إكبــــــــار النفــــــــــس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    إكبــــــــار النفــــــــــس


    إكبــــــــار النفــــــــــس
    كل صغير يرى نفسه كبيراً ، وذلك دليل صغر النفس ، وضعة الروح !
    فالنفس يصيبها ما يصيب العين من قصر النظر ، فيرى القريب ، ولا يرى البعيد !
    والإنسان مجبول على تكبير نفسه ، وتزيين عمله ، مهما قل وقبح .
    وكلما قويت هذه النزعة في النفس ، انحطت ، وخف وزنها ، وضعف عملها .. وكلما انعكس الأمر ، فرأى الشخص نفسه صغيراً ، وعمله حقيراً ، ثقلت نفسه ، وازدادت همتها ، وبَعُد نظرها ، فهو ينشد الكمال دائباً ، ويطلب الرقي أبداً ، حتى يصل .. ( إن من جد على الدرب وصل ) .
    ويقال : إن هذا الشعور هو سر تقدم المعاقين كمن به عرج أو عمى أو .. لأنه يرى نفسه ناقصاً أمام الناس ، فيدأب لكي يثقل نفسه علماً وأدباً و .. حتى يعلو نجمه ، ويرتفع قدره .
    وقد حارب الإسلام هذه النزعة أشد المحاربة ، حرصاً منه على ترفيع المجتمع ، وترقية الأفراد ، وقد استغرب القرآن تزكية المرء نفسه ، قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء ) النساء : 49 .
    ونهى المسلمين نهياً صريحاً عن تزكية أنفسهم : فقال : ( ... هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى ) .
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا تحقروا شيئاً من الشر وإن صغر في أعينكم ، ولا تستكثروا شيئاً من الخير وإن كثر في أعينكم ) .
    والحكمة في ذلك واضحة ، فإن كل شيء إذا صغر في عين الإنسان أتى بما فوقه ، وكل شيء إذا كبر في نفسه ، لم يأت بما فوقه .
    فإن إستصغر الشر أتى بشيء آخر ، وإن إستكثر الخير لم يأت بخير أكبر ، وكلاهما مفسدة للدنيا والدين .
    وقد جمع الإمام الصادق ( عليه السلام ) كل ذلك في كلمة رائعة يحكيها عن الشيطان قال : ( قال إبليس ـ لعنه الله ـ لجنوده : إذا استمكنت من إبن آدم في ثلاث ، لم أُبال ما عمل ، فإنه غير مقبول منه !: إذا إستكثر عمله ونسى ذنبه ، ودخله العجب ) ! .
    وليس العجب دائر في فلك العبادة فإن العجب مذموم في كل مجال : مجال العبادة والإبتهال ، مجال العلم والثقافة ، مجال الصنعة والإختراع ، مجال الزعامة والرئاسة .
    ولذا أطلق الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كلمته الرائعة : ( العجب هلاك ، والصبر ملاك ) .
    لكن ليعلم الفرق بين إكبار النفس والعمل ، وبين علو الهمة ، ان الثاني من الفضائل ويصحبه الإعتزاز بالنفس ، لا اعتزاز المعجب الخوار ، بل اعتزاز العامل العملاق ، بخلاف الأول فإنه رذيلة مردية ، طالما تودي بصاحبها ، وتسقطه عن الحيوية والنشاط .
    يقول الإمام السجاد ( عليه السلام ) في دعائه المسمى بـ ( مكارم الأخلاق ) : ( اللهم صلّ على محمدٍ وآل محمد وحلني بحلية الصالحين ، وألبسني زينة المتقين ، في بسط العدل ، وكظم الغيظ .. واستقلال الخير وإن كثر ، من قولي وفعلي ، واستكثار الشر وإن قل ، من قولي وفعلي .. ) .
    إنه طموح وعلو همة ، وتخلية للنفس عن الشوائب الزائفة ، وفرق بينه وبين الإكبار الطائش .

  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • محـب الحسين

        • Nov 2008
        • 46763

        #4
        أحسنتِ اختي العزيزه
        جزاكِ الله خير الجزاء

        تعليق

        • الـدمـع حـبـر العـيـون
          • Apr 2011
          • 21803

          #5
          طَرحْ رَآئعْ عَزيِزتيْ ..

          رَفعْ آلله قَدرككْ وَأسّكَنكِ آلفَردَوسْ آلأعَلىْ

          أثَآبكِ آلإلة

          تعليق

          • الـدمـع حـبـر العـيـون
            • Apr 2011
            • 21803

            #6
            طَرحْ رَآئعْ عَزيِزتيْ ..

            رَفعْ آلله قَدرككْ وَأسّكَنكِ آلفَردَوسْ آلأعَلىْ

            أثَآبكِ آلإلة

            تعليق

            • دمعة الكرار
              • Oct 2011
              • 21333

              #7

              تعليق

              يعمل...
              X