منزلة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    منزلة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )





    منزلة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )





    مما لا شك فيه أن نبي الهدى محمد ( صلى الله عليه وآله ) : ( لاَ يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) ، ( النجم : 3 - 4 ) .

    فما يصدر منه مع خاصَّة أهله مما فيه الميزة على ذوي قرباه ، و أمته منبعث عن سِرٍّ إلهي ، رُبَّما يقصر العقل عن إدراكه .

    و قد ورد عنهم ( عليهم السلام ) في المتواتر من الآثار : ( حديثُنا صَعبٌ مُستَصْعَب ، لا يتحمَّلُهُ إلا مَلَكٌ مُقرَّب ، أو نَبيٌّ مُرسَل ، أو عَبدٌ امتحَنَ اللهُ قَلبَهُ بِالإِيمَان ) .

    فما ورد في الروايات من مميِّزات آل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) – مما لا تحيله العقول – لا يُرمى بالإعراض ، بعد إمكان أن يكون له وجه ، يظهره المستقبل الكَشَّاف .

    و على هذا فما ورد في الآثار المستفيضة بين السُّنَّة و الشيعة من فعل النبي ( صلى الله عليه وآله ) مع ابنته فاطمة الزهراء( عليها السلام ) من الإكثار في تقبيل وجهِها ، حتى أنكَرَت عليه بعض أزواجه فقال ( صلى الله عليه وآله ) رَادّاً عليها : ( و ما يَمنَعُني من ذلك ، وَ إنِّي أَشَمُّ منها رائحة الجَنَّة ، و هي الحَوراء الإِنسِيَّة ) .

    و كان ( صلى الله عليه وآله )، يقوم لها إن دَخَلَتْ عليه ، مُعَظِّماً وَ مُبَجِّلاً لها ، و إذا سافرَ ( صلى الله عليه وآله ) ، كانَ آخرُ عَهدِهِ بإنسانٍ مِن أهلِه ابنتَهُ فاطمة ( عليها السلام ) ، و إذا رجع من السفر فأوَّل مَا يَبتدِئُ بِها .

    و قال ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد أخذ بيده الشريفة الحسنين ( عليهما السلام ) : ( مَن أحَبَّنِي ، وَ هَذَين ، و أبَاهُما و أُمَّهُمَا كان مَعي في دَرَجَتِي يَوم القِيامَة ) .

    و كان ( صلى الله عليه وآله ) يقف عند الفجر على باب فاطمة ( عليها السلام ) ستة أشهر بعد نزول آية التطهير ، يُؤذَّنهم للصَّلاة ثم يقول : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمِ الرِّجْسَ أَهلَ البَيتِ ، وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً ) ، ( الأحزاب 33 ) .

    و قال ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة ( عليها السلام ) : ( يا بُنَيَّة ، مَن صَلَّى عَليك غَفَر اللهُ لَهُ ، و أَلحَقَهُ بي حَيثُ كنتُ من الجَنَّة ) .

    و قال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : ( أَنَا حَربٌ لِمَن حَارَبَهُم ، وَ سِلمٌ لِمَن سَالَمَهُم ، وَ عَدُوٌ لِمَن عَادَاهُم ) .

    و قال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : ( فَاطِمَةٌ بضعَةٌ مِنِّي ، يُؤذِينَي مَا آذَاهَا ، وَ يُرِيبُنِي مَا رَابَهَا ) .

    و قال ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : ( إِنَّ فَاطمةَ بضعَةٌ مِنِّي ، يُغضِبُنِي مَن أَغضَبَهَا ) .

    و إلى غير ذلك من كلماته الشريفة ، التي تنمُّ عَمَّا حَباها المُهَيمِن جَلَّ شَأنُه من ألطاف و مزايا اختصَّت ( عليها السلام ) بها دون البشر ، و كيف لا تكون كذلك ، و قد اشتُقَّت من النور الإلهي الأقدس .

    و لقد عَلِمنا من مقام النبوة ، و مِمَّا ورد في نصوص السُّنَّة النبوية و العَلَوِيَّة ، أنَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يُحِبْ أحداً لِمَحضِ العاطفة ، أو واشجة القُربى .

    فما يلفظه ( صلى الله عليه وآله ) من قول ، أو ينوء به من عمل ، و لا سيما في أمثال المقام ، لا يكون إلا عن حقيقة راهنة ، و ليس كمن يحدوه إلى الإطراء الميول و الشهوات .

    فما صدر منه ( صلى الله عليه وآله ) من خصائص الصديقة الطاهرة ( عليها السلام ) لا يكون ، إلا عن وحي يحاول أن يرفع مستواها عن مستوى البشر أجمع .

    فالرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) لم يصدع إلا بحقائق راهنة ، جعلتها يَدُ المشيئة ، حيث أجرت عليها سَيلَ الفضلِ الرُّبُوبِي ، فهي نماذج عن الحقيقة المُحَمَّدية المجعولة حلقة بين المبدأ و المنتهى ، و رابطة بين الحديث و القديم .

    و بالنسبة إلى آية التطهير : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمِ الرِّجْسَ أَهلَ البَيتِ ، و َيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً ) ، ( الأحزاب 33 ) .

    فقد اتفقت آراء المفسرين و أرباب الحديث و التاريخ على أنها ، نزلت فيمن اشتمل عليهم الكِسَاء . و هم ؛ النَّبيُّ الأعظمُ مُحَمَّدٌ ( صلى الله عليه وآله ) ، وَ وَصيَّهُ المُقَدَّمُ ، عَلِيٌّ بن أبي طالب أميرُ المؤمنين ( عليه السلام ) ، و ابنَتُهُ فَاطِمَةُ الزهراءِ ( عليها السلام ) ، وَ سِبطَاهُ سَيِّدَا شباب أهل الجَنَّة ، الحَسَنِ و الحُسَيْنِ ( عليهما السلام ) .

    ولم يُخْفَ المُرادُ من الرِّجسِ المَنفِي في الآية الكريمة بعد أن كانت وَارِدَة في مقام الامتنان و اللُّطف بمن اختصَّت بهم .

    فإِنَّ الغرضَ بمقتضى أداة الحصر قَصرُ إرادةِ المولى سبحانه على تطهير مَن ضَمَّهُمُ الكِسَاء عن كُلِّ ما تَستقذِرُه الطِّبَاع ، و يأمر به الشيطان ، و يَحقُّ لأجله العذاب ، و يُشِينُ السُّمْعَةَ ، و تُقتَرفُ بِه الآثامُ ، و تَمُجُّه الفِطرَة ، وَ تسقُطُ به المُرُوءَة .

  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    #2

    تعليق

    • ** خـادم العبـاس **
      • Mar 2009
      • 17496

      #3
      احسنت واجدت
      بارك الله بك
      وجزاك كل خير
      ننتظر ابداعاتك الراقيه
      تحياتي لك

      تعليق

      • محـب الحسين

        • Nov 2008
        • 46763

        #4
        جزاك الله خير الجزاء

        تعليق

        • صدى الطف
          • Jun 2012
          • 1464

          #5


          كلمات رائعه
          تستحق الوقوف والتامل
          سسلم من كتب
          وسسلم من نقل



          تعليق

          • صدى الطف
            • Jun 2012
            • 1464

            #6


            كلمات رائعه
            تستحق الوقوف والتامل
            سسلم من كتب
            وسسلم من نقل



            تعليق

            • نور الزهراء
              • May 2012
              • 3660

              #7
              جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
              بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ,,
              آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
              دمتـمّ بـِ طآعَة الله ..~
              ..:ღ:..


              تعليق

              يعمل...
              X