"الوصية الأخيرة"
د. حسن آل حطيط ألعاملي
قالت فاطمة (عليها السلام ) في وصيتها الأخيرة : يا بن العمّ ، إذا قضيت نحبي فاغسلني ولا تكشف عنّي ،فإنّي طاهرة مطهّرة ، وحنّطني بفاضل حنوط أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصَلِّ عليَّ ، وليصلِّ معك الأَدنى فالأَدنى من أهل بيتي ، وادفني ليلاً لا نهاراً، وسرّاً لا جهاراً ، وعفَّ موضع قبري ، ولا تشهد جنازتي أحداً ممّن ظلمني .
-1-
أدفنّي ليلا لا نهارا
أدفنّي سرّا لا جهارا
و دع الأيام تجري و تروي
عما جرى في داري و دارا!
أدفنّي ليلا لا نهارا
أدفنّي سرّا لا جهارا
و دع الأزمان تحكي و تبكي
على ما حلّ من أمري و صارا!
أدفنّي ليلا لا نهارا
أدفنّي سرّا لا جهارا
و عفّ موضع قبري و اصطبر
و انس أمر خطبي و استجر
بمن كان لقلبي المستجارا
هم أشعلوا في قلبي نارا
و أنا كنت من النار ستارا
أمنا و أمانا و منارا
أدفنّي ليلا لا نهارا
أدفنّي سرّا لا جهارا
-2-
أدفنّي ليلا لا نهارا
أدفنّي سرّا لا جهارا
و أرحني من همّ
هذه الدنيا الدنيّة
و عارها و شنارها
و أقلني من غمّّ
هذه البلوى البلّية
و لؤمها و لئامها
و خلّصني من سمّ
هذه الأفعى الشقيّة
و مكرها و دهائها
و شرّها و شرارها
و ليقل القائلون ما قال الناكثون
و ليفعل الفاعلون ما فعل المارقون
سيعرف التالون* ما زرع الأولون
من شراك و شقاق
و سيعلم الباقون ما ترك التاركون
من شقاء و نفاق
و دموع و دماء
و مآس و شقاء
و سيدرك اللاحقون ما افتعل العابثون
من خطوب و بلاء
و فراق و فناء
أنا كنت للطهر شعارا
عملا و سبيلا و مزارا
أدفنّي ليلا لا نهارا
أدفنّي سرّا لا جهارا
-3-
أدفنّي ليلا لا نهارا
أدفنّي سرّا لا جهارا
و اغسلني بماء السناء
و حنّطني بنور البهاء
و صلّ عليّ
صلاة السماء
و ادفنّي سرّا بقبري
و ادفن بقبري سرّي
و عجّل دفني و دعني
و لا تكشف عنّي و دعني
حيث ما أراد الله دعني
بكل ما احتواه صدري
من ألم و وهن
و كل ما اعتراه صبري
من وجع التجنّي!
أنا كنت للأرض قرارا
حبّا و حنانا و وقارا
أدفنّي ليلا لا نهارا
أدفنّي سرّا لا جهارا
-4-
أدفنّي ليلا لا نهارا
أدفنّي سرّا لا جهارا
و احملني الى حيث
مهبط الأنوار و الآمال
و انقلني الى حيث
مرقد الأسباب و الآجال
حيث ألقى ربّي
راضية رضيّة مرتضية
حيث ألقى ربّي
زاكية زكيّة متزكيّة
أنا كنت للدين فخارا
مثلا و مثالا و مسارا
أدفنّي ليلا لا نهارا
أدفنّي سرّا لا جهارا
*معاني الأخبار :عن فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام ) قالت : لما اشتدت علة فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله )، اجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار ، فقلن لها : يا بنت رسول الله : كيف أصبحت عن علتك ؟ فقالت ( عليها السلام ) : أصبحت والله عائفة لدنياكم ،قالية لرجالكم ..... لقد لقحت فنظرة ريث ما تنتج ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا ، وذعافا ممقرا ، هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون ، غب ما سن الأولون ، ثم طيبوا عن أنفسكم أنفسا ،وطأمنوا للفتنة جأشا ، وأبشروا بسيف صارم ، وهرج شامل ، واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيدا ، وزرعكم حصيدا فيا حسرتي لكم ، وأنى بكم ، وقد عميت [ قلوبكم ] عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون
تعليق