اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
العدل .. وأنواعه ومحاسنه

العدل ضد الظلم ، وهو مناعة نفسية ، تردع صاحبها عن الظلم ، وتحفّزه على العدل ، وأداء الحقوق والواجبات
وهو سيّد الفضائل ، ورمز المفاخر ، وقوام المجتمع المتحضّر ، وسبيل السعادة والسلام
وقد مجّده الإسلام ، وعنى بتركيزه والتشويق إليه في القرآن والسنّة : قال تعالى :
( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ) النحل : 90
وقال تعالى :
( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ) الإنعام : 152
وقال عز وجل :
( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ ) النساء : 58
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( العدل أحلى من الشهد ، وألين من الزبد ، وأطيب ريحاً من المسك )
وقال الراوي للإمام علي زين العابدين ( عليه السلام ) أخبرني بجميع شرائع الدين ؟ قال ( عليه السلام ) : ( قول الحق ، والحكم بالعدل ، والوفاء بالعهد )
وقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) :
( استعمال العدل والإحسان مؤذن بدوام النعمة )
أنواع العدل :
للعدل صور مشرقة تشع بالجمال والجلال ، وإليك أهمّها :
1ـ عدل الإنسان مع الله عز وجل :
وهو أزهى صور العدل ، وأسمى مفاهيمه ، وعنوان مصاديقه ، وكيف يستطيع الإنسان أن يؤدّي واجب العدل للمنعم الأعظم ، الذي لا تحصى نعماؤه ، ولا تعدّ آلاؤه ؟!
وإذا كان عدل المكافأة يُقدّر بمعيار النعم ، وشرف المنعم ، فمن المستحيل تحقيق العدل نحو واجب الوجود ، والغني المطلق عن سائر الخلق ، إلاّ بما يستطيعه قصور الإنسان ، وتوفيق المولى عز وجل له
وجماع العدل مع الله تعالى يتلّخص في الإيمان به وتوحيده ، والإخلاص له ، وتصديق سفرائه وحججه على العباد ، والاستجابة لمقتضيات ذلك من التوله بحبّه والتشرّف بعبادته ، والدأب على طاعته ، ومجافاة عصيانه .
2ـ عدل الإنسان مع المجتمع :
وذلك برعاية حقوق أفراده ، وكفّ الأذى والإساءة عنهم ، وسياستهم بكرم الأخلاق ، وحسن المداراة وحبّ الخير لهم ، والعطف على بؤسائهم ومعوزيهم ، ونحو ذلك من محقّقات العدل الاجتماعي .
وقد لخّص الله تعالى واقع العدل العام في آية من كتابه المجيد :
( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ ) النحل : 90
وقد رسم الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) منهاج العدل الاجتماعي بإيجاز وبلاغة ، فقال لابنه : ( يا بنُيّ اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك ، فأحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك ، واكره له ما تكره لها ، ولا تظلم كما لا تحب أن تُظلم ، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك ، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك ، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك ، ولا تقل ما لا تعلم وإن قلّ ما تعلم ، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك )
أوصى ( عليه السلام ) ابنه الكريم أن يكون عادلاً فيما بينه وبين الناس كالميزان ، ثمّ أوضح له صور العدل وطرائقه إيجاباً وسلباً
3ـ عدل البشر الأحياء مع أسلافهم الأموات :
الذين رحلوا عن الحياة ، وخلّفوا لهم المال والثراء ، وحرموا من متعه ولذائذه ، ولم يكسبوا في رحلتهم الأبدية ، إلاّ أذرعاً من أثواب البلى ، وأشباراً ضيقة من بطون الأرض
فمن العدل أن يستشعر الأحياء نحو أسلافهم بمشاعر الوفاء والعطف وحسن المكافاة ، وذلك بتنفيذ وصاياهم ، وتسديد ديونهم ، وإسداء الخيرات والمبرّات إليهم ، وطلب الغفران والرضا والرحمة من الله عز وجل لهم
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ الميّت ليفرح بالترّحم عليه ، والاستغفار له ، كما يفرح الحي بالهدية تُهدى إليه)
وقال ( عليه السلام ) : ( من عمل من المسلمين عن ميّت عملاً صالحاً ، أضعف الله له أجره ، ونفع الله به الميت )
4ـ عدل الحكّام :
وحيث كان الحكّام ساسة الرعية ، وولاة أمر الأمّة ، فهم أجدر الناس بالعدل ، وأولاهم بالتحلّي به ، وكان عدلهم أسمى مفاهيم العدل ، وأروعها مجالاً وبهاءً ، وأبلغها أثراً في حياة الناس ، بعدلهم يستتب الأمن ، ويسود السلام ، ويشيع الرخاء ، وتسعد الرعية
وبجورهم تنتكس تلك الفضائل ، والأماني إلى نقائضها ، وتغدو الأمّة آنذاك في قلق وحيرة وضنك وشقاء
العدل .. وأنواعه ومحاسنه

العدل ضد الظلم ، وهو مناعة نفسية ، تردع صاحبها عن الظلم ، وتحفّزه على العدل ، وأداء الحقوق والواجبات
وهو سيّد الفضائل ، ورمز المفاخر ، وقوام المجتمع المتحضّر ، وسبيل السعادة والسلام
وقد مجّده الإسلام ، وعنى بتركيزه والتشويق إليه في القرآن والسنّة : قال تعالى :
( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ) النحل : 90
وقال تعالى :
( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ) الإنعام : 152
وقال عز وجل :
( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ ) النساء : 58
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( العدل أحلى من الشهد ، وألين من الزبد ، وأطيب ريحاً من المسك )
وقال الراوي للإمام علي زين العابدين ( عليه السلام ) أخبرني بجميع شرائع الدين ؟ قال ( عليه السلام ) : ( قول الحق ، والحكم بالعدل ، والوفاء بالعهد )
وقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) :
( استعمال العدل والإحسان مؤذن بدوام النعمة )
أنواع العدل :
للعدل صور مشرقة تشع بالجمال والجلال ، وإليك أهمّها :
1ـ عدل الإنسان مع الله عز وجل :
وهو أزهى صور العدل ، وأسمى مفاهيمه ، وعنوان مصاديقه ، وكيف يستطيع الإنسان أن يؤدّي واجب العدل للمنعم الأعظم ، الذي لا تحصى نعماؤه ، ولا تعدّ آلاؤه ؟!
وإذا كان عدل المكافأة يُقدّر بمعيار النعم ، وشرف المنعم ، فمن المستحيل تحقيق العدل نحو واجب الوجود ، والغني المطلق عن سائر الخلق ، إلاّ بما يستطيعه قصور الإنسان ، وتوفيق المولى عز وجل له
وجماع العدل مع الله تعالى يتلّخص في الإيمان به وتوحيده ، والإخلاص له ، وتصديق سفرائه وحججه على العباد ، والاستجابة لمقتضيات ذلك من التوله بحبّه والتشرّف بعبادته ، والدأب على طاعته ، ومجافاة عصيانه .
2ـ عدل الإنسان مع المجتمع :
وذلك برعاية حقوق أفراده ، وكفّ الأذى والإساءة عنهم ، وسياستهم بكرم الأخلاق ، وحسن المداراة وحبّ الخير لهم ، والعطف على بؤسائهم ومعوزيهم ، ونحو ذلك من محقّقات العدل الاجتماعي .
وقد لخّص الله تعالى واقع العدل العام في آية من كتابه المجيد :
( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ ) النحل : 90
وقد رسم الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) منهاج العدل الاجتماعي بإيجاز وبلاغة ، فقال لابنه : ( يا بنُيّ اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك ، فأحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك ، واكره له ما تكره لها ، ولا تظلم كما لا تحب أن تُظلم ، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك ، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك ، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك ، ولا تقل ما لا تعلم وإن قلّ ما تعلم ، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك )
أوصى ( عليه السلام ) ابنه الكريم أن يكون عادلاً فيما بينه وبين الناس كالميزان ، ثمّ أوضح له صور العدل وطرائقه إيجاباً وسلباً
3ـ عدل البشر الأحياء مع أسلافهم الأموات :
الذين رحلوا عن الحياة ، وخلّفوا لهم المال والثراء ، وحرموا من متعه ولذائذه ، ولم يكسبوا في رحلتهم الأبدية ، إلاّ أذرعاً من أثواب البلى ، وأشباراً ضيقة من بطون الأرض
فمن العدل أن يستشعر الأحياء نحو أسلافهم بمشاعر الوفاء والعطف وحسن المكافاة ، وذلك بتنفيذ وصاياهم ، وتسديد ديونهم ، وإسداء الخيرات والمبرّات إليهم ، وطلب الغفران والرضا والرحمة من الله عز وجل لهم
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ الميّت ليفرح بالترّحم عليه ، والاستغفار له ، كما يفرح الحي بالهدية تُهدى إليه)
وقال ( عليه السلام ) : ( من عمل من المسلمين عن ميّت عملاً صالحاً ، أضعف الله له أجره ، ونفع الله به الميت )
4ـ عدل الحكّام :
وحيث كان الحكّام ساسة الرعية ، وولاة أمر الأمّة ، فهم أجدر الناس بالعدل ، وأولاهم بالتحلّي به ، وكان عدلهم أسمى مفاهيم العدل ، وأروعها مجالاً وبهاءً ، وأبلغها أثراً في حياة الناس ، بعدلهم يستتب الأمن ، ويسود السلام ، ويشيع الرخاء ، وتسعد الرعية
وبجورهم تنتكس تلك الفضائل ، والأماني إلى نقائضها ، وتغدو الأمّة آنذاك في قلق وحيرة وضنك وشقاء
تعليق