تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
بمجرد أن تذكر السيرة السياسية للإمام الحسن عليه السلام يذكر إلى جانبها صلح الإمام الحسن مع معاوية، بينما يغفل عن ذكر حرب الحسن عليه السلام مع معاوية، فإن الإمام الحسن عليه السلام كان قد قرر مواصلة مشوار أبيه أمير المؤمنين عليه السلام في حرب معاوية، وأول ما صنع في خلافته أن قام بمضاعفة أجور الجيش ثم تجهيز جيش لمحارب معاوية، ولم يصالح معاوية ويعرض عن قرار الحرب إلا بعد أن تفشى التخاذل وانتشر في جيشه.
فكان خيار الصلح خيارا اضطراريا لما انتشر في جيشه من التخاذل وكراهية الحرب، حتى خانه ابن عمه وعمود جيشه عبيد الله بن عباس، وتفشت الخيانات حتى وصل الأمر إلى محاولة قتل الإمام الحسن عليه السلام حيث ضرب برمح في فخذه وجعل ينزف دما.
والمواقف الدالة على إرادة الإمام الحسن عليه السلام للحرب كثيرة، منها أن معاوية أرسل جاسوسين بعد أن استتبت الأمور لخلافة الحسن عليه السلام لينقلا له الأخبار ويخربا على الحسن عليه السلام فما كان من الإمام الحسن عليه السلام إلا أن قطع رأس كل منهما وأرسل إلى معاوية يهدده بالحرب ويقول له يا معاوية كأنك أحببت الحرب واللقاء؟ فلا تشك يا معاوية في ذلك وتيقن بالحرب، وإليك النص بلفظه:
" ودس معاوية رجلا من بني حمير إلى الكوفة ، ورجلا من بني القين إلى البصرة يكتبان إليه بالاخبار ، فدل على الحميري عند لحام جرير ودل على القيني بالبصرة في بني سليم فأخذا وقتلا . وكتب الحسن إلى معاوية : أما بعد ، فإنك دسست إلى الرجال كأنك تحب اللقاء ، وما أشك في ذلك فتوقعه إن شاء الله ، وقد بلغني أنك شمت بمالا يشمت به ذوو الحجى”.( أبو الفرج الأصفهاني : مقاتل الطالبيين)
والحمد لله رب العالمين
تعليق