِمْ إبليسُ ظَنَّهُ فاتَّبَعوهُ إلاّ فَريقاً مِنَ المُؤمِنينَ » (1) .
[ سأل سائل بعذاب واقع : ]
وأنتم إن شاء الله هذا الفريق الذي أبى أن يتّبع إبليس وهو يوسوس للقوم ويقول لهم قولة الأعرابي الذي نزلت فيه مقدّمة سورة المعارج ، الأعرابي الذي جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير بعد خطبة رسول الله وعقد الولاية لأمير المؤمنين (عليه السلام) ومبايعة القوم له بالولاية وقولهم : « بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم » (2) . هذا مبايع يمزج البيعة بالتهنئة ويمزج التهنئة بالحسد ويمزج الحسد بالتلصص!
جاء هذا الأعرابي ـ أحمق لا يعرف تلوين الكلام ، لا يعرف أن يأخذ البيعة بنيّة النقض والإنقلاب ـ بعد أن تمّت البيعة من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأعطى الولاية لعلي (عليه السلام).
__________________
1 - سبأ : 20.
2 ـ إشارة إلى مقولة عمر بن الخطاب ، أنظر : تاريخ بغداد : 8 / 284 ، البداية والنهاية : 7 / 386 ، شواهد التنزيل : 1 / 204 ، تاريخ دمشق : 42 / 233.
وهو مشهد غريب! المشهد في تفصيلاته لو أراد مخرج من مخرجي الأحداث في العصر الحديث أن يخرج هذا المشهد لأخرج عرضا ًبادي الوضوح والدلالة على أنّ الإنسان هنا يكمّل شعائره ، والذي يرفض
الشعيرة التي ستتم الآن يكون قد انقلب على عقبيه وخسر الدنيا والآخرة.
الأعرابي يسأل ـ ماذا يقول ـ : يا رسول الله أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله فشهدنا ـ مستكثر ويمنّ ـ وأمرتنا أن نصلّي الخمس فصلّينا ، وأمرتنا أن نخرج من أموالنا الزكاة فأخرجنا ، وأمرتنا أن نصوم فصمنا ، وأمرتنا أن نحج فحججنا ، وقد علمتُ أنّك عمدت إلى صهرك وابن عمك فوضعته على أعناقنا ، اللّهم إن كان كذلك فأمطر علينا حجارةً من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم ، ثمّ لم يتمهل حتى يسمع جواب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فولّى لبعيره ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أدركوه فقد حاق به ما توعّد نفسه به ، فأدركوه فإذا بصاعقة قد شطرته ببعيره ، وإذا بقول ربنا تعالى : « سَألَ سَائِلٌ بِعَذاب وَاقِع * لِلكَافِرينَ لَيسَ لَهُ دَافِعٌ » (1) .
هذا العذاب الذي عجّل الله به لمن تمرّد على ولاية آل محمد تمرداً صريحاً ظاهراً.
__________________
1 - المعارج : 1 ـ 2 ، أنظر : شواهد التنزيل : 2 / 381 ـ 385 ، جامع أحكام القرآن : 18/278 ، نظم درر السمطين : 93 ، ينابيع المودة : 2 / 369 ـ 370.
وأمّا الذين تمرّدوا تمرّداً خفيّاً ، فقد ادّخر لهم رأي الأمة المسكينة التي انخدعت بهم ، عذاب القرون التي تجرّعناه همّاً ووصماً ونحن نستهتف لوعيد ربّنا الذي حذّر منه القرآن وبيّن مدلوله رسول الله صلوات الله عليه وآله في بيان قوله تعالى : « قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلى أن يَبعَثَ عَلَيكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوقِكُمْ أوْ مِنْ تَحتِ
أرجُلِكُمْ » (1) الآية لما نزلت ، ومصادر السنة هي التي أوّلت التفسير الذي أضعه بين أيديكم ، يفسّرون ولا يفقهون ، تقول المصادر : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أعوذ بوجهك ، فلمّا نزلت : « أوْ مِنْ تَحتِ أرْجُلِكُمْ » قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أعوذ بوجهك ، فلمّا نزلت : « أوْ يُلبِسَكُمْ شِيَعَاً وَيُذيقَ بَعضَكُمْ بَأسَ بَعض » (2) قال : هذه أهون وأيسر (3) .
فرّقونا .. وقسّمونا .. وجعلونا هدفاً لانتقام ربّنا في قوله تعالى : « إنَّ الَّذينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانوا شِيَعَاً لَستَ مِنهُمْ فِي شَيء » (4) .
كل ذلك يا أحباب ، منذ أن عرفت وتيقّنت وتبيّنت أن مذهب أهل البيت (عليهم السلام) هو خلاصة مدرسة الأنبياء والمرسلين.
_______________
1 و 2 - الأنعام : 65.
3 ـ مسند أحمد : 3 / 309 ، وانظر : صحيح البخاري : 5 / 193 ، سنن الترمذي : 4/327 ، سنن النسائي : 4 / 412 ، المعجم الأوسط : 9 / 36 ، تفسير ابن كثير : 2/145 ، الدر المنثور : 3 / 17 ، تفسير الثعالبي : 2 / 477 ، فتح القدير : 2 / 127 وغيرها.
4 ـ الأنعام : 159.
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم يارب العالمين
لا يكتمل ايمان العبد الا بالولاء والاعتقاد الحقيقي بعصمة اهل البيت عليهم السلام والولاء لهم والبراءة من اعداهم .
أبشروا يا أحباب آل محمّد ، الإيمان يكتمل بموالاة محمّد وآل محمّد ، فقد تكفّل الله عزّ وجلّ بأن يعطي شهادة تخرّج لمدرسة الإيمان ، لمن اطمأن قلبه إلى حبّ محمّد وآل محمّد ، ولا يلزمه أن يملأ الدنيا ادعاءاً أنّه يحب محمّداً ، لكن آله ، كما قال بعض المتخرّصين : آله غير معصومين! لا يختلف حبّ محمّد عن آل محمّد ، ولا يتجزأ الإيمان ببعضهم عن كلّهم،
لماذا؟ لماذا حبّ محمّد وآل محمّد وبالتخصيص حبّ آل محمّد ، لماذا هو علامة الإيمان؟
أولا : نقول هو مجال الحبّ ، الحبّ الذي يعطي آل محمّد حقوقهم كلّها : علم الكتاب فلا يناطحه فيه علم ، الحكمة وهي بيان الكتاب فلا يناطحه بيان ، الملك وهو ولاية أمر الأمة فلا يزاحمهم في ذلك .. إذا أعطى آل محمّد ما أعطاهم الله دلّ ذلك على تجرّده عن الأشرة وابتعاده عن الأنانية وابتغائه بإيمانه وجه الله عزّ وجلّ ، وهذا هو المطلوب ، فالمطلوب أن يكون الإيمان ممحّض من غير قصد إلى السباق في الدنيا ، لأنّ الله عزّ وجلّ أكرم هذه الأمة بكرامة لم تنتفع بها وضيّعتها!
مشكلة كبرى في علاقتها بحكامها عبر التاريخ ، لمّا بعث الله محمّداً (صلى الله عليه وآله) ليردّ للإنسان إنسانيته وليكرّمه ويذهب بالطبقية والاستكبار والاستضعاف ويحجر الناس على قاعدة العبودية لله وحده ، أراد أن يريحكم من التنافس على الملك ، وقال : أنا أرحمكم يا عبادي ، بأن أجعل شأنكم إلى من عصمتهم ، عصمت عقولهم من الهوى وبطونهم من أكل الحرام ، عصمتهم عن أن يستلزموا بشيء ، فسأريحكم من مشكلة الحكم والقيادة والتوجيه ، بأن أعيّن لكم مدرسة معصومة لتنطلقوا في الحياة بغير جدال في مسائل الحكم ، ولتتّفقوا على هداية البشرية ، لأنّه لم يضيّع المسلمين إلاّ انقلابهم على ما خصّص الله به آل محمّد ، فأخذ يأكل بعضهم بعضاً ، وياليتهم عقلوا بعض مقالة الزهراء (عليها السلام) وهي تقول : « إمامتنا لمّاً للفرقة » (1) .
_________________
1 ـ دلائل الإمامة : 113 ، كشف الغمة : 2 / 110 ، وانظر : من لا يحضره الفقيه : 3 / 568 ، الاحتجاج : 1 / 134 ، بحار الأنوار : 6 / 107 ، بلاغات النساء : 16.
نعم هي الرحمة ، لكن الأمة اتبعت إبليس وقد صدّق عليها ظنّه : « وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيهِمْ إبليسُ ظَنَّهُ فاتَّبَعوهُ إلاّ فَريقاً مِنَ المُؤمِنينَ » (1) .
[ سأل سائل بعذاب واقع : ]
وأنتم إن شاء الله هذا الفريق الذي أبى أن يتّبع إبليس وهو يوسوس للقوم ويقول لهم قولة الأعرابي الذي نزلت فيه مقدّمة سورة المعارج ، الأعرابي الذي جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير بعد خطبة رسول الله وعقد الولاية لأمير المؤمنين (عليه السلام) ومبايعة القوم له بالولاية وقولهم : « بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم » (2) . هذا مبايع يمزج البيعة بالتهنئة ويمزج التهنئة بالحسد ويمزج الحسد بالتلصص!
جاء هذا الأعرابي ـ أحمق لا يعرف تلوين الكلام ، لا يعرف أن يأخذ البيعة بنيّة النقض والإنقلاب ـ بعد أن تمّت البيعة من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأعطى الولاية لعلي (عليه السلام).
__________________
1 - سبأ : 20.
2 ـ إشارة إلى مقولة عمر بن الخطاب ، أنظر : تاريخ بغداد : 8 / 284 ، البداية والنهاية : 7 / 386 ، شواهد التنزيل : 1 / 204 ، تاريخ دمشق : 42 / 233.
وهو مشهد غريب! المشهد في تفصيلاته لو أراد مخرج من مخرجي الأحداث في العصر الحديث أن يخرج هذا المشهد لأخرج عرضا ًبادي الوضوح والدلالة على أنّ الإنسان هنا يكمّل شعائره ، والذي يرفض
الشعيرة التي ستتم الآن يكون قد انقلب على عقبيه وخسر الدنيا والآخرة.
الأعرابي يسأل ـ ماذا يقول ـ : يا رسول الله أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله فشهدنا ـ مستكثر ويمنّ ـ وأمرتنا أن نصلّي الخمس فصلّينا ، وأمرتنا أن نخرج من أموالنا الزكاة فأخرجنا ، وأمرتنا أن نصوم فصمنا ، وأمرتنا أن نحج فحججنا ، وقد علمتُ أنّك عمدت إلى صهرك وابن عمك فوضعته على أعناقنا ، اللّهم إن كان كذلك فأمطر علينا حجارةً من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم ، ثمّ لم يتمهل حتى يسمع جواب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فولّى لبعيره ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أدركوه فقد حاق به ما توعّد نفسه به ، فأدركوه فإذا بصاعقة قد شطرته ببعيره ، وإذا بقول ربنا تعالى : « سَألَ سَائِلٌ بِعَذاب وَاقِع * لِلكَافِرينَ لَيسَ لَهُ دَافِعٌ » (1) .
هذا العذاب الذي عجّل الله به لمن تمرّد على ولاية آل محمد تمرداً صريحاً ظاهراً.
__________________
1 - المعارج : 1 ـ 2 ، أنظر : شواهد التنزيل : 2 / 381 ـ 385 ، جامع أحكام القرآن : 18/278 ، نظم درر السمطين : 93 ، ينابيع المودة : 2 / 369 ـ 370.
وأمّا الذين تمرّدوا تمرّداً خفيّاً ، فقد ادّخر لهم رأي الأمة المسكينة التي انخدعت بهم ، عذاب القرون التي تجرّعناه همّاً ووصماً ونحن نستهتف لوعيد ربّنا الذي حذّر منه القرآن وبيّن مدلوله رسول الله صلوات الله عليه وآله في بيان قوله تعالى : « قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلى أن يَبعَثَ عَلَيكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوقِكُمْ أوْ مِنْ تَحتِ
أرجُلِكُمْ » (1) الآية لما نزلت ، ومصادر السنة هي التي أوّلت التفسير الذي أضعه بين أيديكم ، يفسّرون ولا يفقهون ، تقول المصادر : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أعوذ بوجهك ، فلمّا نزلت : « أوْ مِنْ تَحتِ أرْجُلِكُمْ » قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أعوذ بوجهك ، فلمّا نزلت : « أوْ يُلبِسَكُمْ شِيَعَاً وَيُذيقَ بَعضَكُمْ بَأسَ بَعض » (2) قال : هذه أهون وأيسر (3) .
فرّقونا .. وقسّمونا .. وجعلونا هدفاً لانتقام ربّنا في قوله تعالى : « إنَّ الَّذينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانوا شِيَعَاً لَستَ مِنهُمْ فِي شَيء » (4) .
كل ذلك يا أحباب ، منذ أن عرفت وتيقّنت وتبيّنت أن مذهب أهل البيت (عليهم السلام) هو خلاصة مدرسة الأنبياء والمرسلين.
_______________
1 و 2 - الأنعام : 65.
3 ـ مسند أحمد : 3 / 309 ، وانظر : صحيح البخاري : 5 / 193 ، سنن الترمذي : 4/327 ، سنن النسائي : 4 / 412 ، المعجم الأوسط : 9 / 36 ، تفسير ابن كثير : 2/145 ، الدر المنثور : 3 / 17 ، تفسير الثعالبي : 2 / 477 ، فتح القدير : 2 / 127 وغيرها.
4 ـ الأنعام : 159.
تعليق