دمعة الكرار
29-05-2012, 08:40 AM
هل ماتت الزهراء (عليها السلام) بلا إمام؟!
صرحت الروايات: بأن الزهراء (عليها السلام) أوصت أن تدفن سراً، وأن لا يحضر جنازتها أبو بكر، ولا عمر،
ولا غيرهما ممن ظلموها، وأن يُعَفِّي علي (عليه السلام) موضع قبرها.
كما أنها لم تأذن لهما بعيادتها.. وإنما دخلا عليها بعد ذلك لأن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الذي أدخلهما بيته.
وقد صرحت لهما حينئذ: بأنها غاضبة عليهما.. وصرحت الروايات أيضاً: بأنها (عليها السلام)
قد ماتت واجدة عليهما..
من هو إمام الزهراء (عليها السلام)؟
وهنا سؤال يحتاج إلى جواب، وهو: من كان إمام الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها؟! إذ لا شك في أنها
لم تعترف لأبي بكر بالإمامة، بل كانت تراه ظالماً لها، معتدياً على حرمات الله تعالى!! وماتت واجدة عليه، هاجرة له،
تدعو عليه بعد كل صلاة و...أم يعقل أن تكون قد ماتت بغير إمام؟! مع أن النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: من
مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.. أو نحو ذلك!!
المراد بالميتة الجاهلية
وقد يسأل سائل هنا فيقول: فقد فسرت الروايات ميتة الجاهلية بميتة الضلال..
فقد روي عن ابن أبي يعفور، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية).
قال: قلت: ميتة كفر!
قال: ميتة ضلال الخ..
فلماذا عدل الإمام (عليه السلام) عن ميتة الكفر إلى ميتة الضلال، مع أن أهل الجاهلية
يموتون على الكفر؟!
ونجيب بما قاله المجلسي (رحمه الله): (لعله (عليه السلام) عدل عن تصديق كفرهم إلى إثبات الضلال لهم، لأن
السائل توهم أنه يجري عليهم أحكام الكفر في الدنيا كالنجاسة، ونفي التناكح، والتوارث وأشباه ذلك، فنفى ذلك،
وأثبت لهم الضلال عن الحق في الدنيا، وعن الجنة في الآخرة، فلا ينافي كونهم في الآخرة ملحقين
بالكفار، مخلدين بالنار، كما دلت عليه سائر الأخبار.
ويحتمل أن يكون التوقف عن إثبات الكفر، لشموله من ليس له إمام من المستضعفين؛ إذ
فيهم احتمال النجاة من العذاب الخ..).
المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي
صرحت الروايات: بأن الزهراء (عليها السلام) أوصت أن تدفن سراً، وأن لا يحضر جنازتها أبو بكر، ولا عمر،
ولا غيرهما ممن ظلموها، وأن يُعَفِّي علي (عليه السلام) موضع قبرها.
كما أنها لم تأذن لهما بعيادتها.. وإنما دخلا عليها بعد ذلك لأن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الذي أدخلهما بيته.
وقد صرحت لهما حينئذ: بأنها غاضبة عليهما.. وصرحت الروايات أيضاً: بأنها (عليها السلام)
قد ماتت واجدة عليهما..
من هو إمام الزهراء (عليها السلام)؟
وهنا سؤال يحتاج إلى جواب، وهو: من كان إمام الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها؟! إذ لا شك في أنها
لم تعترف لأبي بكر بالإمامة، بل كانت تراه ظالماً لها، معتدياً على حرمات الله تعالى!! وماتت واجدة عليه، هاجرة له،
تدعو عليه بعد كل صلاة و...أم يعقل أن تكون قد ماتت بغير إمام؟! مع أن النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: من
مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.. أو نحو ذلك!!
المراد بالميتة الجاهلية
وقد يسأل سائل هنا فيقول: فقد فسرت الروايات ميتة الجاهلية بميتة الضلال..
فقد روي عن ابن أبي يعفور، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية).
قال: قلت: ميتة كفر!
قال: ميتة ضلال الخ..
فلماذا عدل الإمام (عليه السلام) عن ميتة الكفر إلى ميتة الضلال، مع أن أهل الجاهلية
يموتون على الكفر؟!
ونجيب بما قاله المجلسي (رحمه الله): (لعله (عليه السلام) عدل عن تصديق كفرهم إلى إثبات الضلال لهم، لأن
السائل توهم أنه يجري عليهم أحكام الكفر في الدنيا كالنجاسة، ونفي التناكح، والتوارث وأشباه ذلك، فنفى ذلك،
وأثبت لهم الضلال عن الحق في الدنيا، وعن الجنة في الآخرة، فلا ينافي كونهم في الآخرة ملحقين
بالكفار، مخلدين بالنار، كما دلت عليه سائر الأخبار.
ويحتمل أن يكون التوقف عن إثبات الكفر، لشموله من ليس له إمام من المستضعفين؛ إذ
فيهم احتمال النجاة من العذاب الخ..).
المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي