بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين..
أسرار الثقة .... للثقة . أسرار و حدود
الثقة هي سر النجاح و هي التي تعطيك إحساسا دائما بالأمان و الاستقرار و تخلع عنك لباس الخوف و القلق ، لتبدأ حياتك و تمضي مع الأيام و تجتاز الصعوبات و المحن نحو مستقبل ملئ بالإنجازات و عالم ملئ بالراحة و الأمان .
الثقة بالله منبع الثقات ::
منبع الثقات كلها هو الله سبحانه و تعالى ، فالثقة بالله هي الأساس الحقيقي الذي ينبني عليه ثقتك في نفسك و ثقتك في من حولك من الناس و الثقة بالله هي مفتاح كل خير ذلك لأن الخير كله بيد الله ، فالثقة بالله تستتبع ثقة في النفس التي خلقها الله و ثقة في المستقبل وثقة فيمن حولك من الناس ، و الثقة بالله لا يعرف معناها الحقيقي ولا يشعر بها إلا من عرف الله حق معرفته و آمن به و توكل عليه ، فالإيمان بالله هو السبيل الأمثل للثقة الحقيقة و ليست تلك الثقة الموهومة التي قد تجدها عند بعض الناس الذين يغفلون عن هذه الحقيقة الهامة و هي أن الله هو خالقهم و أنه هو الذي منّ عليهم بما هم فيه ، فالاعتقاد بالذات دون الاعتقاد بخالقها ، هو اعتقاد سطحي ساذج و هو سبيل للغرور و التكبر ، و الثقة التي تنبني على مثل ذلك الاعتقاد هي ثقة موهومة سرعان ما تنهار أمام الصعاب ، و إن مد الله لهذا الشخص في طغيانه ، فأعلم أن العاقبة بالتأكيد سوف تكون في غير صالحه .
حدود الثقةبالله ::
الثقة بالله ليس لها حدود ، فالله سبحانه و تعالى مالك الملكوت و بديع السموات و الارض و مسخر السحاب و مسير الجبال ، و هو سبحانه و تعالى قادر علي كل شئ ، و هو الرحمن الرحيم ، لا نحصي ثناء ٌعليه أبدا ً، ثقة منبعها الإيمان به و معرفة كل أسم من أسمائه و كل صفة من صفاته ، و الثقة بالله هي الاعتقاد بقدرته و صفاته ، و لا تحاول أن تضع حدا لاعتقادك لأن مقدرة الله حتما سوف تتجاوز هذا الحد
و للثقة بالله أمثلة كثيرة ، تجدها في سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما أُلقي في النار،.. فقال بعزة الواثق بالله حسبنا الله ونعم الوكيل.. فجاء الأمر الإلهي" يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ "
و تجدها في أم موسى عليه السلام عندما أمرها الله أن تضع ابنها الرضيع في صندوق و تتركه ليرحل أمام عينها في النهر إلي ما لا تعلم ثقة في الله الذي أوحى لها "إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِين"
و تجدها في سيدنا يعقوب عليه السلام عندما أشتد ألمه لفراق أبنه و قال لأخوته " إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " .
و من الأمور التي تتجلى فيها أهمية هذه الثقة ،أمور الرزق ،، فلابد لك أن تعلم أن رزقك دائما على الله و أن تتيقن من ذلك فرزقك آتيك مهما كانت الأسباب ، و لعل من الأخطاء التي تقع فيها النفس هي أن تتخيل أن الفضل يرجع للأسباب في تحصيل الرزق ، و الحقيقة بخلاف ذلك فبالرغم إننا مأمورين بالأخذ بالأسباب إلا أن هذا لا يعني أن مجرد الأخذ بهذه الأسباب هو الذي يمنحك الرزق ، فالأخذ بالأسباب شرط لازم ضروري لأننا مأمورين به ، و لكن الله هو الرازق الحقيقي و هو السبب الأصلي و الوحيد للرزق و لديه ما لا نعلم من الأسباب .
و قد تتعجب عندما تجد أن العامل الذي يقضي الكثير من الوقت في عمله يتكبد الجهد و العناء و تجده يتقاضي أجرا ً ضئيلا ً بينما شخصا آخر في ذات المنظمة يجلس في مكتبه المريح و المكيف الهواء و يتحدث في الهاتف و قد تكون مدة عمله اقل من نصف مدة عمل ذلك الأول و يتقاضى أضعاف مرتبه ،فهذا يعني انه ليست هناك علاقة ما طردية أو عكسية بين الرزق و السعي ، إنما السعي شرط أولي ، و نحن لا نعلم كل الأسباب و إنما دورنا أن نأخذ بما نعرف من الأسباب ،و عليك أن تعلم إنها حكمة الله يعطي لحكمة و يمنع لحكمة و في عطائه منع و في منعه عطاء .
و لعل في قصص الأنبياء أجل العبر ، فأم موسى عليه السلام إذا أرادت أن تحمى ابنها فإن من المنطقي أخذا ً بأسباب البشر أن تحفظه في مكان آمن بعيدا عن أعين الناس و لكنها عملت بوحي ربها الذي يعلم من الأسباب ما لا تعلم و تركته في النهر ، معرضا ً لكل أنواع الهلاك من سرقة و غرق و جوع و عطش .
إنها ثقة بالله ليس لها حدود ، ثقة لن تجدها إلا في قلوب المؤمنين به إيمانا ً حقيقيا ً، و المعتقدين فيه اعتقادا ًيقينيا ً، فالثقة بالله هي اعتقادا بإلوهيته و حكمته و عظمته اعتقادا يجعلك تأتمر بأوامره و أنت تثق أن فيها الخير و البركة ، و تنتهي بنواهيه و أنت على يقين بأنها شرٌ لك ، و الثقةبالله هي النور الذي يضئ لك حياتك و يجعلك تشعر بالراحة و الاطمئنان ، ولعل هذه الثقة تنير قلبك و أنت شاب في مقتبل عمرك تبحث عن الزوجة و قد خاب لك الرجاء ، أو يئست من البحث عن عمل مناسب لك و شعرت بالفشل و الإخفاق ،أما و قد علمت بأن الله يعلم عنك ما لا تعلم أنت ، و علمت بأنه قدّر لك رزقك و أختار لك زوجتك من قبل أن تولد أنت ، فهل يحزنك شيئا بعد الآن .
، و لعل من أجمل الاقوال التي سمعت بها عن الثقة بالله
قول الحسن البصري " علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فأستراح قلبي "
فراحة القلب هي نتاج الثقةبالله تعالى و المؤمن الحقيقي يعرف ذلك جيدا..
"عاشقة النور"
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين..
أسرار الثقة .... للثقة . أسرار و حدود
الثقة هي سر النجاح و هي التي تعطيك إحساسا دائما بالأمان و الاستقرار و تخلع عنك لباس الخوف و القلق ، لتبدأ حياتك و تمضي مع الأيام و تجتاز الصعوبات و المحن نحو مستقبل ملئ بالإنجازات و عالم ملئ بالراحة و الأمان .
الثقة بالله منبع الثقات ::
منبع الثقات كلها هو الله سبحانه و تعالى ، فالثقة بالله هي الأساس الحقيقي الذي ينبني عليه ثقتك في نفسك و ثقتك في من حولك من الناس و الثقة بالله هي مفتاح كل خير ذلك لأن الخير كله بيد الله ، فالثقة بالله تستتبع ثقة في النفس التي خلقها الله و ثقة في المستقبل وثقة فيمن حولك من الناس ، و الثقة بالله لا يعرف معناها الحقيقي ولا يشعر بها إلا من عرف الله حق معرفته و آمن به و توكل عليه ، فالإيمان بالله هو السبيل الأمثل للثقة الحقيقة و ليست تلك الثقة الموهومة التي قد تجدها عند بعض الناس الذين يغفلون عن هذه الحقيقة الهامة و هي أن الله هو خالقهم و أنه هو الذي منّ عليهم بما هم فيه ، فالاعتقاد بالذات دون الاعتقاد بخالقها ، هو اعتقاد سطحي ساذج و هو سبيل للغرور و التكبر ، و الثقة التي تنبني على مثل ذلك الاعتقاد هي ثقة موهومة سرعان ما تنهار أمام الصعاب ، و إن مد الله لهذا الشخص في طغيانه ، فأعلم أن العاقبة بالتأكيد سوف تكون في غير صالحه .
حدود الثقةبالله ::
الثقة بالله ليس لها حدود ، فالله سبحانه و تعالى مالك الملكوت و بديع السموات و الارض و مسخر السحاب و مسير الجبال ، و هو سبحانه و تعالى قادر علي كل شئ ، و هو الرحمن الرحيم ، لا نحصي ثناء ٌعليه أبدا ً، ثقة منبعها الإيمان به و معرفة كل أسم من أسمائه و كل صفة من صفاته ، و الثقة بالله هي الاعتقاد بقدرته و صفاته ، و لا تحاول أن تضع حدا لاعتقادك لأن مقدرة الله حتما سوف تتجاوز هذا الحد
و للثقة بالله أمثلة كثيرة ، تجدها في سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما أُلقي في النار،.. فقال بعزة الواثق بالله حسبنا الله ونعم الوكيل.. فجاء الأمر الإلهي" يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ "
و تجدها في أم موسى عليه السلام عندما أمرها الله أن تضع ابنها الرضيع في صندوق و تتركه ليرحل أمام عينها في النهر إلي ما لا تعلم ثقة في الله الذي أوحى لها "إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِين"
و تجدها في سيدنا يعقوب عليه السلام عندما أشتد ألمه لفراق أبنه و قال لأخوته " إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " .
و من الأمور التي تتجلى فيها أهمية هذه الثقة ،أمور الرزق ،، فلابد لك أن تعلم أن رزقك دائما على الله و أن تتيقن من ذلك فرزقك آتيك مهما كانت الأسباب ، و لعل من الأخطاء التي تقع فيها النفس هي أن تتخيل أن الفضل يرجع للأسباب في تحصيل الرزق ، و الحقيقة بخلاف ذلك فبالرغم إننا مأمورين بالأخذ بالأسباب إلا أن هذا لا يعني أن مجرد الأخذ بهذه الأسباب هو الذي يمنحك الرزق ، فالأخذ بالأسباب شرط لازم ضروري لأننا مأمورين به ، و لكن الله هو الرازق الحقيقي و هو السبب الأصلي و الوحيد للرزق و لديه ما لا نعلم من الأسباب .
و قد تتعجب عندما تجد أن العامل الذي يقضي الكثير من الوقت في عمله يتكبد الجهد و العناء و تجده يتقاضي أجرا ً ضئيلا ً بينما شخصا آخر في ذات المنظمة يجلس في مكتبه المريح و المكيف الهواء و يتحدث في الهاتف و قد تكون مدة عمله اقل من نصف مدة عمل ذلك الأول و يتقاضى أضعاف مرتبه ،فهذا يعني انه ليست هناك علاقة ما طردية أو عكسية بين الرزق و السعي ، إنما السعي شرط أولي ، و نحن لا نعلم كل الأسباب و إنما دورنا أن نأخذ بما نعرف من الأسباب ،و عليك أن تعلم إنها حكمة الله يعطي لحكمة و يمنع لحكمة و في عطائه منع و في منعه عطاء .
و لعل في قصص الأنبياء أجل العبر ، فأم موسى عليه السلام إذا أرادت أن تحمى ابنها فإن من المنطقي أخذا ً بأسباب البشر أن تحفظه في مكان آمن بعيدا عن أعين الناس و لكنها عملت بوحي ربها الذي يعلم من الأسباب ما لا تعلم و تركته في النهر ، معرضا ً لكل أنواع الهلاك من سرقة و غرق و جوع و عطش .
إنها ثقة بالله ليس لها حدود ، ثقة لن تجدها إلا في قلوب المؤمنين به إيمانا ً حقيقيا ً، و المعتقدين فيه اعتقادا ًيقينيا ً، فالثقة بالله هي اعتقادا بإلوهيته و حكمته و عظمته اعتقادا يجعلك تأتمر بأوامره و أنت تثق أن فيها الخير و البركة ، و تنتهي بنواهيه و أنت على يقين بأنها شرٌ لك ، و الثقةبالله هي النور الذي يضئ لك حياتك و يجعلك تشعر بالراحة و الاطمئنان ، ولعل هذه الثقة تنير قلبك و أنت شاب في مقتبل عمرك تبحث عن الزوجة و قد خاب لك الرجاء ، أو يئست من البحث عن عمل مناسب لك و شعرت بالفشل و الإخفاق ،أما و قد علمت بأن الله يعلم عنك ما لا تعلم أنت ، و علمت بأنه قدّر لك رزقك و أختار لك زوجتك من قبل أن تولد أنت ، فهل يحزنك شيئا بعد الآن .
، و لعل من أجمل الاقوال التي سمعت بها عن الثقة بالله
قول الحسن البصري " علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فأستراح قلبي "
فراحة القلب هي نتاج الثقةبالله تعالى و المؤمن الحقيقي يعرف ذلك جيدا..
"عاشقة النور"
تعليق