شخصيتها من شخصية أبيها
إن ما تقدم من شواهد تاريخية عن علاقة الزهراء بأبيها وشبهها به ومحبته لها .. يعطينا الدليل تلو الدليل على أن شخصية الزهراء(ع) منطبعة بطابع شخصية النبي(ص)، فليس بينها وبين أن ترفض بعض مظاهر الدنيا البسيطة التي يحتاجها كل إنسان، إلا إشارة النبي ورغبته لها في الترفع والرقي إلى أعلى المستويات الروحيّة والابتعاد عن كل ما يربط أو يشد نحو الدنيا.
إن ما تقدم من شواهد تاريخية عن علاقة الزهراء بأبيها وشبهها به ومحبته لها .. يعطينا الدليل تلو الدليل على أن شخصية الزهراء(ع) منطبعة بطابع شخصية النبي(ص)، فليس بينها وبين أن ترفض بعض مظاهر الدنيا البسيطة التي يحتاجها كل إنسان، إلا إشارة النبي ورغبته لها في الترفع والرقي إلى أعلى المستويات الروحيّة والابتعاد عن كل ما يربط أو يشد نحو الدنيا.
وهكذا وجدناها منسجمة كل الانسجام روحياً وعاطفياً مع الخط الإسلامي الأصيل الذي انطلق من خلال تعاليم القرآن وسنّة النبي (ص) ، ولذا لم تستسلم إلى صلتها الوثيقة بالنبي أو تسكن لهذا الشرف العظيم، لأنها أرادت أن تكون ابنة محمد روحاً وأخلاقاً وتقوى وعبادة وصلة بالله سبحانه وانسجاماً مع تعاليمه، قبل أن تكون ابنته جسداً وقرابة.
أحبّت أن يرى أبوها في بيتها المتواضع زهد الرسالة وروحانية الإيمان وبساطة العيش وقناعة النفس وصفاء الروح، لتعطي مثلاً حياً للبيت المسلم بأن يعيش الأجواء الإسلامية الخالصة من أجل أن تنمو الأجيال الإسلاميّة وتتنفس في جو إسلامي خالص.
وباختصار : كانت في كل حياتها مع رسول الله لا تحس بالتعددية ولا تشعر بالانفصال، شاركته في فضائله إلا في النبوّة التي لا يقترب منها أحد مهما كان قريباً من رسول الله(ص)، لتبقى هذه المنزلة الإلهية بما تتضمنه من معاني الوحي والرسالة خاصة به، ويبقى للآخرين القريبين أي للإمام علي (ع) منه مشاركته في كل صفات الكمال الأخرى : "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي"
السيد محمد حسين فضل الله
تعليق