زينب الكبرى أميرة الصبر والصلاة والولاية(2)
كانت زينب الإنسانة الرحيمة أكثر حباً لأبنائها مما نحب أبناءنا وأكثر حباً لأخوتها مما نحب أخوتنا وأكثر حباً للصحابة والشهداء مما نحب نحن الصحابة والشهداء ولكنها كانت تدرك أن عليها أمانة ويجب أن تنهض بأمانتها إلى منتهى الغاية من حفظ الأمانات وأن في عنقها وصية القرآن الخالدة: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) فلم يسجّل عليها التاريخ أنها صرخت في غلس المآساة صرخة ويل ولم يأخذ عليها جيش الظلم أنها تأوهت في ليل الفجيعة آهة بثور لقد تقدّمت بخطى الولاية الثابتة وشقت طريقها بين السيوف واسنة الرماح نحو رأس الحسين فملأت كفها من دم الجسد الطاهر لتباهي السماء أن هذي نجومنا يا نجوم السماء. ولكي تطمئن على الضوء المختوم بطاعة الله نادت بضراعتها الشهيرة: (اللهم تقبل هذا القربان)
كانت زينب الإنسانة الرحيمة أكثر حباً لأبنائها مما نحب أبناءنا وأكثر حباً لأخوتها مما نحب أخوتنا وأكثر حباً للصحابة والشهداء مما نحب نحن الصحابة والشهداء ولكنها كانت تدرك أن عليها أمانة ويجب أن تنهض بأمانتها إلى منتهى الغاية من حفظ الأمانات وأن في عنقها وصية القرآن الخالدة: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) فلم يسجّل عليها التاريخ أنها صرخت في غلس المآساة صرخة ويل ولم يأخذ عليها جيش الظلم أنها تأوهت في ليل الفجيعة آهة بثور لقد تقدّمت بخطى الولاية الثابتة وشقت طريقها بين السيوف واسنة الرماح نحو رأس الحسين فملأت كفها من دم الجسد الطاهر لتباهي السماء أن هذي نجومنا يا نجوم السماء. ولكي تطمئن على الضوء المختوم بطاعة الله نادت بضراعتها الشهيرة: (اللهم تقبل هذا القربان)
فمن سجايا مجتمع الولاية والأولياء أنهم (يطيعون الله ورسوله) تلك هي ولاية المحبة والنصرة لتحقيق مرادف مقامها الأعلى أي القرب من الله سبحانه وتعالى لذلك أشارت الآية الكريمة إلى تشخيص وسائل التقرب من الله - الإصلاح - إقامة الصلاة - إيتاء الزكاة - طاعة الله والرسول حيث لا يصبح المؤمن ولياً ولا المؤمنة ولية لله إلا بالتسابق إلى درجة القرب من جنائن رحمته المفتوحة لمن أصلح وصلى وزكّى وأطاع الله ورسوله بدافع محبة الحق والعدل والانتصار للحق والعدل حتى ولو كلفّه ذلك جهاداً بالأموال والأنفس في سبيل الله فيما تصرّح به الآية الكريمة من سورة الأنفال: (إنّ الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض..)
فزينب (عليها السلام) التي آمنت وهاجرت وجاهدت وآوت ونصرت هي زينب التي وفدت إلى قصر يزيد - مسبية - وهي زينب المكناة بأم كلثوم التي اصطحبها زوجها عبد الله بن جعفر إلى قرية الراوية في غوطة دمشق حتى توفاها الله في الشام وسلّمت روحها إلى الرفيق الأعلى ليظل مرقدها ومقامها هاهنا كوكباً للولاية تستضيء به ولاية المؤمنين والمؤمنات حيث تؤكد المصادر الإسلامية الموثوقة كافة أنها (عليها السلام) المدفونة في (راويه) من غوطة الشام وهو ما أثبته معجم البلدان لياقوت الحموي - ورحلة ابن بطوطة - ورحلة ابن جبير - وغيرهم من مشاهير المؤرخين والباحثين وقد قيض الله سبحانه لمنارة ضريحها الشريف وعتباته المقدسة سدنة مباركين قاموا على عمارة هذا المقام من سلالة طاهرة وأسرة طيبة من البيت الهاشمي أسرة آل مرتضى الذين تولوا الإشراف على رعاية المرقد والزوار منذ مئات السنين وعملوا على تطوير البناء فيه حتى وصل إلى ما هو عليه الآن.
الشيخ عبد الحميد المهاجر
تعليق