تويت
ضاق بي الحد والخير وضغطتني المتناقضات فقررت ترك البدن والابحار في عمق الروح فانتقلت من الحدود لابحر في شطآني الممتده , علي ان اصل الى مرسى المعرفه وكلي امل ان اصل اليها سريعا من ذلك العمق فمضيت في سفينتي باتجاه معين كنت اظنه الطريق فوجدت نفسي وسط زبدٍ متحجر تجمع من هنا وهناك
زاحمني كثيرا وحال بيني وبين ما أروم فوجدت نفسي وسط دوامه فقلت : رباااه قصدتُ اليك كي اعرف ....
علمني كيف اعرف , فانا غادرت البدن لكي ابحث في اعماقي عن متسع من الافق لأتطلع من خلال شمسه الى حقيقه او بعض منها وبها احترز مما احذر , تملكني شعور ان الابحار في العمق لا يخلو عن اخطار وان ما غادرته هناك وجدته امامي ..
لكنني لملمت شتات جرأتي فسارعتُ بالدعاء وتضرعتُ بالبكاء وكررت السؤال رباه أُريد أن اعرف , الهي خذ بيدي لكي اعرف ولكن دون جدوى تلاشى امامي الطريق فأصبحت تائها بين طريق مجهول ومعرفه مفقوده ...
وزاد الامر سوءا ان تلك الأمواج قد نشطت في الأثناء وبدأت تتقاذفني بلا رحمه لتقول أنت من أمددتنا بهذا العنفوان فخذ من قوتنا نصيبا كما ان الاعياء قد دبَ بسفينتي لتودعني عند هذا الحد مهزومه امام ذلك الزبد المتحجر
وما زاد الامر مأساة أن حلقَ الظلام وغطى بجنحه ذلك العمق وكان موقفاً عصيباً جداً حيث لا دليل .. لا طريق .. لا واسطه عندها صرخت صراخا عاليا ..
الهي لِمَ تكلني الى نفسي فنفسي لا خير فيها الم تقل ادعوني استجب لكم , كيف ادعو ولا تسمعني . أصبحتُ يا الهي بكلي لساناً متضرعاً وبكلي يد استجداء . كان هذا كل الذي قد بقي لدي ليصيبني بعد ذلك الاغماء
في ذلك الموقف المخيف بعد تسليمي الامر الى بارئه ثم لم ادرِ كم بقيتُ في اللا وعي الى ان احسست ببرد يصيب قلبي
ففتحت عيني لأرى نفسى أمام شجرة أراك دامعه قد رقت لحالي وتألمت لما جرى لي ورأيت على احد اغصانها مسبحه يسبح الغصن بها ومن كل حبه من حباتها الدائره أشعه من نور تمازجت واخترقت ذلك الظلام وأحالته الى وهج وضياء ..
أطرقتُ وقلت ما علاقة هذه الاراكه وهذه المسبحه بما طلبتُ من ربي وبالذي خاطرتُ من أجله؟؟
فأطرقت احلل الامور فكانت اكبر من قدر فهمي خُيِلَ لي في الأثناء سماع صوت يرتل ( مثل نوره ... مثل نوره ) وهنا صرخت كمشكاة نعم مثل نوره كمشكاة يقيناً ان هذه الاراكه وتسبيحتها رمز للمشكاة والمشكاة مثلٌ لنور الله ونور الله المقذوف بهِ تتم المعرفه , عندها اطرقت برأسي خجلا منها وقلت بكِ تتم المعرفه وبهذهِ الكلمات لم يسمح لي بالبقاء اكثر ... انتهت رحلتي من عرض ذلك العمق ولساني يردد بك تتم المعرفه يا تسبيحة الاراك
تعليق