اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علينا الملاحظة الدقيقة للمنظومة التي يقع فيها شهر رجب المرجب حيث من بعده يأتي شهر شعبان ثم شهر رمضان المبارك وهذه الأشهر الثلاثة في الحقيقة فرصة مناسبة جدا جدا للإنسان الذي يريد ترميم العلاقة بينه وبين الله سبحانه وتعالى , ونستطيع القول أن هذا الشهر هو شهر التخلية للإنسان كما في مصطلحات علم الأخلاق أي على الإنسان أن يتخلى من المعصية ومن الذنب بكل أشكاله وبكل أنواعه سواءً تعلق بحق الله أو بحق الناس أو بحق نفسه.
فعليه أن يتخلى عن جميع ما يرتبط بهذه الحقوق ويؤديها كما ينبغي ويترك مالا ينبغي لأن من حقوق النفس على الإنسان أن لا يعصي الإنسان باريه وخالقه – عز وجل - لأن في ذلك ظلم وضرر على نفسه وكلٌّ يلاقي ما عمله عد الله سبحانه وتعالى , قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ ﴾ الانشقاق 6 فالكل سيلاقي الله سبحانه وتعالى سواء كان مؤمنا أو كافرا أو منافقا من أي طائفة كان ومن أي توجه ومن أي معتقد إما أن يلاقي الرحيم الغفور الودود وإما أن يلاقي شديد العقاب .
ومن الجيد في الحقيقة قبل أن يأتي شهر رمضان المبارك أن يبدأ الإنسان من الآن في ترميم العلا قه بينه وبين الله وبينه وبين الناس وبينه وبين نفسه فأحيانا الإنسان قد يرمم العلاقة بينه وبين الله فقط من خلال تأدية الواجبات وترك المحرمات ولكن في علاقاته مع الناس تجده ظالما معتديا سالبا ومنتهكا للحقوق المادية والمعنوية ظناً منه أن تلك العلاقة بينه وبين الله سبحانه وتعالى كافية في اجتياز العقبات الأخروية وأن علاقته السيئة مع الناس لا تخل بعلاقته مع الله وفي الحقيقة هذه ما هي إلا من حيل وخدع النفس والشيطان حيث تجعل الإنسان يأكل الحرام ويسرق أموال الناس ويتعدى على أعراض وممتلكات الآخرين ظنا منه أن تلك الصلاة وتلك العبادة ستكون مقبولة عند الله تعالى بينما الأمر ليس كذلك
عن محمد بن علي الجواد ( عليهما السلام ) عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : ( لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل ، انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة ) أي أن الإسلام يريد من الإنسان أن يكون في حالة توازن بين علاقته مع الله عز وجل وبين علاقته مع الناس وبين علاقته مع نفسه , فإذا وقع خلل في نظام أية علاقة من هذه العلاقات فسيؤثر ذلك الخلل على مسير بقية العلاقات لكونها مترابطة ومتداخلة , نعم . . قد يغضب الإنسان أحيانا على أفراد من الناس فإن كان هذا الغضب ناتجا عن التزامه بمبدأ من المبادئ التي لله فيها رضا فلا يمكن أن تختل العلاقة حينئذ بينه وبين الله على حساب الناس فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وهذا أمر واضح طبعا ً.
العلامة الشيخ عبدالله الياسين..نسألكم الدعاء __________________
تعليق