
ان على طالبي الكمال الالتفات الى ان العبد لو قطع كل تعلقاته بما سوى الحق ، وابقى علقه واحده فان تلك العلقه الواحده كافيه لان تجعله متثاقلاً الى الارض ، بما يمنعه من الطيران في الاجواء العليا للعبوديه .
فان مثله كمثل الطير المشدود الى الارض ، سواء كان ذلك (الانشداد ) بحبل واحد او بحبال شتى ، فالنتيجه في الحالتين واحده ، وهي الارتطام بالارض كلما حاول الصعود ..
ولهذا حذرت النصوص القرانيه والروايات المتعدده من الشرك : خفيه وجليّه ، اذ ان الالتفات الى غير الحق _ ولو في مورد واحد _ لهو صورة من صور الشرك في التوجه والالتفات .
وهو الذي يمثل روح العباده .. ومن هنا يمكن القول - بقطع - أنه لا مجال ( للخلاص ) والكمال ، الا باتباع اسلوب ( المراقبه ) المستوعبه للجوارح والجوانح معاً ، لنفي كل صور الشرك المهلكه بجليّها ، والمانعه من التكامل بخفيّها .
:65: الشيخ حبيب الكاظمي :65:

تعليق