بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لذة الدعاء
المؤمنون على مراتب:
أ- المؤمن الّذي يعتقد بوجود الله سبحانه، ويعرفه معرفة كاملة، لكنّه لا يمتلك حسّ رؤية ألطاف الله وعنايته الّتي يفيضها في حياته الخاصّة واليوميّة، وهذه المرحلة تسمّى بمرحلة "علم اليقين".
ب- المؤمن الّذي فضلاً عن معرفته واعتقاده، فإنّه يشاهد أثر توحيده وتوكّله واعتماده على الله دون غيره، حيث يستشعر استجابة دعائه ويجد أثر التوكلّ والاعتماد على الله في حياته الخاصّة، وهذا المؤمن يكون في مرحلة "عين اليقين".
ج- المؤمن الّذي يرى نفسه في ارتباط مباشر مع الله، بل لا يرى نفسه شيئاً يذكر، وهذا العبد يكون قد وصل إلى مرحلة "حقّ اليقين".
وهذا المؤمن هو الّذي يعيش حقيقة الدعاء ولذّة الانقطاع إلى الله، فإنّه يمارس فنّاً في العبوديّة والإيمان أسمى من فنون الطبّ والهندسة والرسم، ويعيش لذّة تفوق لذّة رؤية مريضه الّذي شُفي، أو بنائه الّذي شمخ، أو لوحته الّتي تزهر, فأثر الدعاء لمن يتقنه لطف إلهيّ يغمر الإنسان عزّة تهزّ الشعور، تسامٍ روحيّ يستغرق الذات كلّها، وما يُتقنُ الدعاء إلّا ذلك المؤمن الّذي صار من أهل القلب النيّر السليم، ومن الّذين لم تمتلكهم وتغرّهم هذه الأسباب الظاهريّة، فصاروا على ارتباط مباشر مع الله يعتمدون ويتوكّلون عليه.
نسأل الله أن يوفّقنا إلى أن ندعوه ونناجيه بتلك الحالة المعنويّة السامية.
كتاب الدعــــــــــاء
تعليق