مقام الشهادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    مقام الشهادة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآلـه محمد الطيبين الطاهرين
    مقام الشهادة
    حالات ماقبل الشهادة:
    للشهادة وجهان: - وجه ملكوتي خارج عن إطار عقولنا وفهمنا.
    - وجه روحي ونفسي، موجود في الشهيد قبل استشهاده، وببركته يتأهب الشهيد كي يدخل دائرة الرحمة والمغفرة والفيض الإلهي.
    فيكون اولاً قلبه حراً، وليس أسيراً للتعلّقات،
    وثانياً يأتيه الله تعالى برزق حسن، رزق معنوي. وهذا العطاء من الله تعالى لا يختص بالشهيد فقط بل يمتد إلينا بطهارة القلب والروح: ﴿كلّما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنّى لك هذا قالت هو من عند الله إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب﴾.
    وثالثاً يكون يوم شهادتهم كيوم عرسهم، فالّذين لم يفرحوا طيلة حياتهم، يفرحون يوم شهادتهم، كالذي حدث في كربلاء يوم العاشر؛
    لأنّ ساعة الوصال تقترب،
    ورابعاً تجدهم مهتمين بالآخرين، متوجهين إليهم، لا ينسونهم، يساعدونهم دائماً.
    وهذه الحالات الأربعة التي تظهر على الشهيد قد تكون واضحة، وقد تكون متخفية، وهي تظهر بعد الاستشهاد وبشكل كامل؛
    أي لا يكون حضورهم في الآخرة مختلفاً تماماً عن حضورهم في الدنيا.
    عند الاستشهاد:
    أما عندما تحين الشهاده؛ يتحقق مشهد جميل للشهيد، ودون ذلك المشهد لا يستطيع أن ينتقل من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة،
    وكأنّه إنسان ضعيف لا يتمكن من الانتقال من هذا العالم مع جميع خصوصياته، إلاّ بمساعدة ذلك المشهد؛
    لأنّه يحتاج إلى طاقة وقوة تساعده؛ لينتقل من هذه المرحلة إلى مرحلة أخرى،
    هذا الأمر المقوّي الذي يُحِدثْ في روح الشهيد قوة وطاقة مضاعفة، وتجعله يعدُّ نلفسه وروحه للانتفال هو شهود جمال الله،
    وقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): «الشهيد ينظر إلى وجه الله». (ميزان الحكمة، مادة الشهيد).
    هذه الحالة الروحانية وهي رؤية وجه الله، عبارة عن حالة الفناء، حيث تُخرِج الإنسان من سجن الأنانية، ومن سجن النفس، وهي تحصل لبعض الأشخاص، فيكونوا شهداء ولو لم يموتوا جسدياً. كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: يابني إنّك ستُساق إلى العراق وتستشهد، ويستشهد معك جماعة لا يجدون ألم مس الحديد لأجل الفناء؛ أي أنّ الإنسان يغفل عن وجوده، ومتعلقاته، وعن كل شيء سوى الله تعالى». (نسخ التواريخ، سيرة الإمام الحسين)
    وفي قصة يوسف (عليه السلام)، أنّ النسوة قطّعن أيديهنّ حين رأين يوسف، ولم يشعرن بالألم،
    كانه حدث لهنّ ما يشبه الفناء وغفلن عن وجودهنّ في لحظات.
    كيف يتحقق الفناء:
    يقول الله تعالى في سورة الذاريات:﴿وما خلقت الإنس والجن إلاّ ليعبدون﴾ يصرح الله تعالى أنّ هدف هذا الخلقة عندما تتحقق بشكل كامل؛ العبادة.
    في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) «العبودية جوهرة كنهها الربوبية»؛ أي أنّ باطن العبادة وحقيقتها أن تصيّر الإنسان رباً على نفسه.
    نحن نريد أمراً لكن نقوم بأمر آخر، نريد أن لا نغضب، وأن لا نستغيب، وأن لا نرتكب أي ذنب،
    لكن نقوم بالعكس، هذا يعني أنّنا لسنا مالكين لأنفسنا.
    لماذا لا تشعر أنّك تقبل على الصلاة؛ لأنّ خيالك ليس أسيرك، بل أنت تخضع أمامه، كيف يحتمل الإنسان هذا العجز،
    ويرضى أن يبقى في حالة الضعف والعجز، ألا يهينكم الخيال بدخوله متى يشاء؟
    فإنّ أشد المرض أن يعتاد الإنسان عليه ولا يشعر بألمه، مع أنّه يتّسع ويشتد مثل بعض الأمراض.


    والعبودية ليست الهدف النهائي، بل يحتاج الإنسان إلى التحرك والعمل للوصول إلى مرتبة اليقين، الذي يعادل الشهود، فعندما يصل الإنسان إلى اليقين يصل إلى الشهود. يذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أننّا أرينا إبراهيم ملكوت السموات والأرض، لعدة أسباب منها: اليقين. وفي بعض الآيات الأخرى تتحدث عن العكس، مثل: ﴿كلا لو تعلمون علم اليقين لترونّ الجحيم﴾،
    عندما يستطيع السالك أن يرى الجحيم، يستطيع أن يرى الجنة، وفي هذه المرحلة مرحلة اليقين والشهود ينظر الإنسان
    إلى وجه الله كي ينتقل إلى مرحلة أخرى، وذلك بعد الانتقال بمرحلة العبودية تدريجياً



    الشيخ علي سائلي

  • ** خـادم العبـاس **
    • Mar 2009
    • 17496

    #2

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      يعمل...
      X