بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
الفطره السليمه هي التي تحث الانسان الى محاولة الانقياد ونيل الرضا الالهي والتسليم لامره تعالى ، فالعباده نابعه من الذات الانسانيه السليمه والشعائر الالهيه احدى مصاديق هذا التسليم لله تعالى والموده لاهل البيت عليهم السلام التي امرنا الله بها ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً الا الْمَوَدَةَ فِي الْقُرْبَى ) (الشورى : 23 ) .
فهي جزء من الشعائر الالهيه لانها اظهار المحبه المكنونه ، فهي المرحله المتقدمه التي تحتاج الى مؤنه وحب شديد وشوق مؤكد حتى تظهر بمظاهر الوفاء وهي مرحله الصدق والعلانيه بما يترتب عليها من الانتصار لمن يواليه وهذه المظاهر تتشكل باشكال نوعيه وكميه حسب مراتب الحب والولاء .
وقد عبر القران الكريم عنها بالشعائر وهي جمع شعيره ،وهي العلامه، وشعائر الله هي بمثابة الاعلام التي نصبها الله تعالى ، فهي تظهر تارة في السعي بين الصفا والمروه لقوله تعالى ( انَ الصفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ الله ِ ) (البقره : 158 ) . لان السعي والطواف بينهما يؤدى من قبل النفوس الطاهره ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِمْ شَعَائِرَ اللهِ فَانهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (الحج : 32 ) .
فالدليل الى الله تعالى هم اهل البيت عليهم السلام ، والشعائر الحسينيه اوضح مصداق لشعائر اهل البيت عليهم السلام فالامام الحسين عليه السلام مصباح الهدى وسفينة النجاة وقول النبي الاعظم صلى الله عليه وآله (حسين مني وانا من حسين ) حيث كان بقاء الشريعه المحمديه بجهاده ، لذا فقد اقدمَ سيد الشهداء على محاولة الابقاء على الشعائر الالهيه بتضحيته بعدما استباح يزيد شعائر الله تعالى ، ومن ثم امعن في هتك الشعائر بهدم الكعبه المشرفه واستباحة المدينه المنوره ، ومن هنا حاول الامام زين العابدين والائمه من بعده عليهم السلام احياء الدين بواسطة اظهار مظلومية الامام الحسين عليه السلام والطلب بثأره ، فجاءت الروايات المستفيضه باظهار الجزع والحزن عليه ،وهي تغطي جميع اشكال الشعائر، لانها مصداق للجزع والحزن ،والمشي الى مرقده الشريف وزيارته عليه السلام واحياء امره احياءً لامر الدين ومصداقاً لحث الائمه عليهم السلام لهذا الامر بغض النظر عن اشكال الشعائر .
فالشعائر الحسينيه تقرب الى الله بالصفه المعنويه باي شكل كانت وتقرب صاحبها ، فهي كلها من مصاديق اظهار الجزع والحزن كما في الروايه الصحيحه ، سواء كان التمثيل للواقعه او ضرب السلاسل او اي خدمه حسينيه تصب في هذا المضمار ، فكل نوع يناله التقوى منكم لاتصاف صاحبها بالتعظيم للشعائر ، ونستعلم من القران الكريم ان مسالة الشعائر ليست جديده ، ففي كل امه لها شعائرها الخاصه كما قال الله سبحانه ( وَلِكُلِ أُمةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم من بَهِيمَةِ الأنْعَامِ
فَالَهُكُمْ الَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشرِ الْمُخْبِتِين )(الحج : 34 ) .
والمنسك مصدر ميمي وهو اسم زمان ومكان وكما قيل (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء) فما الضير من اتخاذ ايام عاشوراء وكربلاء للامه منسكا ؟! وفيها تقريب الناس الى الدين الحنيف ، وفيها ذكر الله واعلاء كلمته وولاية اهل البيت عليهم السلام ، وورد عنهم عليهم السلام ، ان الدين هو حبهم ، وهل الدين الا الحب في الله والبغض في الله والبراءه من اعداء الله ، ومن اظهر مصاديق الحب هي الشعائر الحسينيه التي اراد الباري تعالى بقائها ورفعتها على الدوام ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُو وَالآصَالِ )(النور : 36) .
البيوت هي بيوت عباده وتوجه الى الله سبحانه ، والشعائر الحسينيه هي شعائر الله سبحانه ، والقلوب والهه بحب الله وترجو اظهار المحبه والموده لاهل البيت عليهم السلام لنيل غفرانه ورضوانه ، اذن
المنطلقات والوسائل والاهداف كلها مقدسه ، فلا بد للطقوس الدينيه والشعائر الولائيه التي تمارس في الجوامع والحسينيات والعتبات وحتى الطرقات والبيوت ان لا تتخطى الشارع المقدس في حكمه لكي لا تخرجها عن ماهية شعائر الله .
المصدر:الشعائر الحسينيه من وحي الثوره وفتاوى السيد السيستاني دام ظله ل حسن الهاشمي ...
اللهم صلي على محمد وال محمد

الفطره السليمه هي التي تحث الانسان الى محاولة الانقياد ونيل الرضا الالهي والتسليم لامره تعالى ، فالعباده نابعه من الذات الانسانيه السليمه والشعائر الالهيه احدى مصاديق هذا التسليم لله تعالى والموده لاهل البيت عليهم السلام التي امرنا الله بها ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً الا الْمَوَدَةَ فِي الْقُرْبَى ) (الشورى : 23 ) .
فهي جزء من الشعائر الالهيه لانها اظهار المحبه المكنونه ، فهي المرحله المتقدمه التي تحتاج الى مؤنه وحب شديد وشوق مؤكد حتى تظهر بمظاهر الوفاء وهي مرحله الصدق والعلانيه بما يترتب عليها من الانتصار لمن يواليه وهذه المظاهر تتشكل باشكال نوعيه وكميه حسب مراتب الحب والولاء .
وقد عبر القران الكريم عنها بالشعائر وهي جمع شعيره ،وهي العلامه، وشعائر الله هي بمثابة الاعلام التي نصبها الله تعالى ، فهي تظهر تارة في السعي بين الصفا والمروه لقوله تعالى ( انَ الصفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ الله ِ ) (البقره : 158 ) . لان السعي والطواف بينهما يؤدى من قبل النفوس الطاهره ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِمْ شَعَائِرَ اللهِ فَانهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (الحج : 32 ) .
فالدليل الى الله تعالى هم اهل البيت عليهم السلام ، والشعائر الحسينيه اوضح مصداق لشعائر اهل البيت عليهم السلام فالامام الحسين عليه السلام مصباح الهدى وسفينة النجاة وقول النبي الاعظم صلى الله عليه وآله (حسين مني وانا من حسين ) حيث كان بقاء الشريعه المحمديه بجهاده ، لذا فقد اقدمَ سيد الشهداء على محاولة الابقاء على الشعائر الالهيه بتضحيته بعدما استباح يزيد شعائر الله تعالى ، ومن ثم امعن في هتك الشعائر بهدم الكعبه المشرفه واستباحة المدينه المنوره ، ومن هنا حاول الامام زين العابدين والائمه من بعده عليهم السلام احياء الدين بواسطة اظهار مظلومية الامام الحسين عليه السلام والطلب بثأره ، فجاءت الروايات المستفيضه باظهار الجزع والحزن عليه ،وهي تغطي جميع اشكال الشعائر، لانها مصداق للجزع والحزن ،والمشي الى مرقده الشريف وزيارته عليه السلام واحياء امره احياءً لامر الدين ومصداقاً لحث الائمه عليهم السلام لهذا الامر بغض النظر عن اشكال الشعائر .
فالشعائر الحسينيه تقرب الى الله بالصفه المعنويه باي شكل كانت وتقرب صاحبها ، فهي كلها من مصاديق اظهار الجزع والحزن كما في الروايه الصحيحه ، سواء كان التمثيل للواقعه او ضرب السلاسل او اي خدمه حسينيه تصب في هذا المضمار ، فكل نوع يناله التقوى منكم لاتصاف صاحبها بالتعظيم للشعائر ، ونستعلم من القران الكريم ان مسالة الشعائر ليست جديده ، ففي كل امه لها شعائرها الخاصه كما قال الله سبحانه ( وَلِكُلِ أُمةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم من بَهِيمَةِ الأنْعَامِ
فَالَهُكُمْ الَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشرِ الْمُخْبِتِين )(الحج : 34 ) .
والمنسك مصدر ميمي وهو اسم زمان ومكان وكما قيل (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء) فما الضير من اتخاذ ايام عاشوراء وكربلاء للامه منسكا ؟! وفيها تقريب الناس الى الدين الحنيف ، وفيها ذكر الله واعلاء كلمته وولاية اهل البيت عليهم السلام ، وورد عنهم عليهم السلام ، ان الدين هو حبهم ، وهل الدين الا الحب في الله والبغض في الله والبراءه من اعداء الله ، ومن اظهر مصاديق الحب هي الشعائر الحسينيه التي اراد الباري تعالى بقائها ورفعتها على الدوام ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُو وَالآصَالِ )(النور : 36) .
البيوت هي بيوت عباده وتوجه الى الله سبحانه ، والشعائر الحسينيه هي شعائر الله سبحانه ، والقلوب والهه بحب الله وترجو اظهار المحبه والموده لاهل البيت عليهم السلام لنيل غفرانه ورضوانه ، اذن
المنطلقات والوسائل والاهداف كلها مقدسه ، فلا بد للطقوس الدينيه والشعائر الولائيه التي تمارس في الجوامع والحسينيات والعتبات وحتى الطرقات والبيوت ان لا تتخطى الشارع المقدس في حكمه لكي لا تخرجها عن ماهية شعائر الله .
المصدر:الشعائر الحسينيه من وحي الثوره وفتاوى السيد السيستاني دام ظله ل حسن الهاشمي ...
تعليق